‏إظهار الرسائل ذات التسميات تراجمي للفنانين. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تراجمي للفنانين. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 11 يونيو 2025

المحافل الدولية.. بألوان أحمد المغلوث

 

المحافل الدولية.. بألوان أحمد المغلوث

منذ أسبوع واحد

189

0

01 يونيو 2025 08:11:

فاطمة الشريف

في مشهد من الأصالة السعودية، تراصت الخيول العربية الأصيلة، وتلألأت السيوف النجدية، وتعطّر المكان برائحة القهوة السعودية، وأطايب العود، ترحيبًا ملكيًا يليق بالزيارة الكريمة للرئيس الأمريكي السابع والأربعين، دونالد ترامب، في الثالث عشر من مايو المنصرم. لم يكن الحدث مجرد مراسم بروتوكولية، بل تجلٍّت معه ذكريات العلاقة التاريخية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، في رمزية تجدد في الأذهان دور قوتين دوليتين لإرساء سبل السلام العالمي، وتعزيز الاستثمار والشراكة الاستراتيجية.

في قلب المشهد التشكيلي السعودي، وعبر أزمنة العقود السابقة، يبرز الفنان أحمد المغلوث بوصفه أحد رواد الفن الذين ساهموا في بناء سردية بصرية موثقة عن المملكة العربية السعودية، وقاد تجربة فريدة تتشابك فيها القيم التاريخية والإنسانية، المغلوث يعجز القلم عن سرد بطولاته التشكيلية وتاريخ لونه الفريد، تنوعت تكويناته، وتعددت موضوعاته، متنقلًا بين الذاكرة البصرية، والهوية الوطنية؛ لتوثيق التاريخ والأحداث على المستوى المحلي والدولي.

وما زال يحمل اللون والفرشاة موظفًا أساليبه التعبيرية لتدوين المحافل الدولية والمناسبات المحلية، معززًا فنه عبر لوحات قماشية متعددة الأحجام، وأخرى مبتكرة على الخوص (سعف النخيل)، وجداريات ضخمة، ولوحات كاريكاتيرية يدوية ورقمية، محتفظًا بثيم واحد لربط التراث بالمعاصرة في سردية تشكيلية سعودية.

في حديث عابر محتفى به عن لوحاته أكد المغلوث أنه ممن رسم الملوك السعوديين طيلة مسيرته الفنية في كلاسيكية راقية، ووثّق الكثير من المحافل الدولية والمناسبات الوطنية بواقعية ذات رمزية متفردة به، وأرّخ عبر تكويناته التعبيرية لبدايات التنمية والعمران والحرف الشعبية في المنطقة الشرقية والإحساء على وجه الخصوص، ورصد المرأة السعودية ويومياتها بتعبيرية مفرطة تبعث الحياة والديمومة في أرجاء لوحاته عنها. 

اقتنيت الكثير من لوحاته، وعُرضت في الكثير من المعارض المحلية والعالمية، ونُشر عدد منها على المواقع العالمية، وقد أشار في حديثه إلى أن أعماله كانت جزءًا من أول معرض لرواد التشكيل في المملكة عام 1398هـ،، الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميرًا للرياض، وقد اقتنيت لوحاته كلها في ذلك المعرض، كما أكّد أن أعماله تنال دومًا تقدير الفنانين والنّقاد بشكل عام، وقد أشاد بفنه الفنان المصري العالمي جمال قطب، الذي اعتبر أعمال المغلوث “امتدادًا لصورة الوطن في المخيلة العربية”. وعن رصيده الفني الوطني، يقول بتواضع وفخر: “أنا أول من رسم ألعاب البنات والطفولة في لوحات فردية وجماعية، وأول من وثّق الحرفيين المحليين في أعمال تشكيلية”. 

يعد المغلوث ناشطًا اجتماعيًا، وقلمًا تشكيليًا، له أسلوبه في توثيق  مسيرته التشكيلية الذي دومًا يبدأ بعبارة: (كتب أحمد المغلوث) ومصورًا كاريكاتيريًا تعتز به الصحافة السعودية، ويعد اسمًا بارزًا في توثيق أعمال رواد الفن السعودي، ومن آرائه في حقوق التشكيليين أن ظاهرة اختفاء بعض الأعمال الفنية من مقراتها الرسمية، وانتقال بعض اللوحات دون موافقة الفنان تُعدّ في حكم المسروق وفق القوانين الدولية لحماية الحقوق الفنية، وأن توثيقها لا بد أن يشمل مكان اقتنائها وتاريخها وسياق عرضها.

من أولى لوحاته التي نُشرت في الصحافة العربية (القارئة الصغيرة)، وقد ظهرت في مجلة العربي الكويتية عام 1976؛ لتعلن عن ميلاد تجربة سعودية أصيلة، تدمج بين الواقعية والرمز، وبين التوثيق والروح الإنسانية.

