عبرات مع المحن و الابتلاءات



  

كتبها
  Fatma AL-Shareef ، في 30 أغسطس 2010 الساعة: 1:38 ص


عبرات مع المحن و الابتلاءات

خُلق الإنسان و يُخلق معه قدره و مصيره
يعيش في ترقب و استغراب لما يحدث له و حوله ..
ينتظر و يأمل الجديد السعيد ..
و يخشى و لا يتوقع المؤلم المحزن ..
يردد كلمات
مع الدمعة بسمة ..
ومع الترحة فرحة
ومع البلية عطية
ومع المحنة منحة
و عند البلاء ينسى الكلام
و لا يتذكر تلك العبارات و الشعارات ..
بل يرفض الأقدار و يرفع راية الفرار
مع المحن تُذرف الدموع و تتسع الجروح
أن العبد في هذه الدنيا يعيش قصة لا بل ينسج له القدر قصص..
قصة حياة ..
قصة فشل
قصة ألم ..
قصة حب ..
قصة فراق ..
فالقصص في حياتنا كثيرة
في ثناياها تتوالى المحن و الابتلاءات..
فيصاب تارة بالمرض الذي ينهك جسده و يهزم نفسيته ..
فيغيب عن الوجود في عالم الوحدة و الكروب ..
وقد يصاب بالحزن لفراق حبيب أو فقدان صديق أو خيانة رفيق ..
فيفقد ثقة من حوله فيهرب بعيدا بقلبه الجريح ..و دمعه الكسير.. 
و يُبتلى بالهم و الغم و الحزن على ما يرى أو يسمع من مصائب الآخرين حوله..فيعتصر القلب و يئن من الكرب.. 
و قد يصاب بنقص في المال و الرزق فتضيق النفس و يتنّغص العيش ..
وقد يصاب بالزوج النكد أو الزوجة الكنود فتتكدر الحياة و تغيب السعادة في غياهب الكدر.. 
و أعظم ما يصاب به العبد الخوف و الهلع ..من القدر المجهول أو المستقبل غير معلوم …الخوف من الموت أو الفشل أو الرد و عدم القبول
خوف منغص و هلع مروع
مع البلاء و المحنة ..تنحدر الدمعة و تُطلق الزفرة
مع البلاء و المحنة ..يرتسم الألم و يتعاظم الهم ..
مع البلاء و المحنة ..تؤصد الأبواب و تغلق النوافذ و تمتلئ الأجواء بالكدر و الضيق ..
مع البلاء و المحنة ..تسقط الأقنعة و يتّنحى الكثير من الصحاب ليرفعوا راية الانسحاب ..
مع البلاء و المحنة ..يكثر العويل و التنهيد ..
في خضم البلاء و المحنة تتلاشى القصص ..و تتهاوى شخصياتها لاسيما أن كانت من نسج الخيال أو عبث الحظ أو بعيدة المنال ..
فيقف العبد مذهولا مشدوهاّّ … مسلوب الإرادة و التفكير و العمل أمام ذلك البلاء الذي تحول إلى كروب و خطوب .. جراح و نواح ..
هي طبيعة الإنسان لا يعرف كيف يحجّم المشكلة و لا يدرك كيف يتنعم بالبلاء حتى يظفر بالأجر و الثواب
مع البلاء ينسى كل الأشياء التي أحبها و الشخوص حوله و أن كانوا أعز الناس لديه ..
مسلوبي الإرادة ضعيفي القوة
كالحيارى في الصحارى ..
و كالرمال على شواطئ البحار
و كالهباء عند هبوب الرياح ..
 
كيف الخلاص و النجاة ..؟؟؟ فلا مفر و لا مهرب إلا إلى الله ..
 
اللَّهم رحمتك أرجو فلا تكِلني إليَّ نفسي طرْفة عين، واصلِح لي شأني كلّه، لا اله إلاَّأنت ..و لا حول و لا قوة إلا بك
من
زخ قلمي
و نثر حبري ..
فهل من مسمع لهمسي ..
الجمعة 18 رمضان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