من أبرز لوحاته: (اللقاء التاريخي السعودي الأمريكي) التي تصور اجتماع الملك عبدالعزيز والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، حيث قال: “في لوحتي للقاء التاريخي، رسمت العَلَمين السعودي والأمريكي على الطاولة الصغيرة، ووضعتهما في خلفية المشهد، بينما تجاهلهما معظم من رسموا هذا الحدث. هذه اللمسة البصرية كانت محاولة مني لتمييز لوحتي عن غيرها، والتأكيد على التفاصيل الرمزية” وممن رسموا الحدث الفنان الأمريكي وليم جونسون (William Johnson) في معرضه (Fighters for Freedom) حيث تفوق المغلوث في رسم الحدث بواقعية لائقة راقية بعيدة عن التعبيرية والرمزية التخيلية، مؤكدًا: “جميع الصور الخاصة بالقيادتين السعودية والأمريكية، التي رسمتُ منها اللقاء التاريخي، كانت مأخوذة من سجلات الرئاسة الأمريكية. من يدّعي أنه يرسم مثل هذه اللوحات من الخيال، فهو إما واهم أو مضلل، الخيال الفني لا يعني الانفصال عن المرجعية البصرية، خصوصًا في المواضيع التاريخية”. 

ينتقل المغلوث من الحديث عن تجاربه الخاصة إلى تأملات عميقة في مفهوم الرسم من الخيال مستحضرًا في هذا السياق تجربة المستشرقين في رسم الشرق العربي والإسلامي. ويشرح كيف أن كثيرًا من هؤلاء الفنانين لم يكونوا يرسمون من الخيال المطلق، بل من ملاحظة دقيقة، و”إعداد مسرحي” يكاد يشبه إعداد مواقع التصوير السينمائي. بعضهم كان يستأجر منازل، ويؤثثها بما يناسب رؤيته، ويشتري الملابس التي يحتاجها، ثم يجلس أمامه “الموديل” –فتاة أو طفل– لأيام أو شهور. بعض اللوحات استغرق إنجازها سنوات، كما حدث مع لوحة “الموناليزا”، التي أنجزها دافنشي خلال فترة تتراوح بين سبع إلى تسع سنوات. ومع اختراع الكاميرا، أصبحت الأمور أسهل، فالصورة تُوثّق اللحظة، ثم يضيف الفنان لمساته لتجسيد فكرته”. 

ويختم حديثه قائلًا: “الفن مسؤولية، وهو وعي بالزمن، وتوثيق للهوية، واستشراف للمستقبل”. 

ختامًا تُعد تجربة المغلوث نموذجًا فريدًا من الفن الملتزم بالسردية الوطنية والهوية الثقافية، لم يكن مجرد رسّام لوجوه، بل فنانًا ذا رؤية، يسعى لحفظ الذاكرة البصرية للسعودية من خلال عمل فني عميق، يمكن أن يُدرّس ويُعرض في صالات ومتاحف دولية. وهو بذلك يجمع بين الأثر الجمالي والدور التوثيقي للفن، متجاوزًا حدود الزمان والمكان.

لوحة القارئة الصغيرة:

طريقة توثيقه لأحد أعماله المنشورة في مواقع التواصل، على إكس والفيس بوك:

“كتب أحمد المغلوث_ جمعه مباركة. ومبارك فوز فخامة الرئيس دونالد ترامب برئاسة أمريكا للمرة الثانية محققًا فوزًا ساحقًا على منافسه الرئيس السابق بايدن. وكنت رسمت فخامته في هذه اللوحة من وحي زيارته السابقة للمملكة ومشاركته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رقصة العرضة. اللوحة موجودة في سفارة المملكة في واشنطن.. أعيد نشرها بمناسبة تسلمه قيادة أمريكا من جديد…”. 

لوحة اللقاء التاريخي السعودي الأمريكي:

لوحة الفنان الأمريكي وليم جونسون (William Johnson) في معرضه (Fighters for Freedom) بعدستي

لوحة الاحتفاء بالشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية. 

من لوحاته الكاريكاتيرية:

السبت، 4 يناير 2025

التّشكيلي نهار مطر: بدأت بالطباشير، واقتناء اللوحات ينقذها من الدفن








من الفنانين الذين نفتخر بهم في الساحة السعودية الفنان نهار مرزوق، وقد حاورته وفقا لعدة أسئلة جاوبني فيها ولازال هنالك الكثير من الحوارات مع هذا الفنان المبدع، وقد قامت محررتنا المبدعة 
\شهد عسيري بتحرير الحوار مشكورة وقد نشر جزء منه في مجلة فرقد والجزء الآخر سينشر في كتاب قادم بإذن الله تعالى...

روائع الأنامل المُحبّة للفن لا تأتي فجأةً دون صقل، فلكل موهبةٍ بدايةٌ متواضعة وحين يُدرك صاحبها الجمال الذي وهبه الله يبدأ العاقل الحذق بصقل تلك الموهبة، فالرّسام نهار مرزوق مطر مَلك ريشة بديعة، صقلها وشحذها حتّى صارت ذهبيّةً فاخرة، اتجه إلى الفنّ التّشكيليّ وأجاده وأبدع فيه، هو فنانٌ من الطّراز الرّفيع وفي الصفوف الأولى مكانه.

ولد الفنان نهار مرزوق في الثامن عشر من شهر مايو من عام ١٩٧٠م، حصل على شهادة البكالوريوس في التربية الفنية عام ١٩٩٣م، بدأ في الإهتمام بالفن مذ كان طفلًا، عامٌ يتلوه عام فيها يزداد حبّه للفن، فتعلم وقرأ وصقل موهبته حتى ارتقى في سلالم النّجاح، فكان أمينًا عامًا في بيت الفنانين التشكيليين في جدة عام ٢٠٠٧م، ثم ترقى فصار نائب رئيس بيت الفنانين التشكيليين في جدة هذا في ٢٠٠٨م، ثم صار مديرًا لفرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في جدة.

قام بعمل معارض شخصية وجماعية، ومن الشخصية والتي بلغ عددها ستة معارض وكان أوّلها في عام ٢٠٠٨م وآخر معرض -للآن- كان في عام ٢٠٢١م، كانت هذه المعارض توجد في مُدن ودول مختلفة، فمنها ما كان في جدة وفي مكة ومنها ما كان في الإمارات تحديدًا في الشارقة وأبو ظبي، أمّا المعارض الجماعية فهي كثيرةٌ عديدة وأبرزها المعرض العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب في عام ١٩٩٣م.

وقد كانت له مشاركاتٌ دوليةٌ كثيرةٌ وبارزة في أكثر من دولة ومدينة، ففي لبنان شارك في سمبوزيوم أهدن الدولي في عام ٢٠٠٥م، وفي المغرب العربي شارك في منتدى بيت الفن عام ٢٠٠٥م، وفي شرم الشيخ شارك في الملتقى الدولي الأول للفن
التشكيلي عام ٢٠٠٧م، وشارك في معرض أيام السعودية في صنعاء عام ٢٠٠٨م، وشارك في معرض طوكيو عام ٢٠١٠م، والكثير من المشاركات الفاعلة في الدول العربية وغيرها.

وقد بلغ من الخبرة الجمّة والحِسّ الفنّي العالي أن شارك في تحكيم وتنظيم مسابقاتٍ ومعارض عِدّة كانت أول مسابقة يُحكّم فيها هي مسابقة الفنية للأطفال في مهرجان التحلية بجدة عام ٢٠٠٠م، ونظّم معرض النجوم الأول في جدّة لكوكبة من كبار الفنانين
في المملكة العربية السعودية وهذا في عام ٢٠٠٨م.

وبعد سيرةٍ حافلةٍ من النّجاحات حصل فنّانُنا البارع على جوائز عديدةٍ كان أهلًا لها بلا شكٍ أو ريب، وكانت أول جائزة له: المستوى الثالث من المعرض العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب عام ١٤١٣هـ، وقد حصل على العديد من الشهادات والدروع التقديرية وجوائز الاقتناء، ومن جوائز الاقتناء: مجموعة من اللوحات لمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، ووزارة الخارجية، ووزارة الداخلية، ووزارة الثقافة والإعلام، وعـدد من رجال الأعمال في كل من السعودية والإمارات ولبنان ومصر والمغرب وفرنسا.

سيرةٌ حافلةٌ مليئةٌ بالإنجاز والبهاء والفنّ الزّاهي الجميل، وكيف لهذه السيرة ولهذه الشخصية ألّا تكون عضوًا مؤسّسًا في جمعيات فنيةٍ فاعلة! هو عضوٌ في مؤسسة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وعضوٌ في جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وعضوٌ في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وعضوٌ في الجمعية السعودية لثقافة الفنون بجدة وعضوٌ في بيت الفنانين التشكيليين بجدة، هكذا يكون نِتاج تلك الأعوام المُكلَّلةِ بالتجارب الناجحة والأسفار المليئة بالثقافاتِ المختلفة.

حين نتحدث عن فنانٍ موهوب واجبٌ علينا الاستفاضةُ في معرفته أكثر وأكثر، وقد قامت مجلة فرقد الإبداعية من قسم الفنون البصرية بعقد لقاءٍ مع فنانِنا المُميز حيث سألناه عدّة أسئلة تكشف لنا عبقريّة الفنان وبديع ريشته.

بادِئ ما سُئل الفنان نهار مرزوق:
– ما هي أنشطة واهتمامات الفنان نهار مرزوق؟
الاسم نهار مرزوق، معلم تربية فنية، فنان تشكيلي، اهتماماتي تنحصر في كل ماله ارتباط بالفنون والثقافة والفنون البصرية بشكل خاص.

– كيف كانت بداياتك مع الرسم؟
بداياتي مع صندوق قديم في المنزل آخذ بقايا الطباشير وأنا في الصف الأول وأعود لأرسم كل ما يسعدني.

– من الذي وجهك ودعمك في بدايات رحلتك التشكيلية؟
الدراسة والقراءة الفضل بعد الله لها، فالقراءة عن الفنون ومتاحفها وزيارتها والاطلاع على تجارب الفنانين وزيارة مراسمهم نبع لا ينضب.

تحدث لنا عن حضورك التشكيلي على الصعيد المحلي والعربي والدولي؟
– هذا سؤالٌ صعب! كل ما عندي هو محاولات وتجارب أثمرت عن ستة معارض شخصية ومجموعة من المعارض المحلية والمشاركات مع زملاء الطريق في الدول المختلفة لتبادل ثقافي، لم أتخيل أن يكون بهذه الأهمية.

– ما الإضافة التي قدمها المبدع نهار مرزوق للساحة التشكيلية؟

– أحاول -وما زلت- أن أمد يدي للجميع بالمشاركة تارةً معهم في أنشطتهم وتارةً بعمل ورشٍ فنية لممارسة تجارب جديدة، وما زلت لم أقدّم ما أفخر به.

– دور الملتقيات التشكيلية في الساحة وكيف خدمت التشكيلي؟

الملتقيات التشكيلية التي يتم اختيار الفنانين بناءً على أهمية تجاربهم تجعل الزائر يستفيد من حضور أكثر من مدرسة وحضور أكثر من تجربة وكذلك بين المشاركين هناك مساحات للحوار والتبادل الثقافي المهم.

– ما اللوحات والمقتنيات التي قدمتها للساحة التشكيلية؟
اللوحات والمقتنيات كثيرة والحمد لله والفنان إذا استطاع أن يحصل على مساحة اقتناء فهو بذلك أنقذ لوحته من المخزن أو الدفن لها وهي لم ترَ النور.

– ما تأثير وسائل التواصل على التشكيلي؟
لم يتأثر الفنان بها بل على العكس فقد استفاد منها برؤية ومتابعة المستجدات حوله ولكن العمل على اللوحة وعرضها في صالات عرض الأعمال هو حقيقةً قد أبعدنا عن فرسان العالم الافتراضي.

– ماذا قدمت جمعيات ومؤسسات التشكيل للفنان؟
الجمعيات تسعى دومًا لحماية الفنان والوقوف معه في البرامج المحلية والدولية ودعمه إداريًا ولوجستيًا ولذلك يجب أن يكون لديه انتماء لها فهي منه وله.

– ما هي برامجك وأنشطتك الفنية القادمة؟
أقوم بتجهيز معرضي السابع وأشتغل على الأعمال الجديدة، وأتشرف بكم.

– ماذا يريد التشكيلي من وزارة الثقافة (هيئة الفنون البصرية)؟
الفنان يريد من هيئة الفنون البصرية أن يعرفوا عددًا أكبر من التجارب الفنية المحلية، والتّعرف على الفنانين، فالمعرفة ستوصلهم إلى ما يحتاجون.

– في معرضك الشخصي السادس في الرياض لماذا استخدمت الحصير في الأعمال وما هو المدلول منها؟
حاولت التعبير عن المكان الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وحجرة السيدة عائشة رضي الله عنها التي أسلم فيها الروح على حصير كما كان عليه الصلاة والسلام يعيش على الحصير بكل بساطة وقرب للطبيعة.

– المجموعة الأخيرة من أعمالك رسمت السجاد الموجود في الحرمين الشريفين، لماذا السجاد؟

أعتقد أنك إذا لبّيت دعوة الصلاة في الحرم والملائكة الذين قادوا عبورك لهذه لحياة، وحملت أنت نفسك تبحث عن النور وتتجنب الظلال، حتى تيقنت أنهما شقيقان في الحياة فلا هروب للظل ولا الالتقاء بالشمس كان هو النجاة، بل السّجدة التي سجدتها على تلك السجّادة لتكون هي آخر ذكراك بالمكان وآخر عطر تلك اللحظات التي تصعد بك وبعملك للسماء، فرسمت ذلك المكان وعبّرت عنه.

كما نعلم أن المواهب هبةٌ يرزقها الله من يشاء، والفطن هو من يستعملها ويبرزها في مكانها المناسب، وهذا ما فعله الفنان نهار مرزوق، هباه الله يدًا رشيقة ترسم وتُبدع وتترجمُ أفكار ومشاعر تفيض بها نفسه ونفس محبيه، أتقن الرّسم فأخرج لنا لوحاتٍ تطير بنا في الخيال والشعور الذي بثّه في أعماله، كثير الطّرق والمَد والتّجارب المُتعددة الكثيرة لا تخرج لنا إلّا فنًا يأسر الألباب والعقول، فالتّمام دائمًا يأسرُ ويسلب بإعجابٍ وحُب.

ونختم مقالتنا التي ازدانت بذكر سيرة الفنان نهار مرزوق مطر بقول الفنانة التشكيلية والكاتبة فاطمة الشّريف:
نهار مرزوق فنان أمتعنا كثيرًا، وقدّم لنا المدرسة التأثيرية بروحه المرحة الشغوفة المتعاونة المبدعة فامتزجت تلك الروح مع ألوانه وتكويناته فأخرج لنا فنًا مميزًا واتجاهًا مبدعًا وطرحًا فريدًا، نهار من أوائل من قدّم لنا لوحات كبيرة وجداريات متسعة على أسطح متنوعة برزت فيها الرموز الإسلامية بألق وجمال مذهل عبر مواقع تواصله، أعطى وما زال يعطي بسخاءٍ للفن وأهله. نهار ليس تشكيليًا فحسب بل هو خطاط ومهني من الطراز الأول يصنع ألوانًا وشبولونات وتكوينات خاصة به ليجعل فنه محفورًا في ذاكرة المتلقي وخالدًا في سجل فناني رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠.










المعرض الشخصي الأول للتشكيلي حسن سعيد





من المعارض التي حضرتها، وقامت نيابة عني المحررة شهد عسيري كتابة المقال المنشور في مجلة فرقد وفقا لما تم تزويدها به من معلومات عن الفنان : سيرته الذاتية وصور المعرض، افتتحت مقالها الرائع قائلاً:  "الفن لم يكن يومًا حِكرًا على مرحلة دارسية، فالفن مجالٌ يجيش بمكنونات النفس، ويموج في المشاعر الإنسانية التي تتغير وتتبدل من حينٍ لآخر، فرسم اللوحات الزّاهية ونحت المنحوتات الفاخرة ورصّ الكلمات لتكون شعرًا أخّاذًا أو نثرًا بارعًا، لم تكن هذه الفنون وغيرها محصورةً في فئةٍ من النّاس أبدًا، فالفنّ للجميع، وذلك كان وسيكون أبد الزمان، وكُل من يملك حسًا فنيًّا وذائقةً فاخرة حُقّ له التعبير عن تلك المشاعر بالطريقة التي تميل نفسه إليها، وهذا هو حال الفنان البديع الأستاذ حسن سعيد."

ومما نثرته عن الفنان وخلفيته الفنية أنه:
"بكالوريوس زراعة – تنسيق حدائق، هذا هو تخصص الفنان حسن سعيد، بدأ به وأحبّه ووجد فيه جزءًا من نفسه، لكنّه لاحظ وجود مكنوناتٍ كثيرة ما استطاع تخصصه الإعانة في إظهارها أو ترجمتها، وكان قد امتلك موهبة الرسم والخطّ العربي، فسعى في إتقان هذين الفنّين، فصار بذا حاصلًا على شهاداتٍ في دوراتٍ كثيرة في الرسم التشكيليّ والخطّ العربيّ، فوضع قدميه على أول سلالمِ النّجاح، فصار له ما أراد بإذن الله تعالى."

"بعدما صارت ريشته واثقةً زاهية، وخطُّه مُتقنًا بارعًا، شارك في معارض ومسابقاتٍ كثيرة، عرض فيها فنّه الجميل بأبهى حُلَلِه. في جدة عام ١٩٩٧هـ – ٢٠٠٤م، في معارض بيت التّشكيل كانت انطلاقته التي تكللت بالنجاح، ثم بعد عدّة سنوات شارك في معارض أخرى وشارك بلوحة في مسابقة سوق عكاظ (لوحة وقصيدة) التي كانت في عام ١٤٣١هـ – ٢٠١٠م، فطار صيته فيها وذاع، وما صار ذا إلّا لتمام العمل، وكمال الفنّ، وسموّ الرسالة."

في معرضه الشخصيّ الأول الذي عُقد خلال شهر أغسطس ٢٠٢١م في جاليري النقطة البيضاء بمركز سلمى للفنون بجدة، عُرضت له فيه قرابة خمس عشرة لوحة وكان من بين زوار المعرض الكاتبة والفنانة التشكيلية فاطمة الشريف، حيث رصدت لقراء مجلة فرقد انطباعاتها عن المعرض الموسوم (صور مني) فقالت:

” المعرض الشخصي الأول للتشكيلي حسن سعيد كان مجموعة متناغمة متجانسة من الأعمال التي تعكس جل تجربته التشكيلية السائرة بخطى فنية واثقة متطورة؛ لتكتشف الجديد المائز، بدأ بالتنقل بين اتجاهات وأساليب تشكيلية متنوعة وصولًا نحو ما يميّز ريشته وألوانه، معبرًا لما يحمله من مشاعر وقيم وطرائق خاصة به، باحثًا في عمق تلك التجربة لإظهار الأجمل والأنقى في معرضٍ كان بالفعل يعرض صور نفسية وجمالية من روحه السامية، من لوحاته ذات البعد الديني والوطني وما يعزز لدى الزائر قيم إسلامية ووطنية غاص الفنان في معانيها؛ ليرسم لنا أدق تفاصيلها منتقيًا أزهى ألوانه وأرق تقنياته، ومن لوحاته ذات الطابع الشعوري التي نبع من مخزون الذاكرة الصافي البريء؛ ليعش القارئ مشاعر الحنين والشوق تارة ومشاعر الطموح تارة ومشاعر الفرح بألوانه وصخبه وشغبه تارة أخرى، إنه معرض متنوع حرّك سواكن الشعور والأحاسيس الصافية الهادئة التي قلت من المعارض الشخصية تحرّكها..”.

واختتمت المقال شهد عسيري قائلاً:

"الرّسام دائمًا ما يضع في لوحاته أجزاءً من نفسه، ولا تحلو تلك الأجزاء وتخترق الألباب إلّا لصدقها وعمقها وجميل رسالتها، هذه هي رسالة الفنّ الحقيقة، الفنان حسن سعيد ضمّن أجزاءً عزيزةً من نفسه ومزجها بمفاخره ومشاعره فأخرج لنا لوحات غايةً في الصّدق والقوّةِ والحياة، صدقت عاطفته فترجمت أنامله هذا الصّدق وجاء عقله فسدّ الخلل فجاء بلوحاتٍ مضى كلّ من شاهدها منبهرًا سعيدًا منتشيًا من ذاك الجمال الذي لمسه، هكذا يكون الفن وهكذا يكون الفنان.

هذا المعرض كان كما رسمه زواره من التشكيليين والنقاد فهو آيةٌ في الفنّ والعُمقِ والجمالِ والبهاء، قد حضرته نُخبةٌ من الفنانين منهم: الدكتور طلال أدهم والفنان أحمد الخزمي والفنان نذير ياوز مالك الجاليري."

وأستعرضت  اقتباساتٍ من آراء الفنّانين الذين أبدوا إعجابًا باذخًا بهذا المعرض الزّاهي:

 يقول الاستاذ زهير مليباري: “حَظِي الفنّ التشكيليّ في مملكتنا الحبيبة بالاهتمام البالغ من كافة أطياف المجتمع، وبات يساير ويماشي رؤية المملكة ٢٠٣٠ فتنوعت الأساليب واختلفت الاتجاهات وتعدد التناول فبذا أُثريت الساحة التشكيلية وصار الفنان يقطف من ثمار هذا الازدهار، مسجلًا بصمته الخاصة، وهذا ما قدمه الفنان حسن سعيد في هذا المعرض من طرحٍ احتوى على أعمالٍ ولوحاتٍ فنية تتحدث عن تجربته وتضيف للساحة الفنية بعدًا خاصًا يجب وجوده”.

ويقول الفنان شاهر الشهري مُعبرًا عمّا لمسه في فنّ الفنان حسن سعيد فقال: 
“الفنّ ثمرةُ الإبداع الإنساني، فيترجمه الإنسان فنًا ذا سمةٍ خلّاقةٍ بديعة تعكس انفعالاته وأحاسيسه ومكنوناته ونظرته العميقة لما حوله، فتجد الفنان يُحاكي ما حوله ويطيرُ ماشيًا في فضاءات خياله وواقعه ليُبدع لنا لوحةً رائعةً مُميّزة، فيخلط الألوان، ويخطّ الأحرف؛ ليُصيّر لوحةً فتّانة تجذب الألباب والأبصار، وهذا ما يميز الفنان البديع حسن سعيد في لوحاته ومواضيعه المطروحة فيها”.

واختتمت عسيري المقال قائلاً:
"ولأن ما تخرجه أنامل الفنان حسن سعيد لوحات مُبهرٌ ذات إيحاءٍ بهيج اقتنى استديو التلفزيون السعودي الموجود في مكة المكرمة بعضًا من جميل لوحاته التشكيلية، واقتنى العديد من رجال الأعمال وأساتذةِ الجامعات أيضًا عددًا كبيرًا من لوحاته البديعة."

.

.




.
.
.


.
.
.


.
.
.

.
.
.



.
.
.



.
.
.



.
.
.



.
.
.


.
.
.

.
.
.

.
.
.


.
.

الجمعة، 30 أغسطس 2024

الفنان علي الشريف: القصة والزيارة والصورة أبعاد ثلاثية لتجسيد النقوش الصخرية







المقال منشور هنا

فاطمة الشريف

المملكة العربية السعودية مهد الأمم والحضارات العريقة، ومهبط الرسالات السماوية، وموطئ الكثير من أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام على أرضه، زاخرة بصور التراث القديم من آثار وثروات تاريخية، ومعالم وقطع تراثية، ونقوش ورسومات صخرية، تجعل كل ذلك عنصراً حيوياً في اقتصادها المعرفي والمادي، ودعماً حقيقياً لمسيرتها التنموية والتطويرية.

أمم وحضارات غابرة، ورسالات ونبوءات خالدة، تعاقبت منذ آلاف السنين على صحراء هذا البلد العظيم وجبالها ووديانها، ورد ذكر أغلبها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتركت آثارها في العديد من المدن والقرى السعودية مثل: “مكة المكرمة – الطائف – المدينة المنورة” الشواهد الأُول لأعظم عصر في حياة البشرية، عصر الرسالة المحمدية، و”العيص، مدائن صالح، تيماء، الجبة، شويمس” شواهد الحضارة الثمودية والمسندية، و”تاروت” شاهد الحضارة السومرية، و”دومة الجندل” شاهد الحضارة الآشورية، وآثار “مدائن شعيب، العلا” في تبوك شمال غرب السعودية شواهد حضارة الأنباط القديمة، “الجوف، حائل” شواهد أخرى للعصر الحجري القديم الأوسط بأدواته “الموستيرية” وهي أدوات حجرية تتبع مرحلة ذلك العصر، و”قرية الفاو” بطريق نجران-الجرهاء شاهد الحضارة الكندية، وقرى مستحدثة مبنية بالحجارة البيضاء مثل “قرية ذي عين” في محافظة الباحة، وميناء دارين وتجارة اللؤلؤ والبخور. تباينت آثار تلك المدن والقرى ما بين كهوف منحوتة داخل الجبال، ونقوش تاريخية، ورسومات صخرية ذات دلالات ورموز، ومنحوتات بشرية وحيوانية، وأواني ومجسمات ضاربة في القدم.

يأتي فنان مبدع، بهوية فنية مميزة، جمعت بين حب الآثار والمعالم المتناثرة في أرض السعودية، وتوظيف اتجاهات تشكيلية متعددة من واقعية وتجريدية وجرافيتية؛ ليرسم لنا جل تلك الحضارات وآثارها القديمة في لوحات قماشية غاية في الجمال والإتقان، ويختزل ذلك التاريخ في صور ورموز مجسدة على إطارات تعلّق أمام المشاهدين والزّوار.



الفنان التشكيلي علي الشريف ضيف فرقد بقسم الفنون البصرية يحكي لنا مسيرته التشكيلية عن الآثار الوطنية القديمة.

يتحدث عن بدايات رحلته التشكيلية بمراحل التعليم العام مبكراً:

“كانت بوادر ممارسة الفن التشكيلي من الصف الرابع الابتدائي، وتطورت تلك الهواية منذ سنين عديدة، حيث لم يكن الفن التشكيلي منتشراً مثل أيامنا هذه، وفي ظل دعم صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال الخمس والثلاثين سنة تراودني فكرة نقل النقوش الصخرية التي تحكي مخزوننا من الأثار إلى لوحات ذات صبغة حقيقية وعلمية لتلك الآثار.” فكانت رحلتي منذ تلك النية وحتى صدور الأعمال.”

يوضّح لنا تفرّد تجربته التشكيلية في ابتكار هوية خاصة به، ومنهجية معينة؛ لرسم المعالم والآثار بالمملكة العربية السعودية:

“بدأت رحلة رسم الآثار التشكيلية بزيارة المواقع التي فيها نقوش صخرية، وزرت ما نسبته ٧٥٪؜ منها، ولا زال ٢٥٪؜ لم يصلها الدور، وهي مجدولة في خطة أعمالي القادمة، وعزمت على ابتكار طرق لتجسيد النقوش موظفاً الفنون الجرافيتية، فقد سعيت إلى تعلم تكوين مواد خاصة تُستخدم في تجسيد تلك النقوش؛ فكان سفري لدولة مصر ثلاث مرات منذ عام ١٤٢٣ هـ و حتى عام ١٤٢٩هـ، قمت خلالها بزيارة المتاحف المصرية لإثراء أفكاري، وبعض المواقع التي يعمل بها النحاتون وصنّاع المنحوتات بشتى أشكالها، وتلقّيت تدريبات أثرت خبراتي وتجاربي التشكيلية، وسافرت إلى دولة ماليزيا، ودول أوروبا مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا وسويسرا، ودول الخليج مثل الإمارات والبحرين وعمان والكويت، حيث زرت معظم متاحفها وصالاتها الفنية، وقرأت العديد من مخطوطاتها، واطلعت على هولوغرافي الحضارة اليونانية والهندية والفرعونية، كما عمدت إلى التعليم الذاتي من خلال زياراتي المنتظمة إلى مكتبة الملك فيصل، وقراءة الكثير من الكتب والأبحاث في مجال الآثار والتراث الوطني، وصقل مهاراتي بشكل مستمر؛ حتى نجحت في تشكيل هوايتي الفنية، وأتقنت أعمال التجسيد للكثير من معالم وآثار المملكة التي تقع على طريق البخور من الجنوب إلى العلا وتبوك وحايل والقصيم ومكة والمدينة وعسير والشرقية ونجران وتثليث.”

وعن منهجيته وآليته في تجسيد تلك النقوش يقول:

“ثلاث ركائز أساسية دوماً هي بالاعتبار عند تجسيد أو رسم أي نقش صخري أولاً: كل نقش أو رمز له قصة أو حدث وقع خلال تاريخ دول وحضارات جزيرة العرب، والتي منها: حضارة قوم عاد (مدائن هود)، وقوم ثمود (مدائن صالح)، وقوم الأيكة (مدائن شعيب)، ومملكة كندة (الفاو)…؛ لذلك يعد البحث والاطلاع أولى تلك الركائز، ثانياً: زيارة الموقع الأثري وفحصه جيداً عبر مكبر لمعرفة نقرات الزخرفة داخل النقش، وماذا يقصد بها الفنان القديم، ثم التقاط صور واضحة وفق دقة ومقاسات وأبعاد محددة، حيث إن الصور العادية لا تعكس الأبعاد المطلوبة بين الصورة والنقش، ثالثاً: مراعاة أن عملية التجسيد تمر بعدة مراحل، موزعة وفق وقت وأعمال متنوعة، فهي عبارة عن تكوين النقش وتركيبه بمكونات مختلفة من المواد التي تستخدم في تجسيد العناصر من النقوش الصخرية في درجة حرارة معينة، ومن ثم نقله على اللوحة وفق عملية دقيقة تعكس تناسب مقاسات النقش على الطبيعة مع مقاسات رسمه وتجسيده على اللوحة، وعموماً المراحل متعددة ويتعذر إيجازها في هذا الموضع.”

يشرح لنا الشريف عن إنتاجه الأول في فن أعمال التجسيد (Relief Sculpture)

“كانت أول تجربة تشكيلية عبارة عن لوحة تجسيد الرجل العربي الثمودي، بعد جمع معلومات عن أوصافه، وأخذ ملامح التصميم من النقوش الصخرية التي زرتها سابقاً، وحرصت على نشر أعمالي على حسابي في موقع “تويتر” خلال الخمس سنوات الماضية. كما وأفتخر بقبول متحف مركز الملك عبدالعزيز للإثراء الثقافي العالمي بالمنطقة الشرقية قبول إهداءات من لوحاتي: لوحة لغة الكهوف، والقط الثمودي، والتوقيع على إجازتهما للمتحف.”

يتحدث الشريف عن أول معرض له (رواق جسفت) قائلاً:

“ولله الحمد أقام رواق جسفت معرضاً جماعياً، عُرض لي فيه أربعٌ وثلاثون لوحة ذات مقاسات كبيرة، وافتتح المعرض سعادة مستشار الفنون التشكيلية بالمملكة الأستاذ فهد الربيق، وبحضور رئيسة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الدكتورة منال الرويشد، والدكتورة هناء الشبلي مديرة التخطيط بجمعية جسفت، وزار المعرض الكثير من المهتمين والسياح من داخل وخارج المملكة حيث إن المعرض نال استحسان الجميع. من القصص التي أفتخر بأحداثها خلال مرحلة العرض: حضور إحدى سيدات المجتمع السعودي بباقة ورد قائلة لي: وفقك الله، وشكراً لك أن جعلتني أرى هذه النقوش الصخرية. قد كان موقفها من المواقف التي شجعتني على مواصلة مسيرتي التشكيلية، حيث وصل عدد لوحاتي إلى سبعٍ وثمانين لوحة، وسيستمر العطاء في نقل النقوش من الصخور على لوحات من الكانفاس، مع ابتكار مشاريع فكرية جديدة غرضها تسهيل للمشاهد والجمهور الكريم الاطلاع على تلك النقوش الصخرية؛ لإثراء الحصيلة المعرفية بثقافة الآثار، والتعرّف عليها من قرب.”

يفسّر لنا الشريف خطوات أساسية لاحتراف الفنان وجودة مخرجاته:

١- الإلمام بالأنتروبولوجيا للإنسان القديم الذي عاش قبل الميلاد على أرض وطننا الغالي، والذي أسس حضارات وصناعات ازدهرت بها شبه الجزيرة العربية، الأمر الذي ساهم بشكل واضح في إنتاجي التشكيلي للوحات تحاكي الصناعة والتجارة والزراعة والفنون البيئية، موضحة حالات الفروسية من الصراع والاقتتال والحروب القديمة لذلك الإنسان خلال العصور الحجرية قبل الميلاد ( ١٢٠٠٠).

٢- صياغة رسالة ورؤية وأهداف للفنان تسهل عليه إثراء مجتمعه السعودي بفكره وفنه، وإظهار آثارنا بشكل بصري؛ ليتعرف عليها العالم من حولنا، وتعريف السائح المحلي والأجنبي عن موروثنا الثقافي الأثري.

٣- عقد النية مع بذل الجهد على المساهمة الفعّالة بجزء متواضع في تحقيق رؤية سيدي ولي العهد محمد بن سلمان (٢٠٣٠) من خلال إنتاج لوحات تشكيلية بمثابة جسر يربط بين الحضارات والثقافات المتنوعة، ونقل المشاهد في رحلة بصرية عبر الزمن لآلاف السنين.

٤- المساهمة الجادة في إيجاد مدخل إلى ما يعرف (بالقوى الناعمة)، والتي قد تصبح معها الفنون البصرية بمدارسها تساهم في نمو اقتصاد وطننا التشكيلي والسياحي، وذلك بالعمل الجاد المتقن، وتحت توجيهات المعنيين في ذلك، بعرضها في مواقع وصالات عرض يسهل الوصول لها، على أن تكون ضمن برامج المجموعات السياحية عند قدومها للمملكة.

٥- الحرص على عقد شراكات فردية ومؤسسية مع الجهات ذات العلاقة مثل: وزارة السياحة أو الثقافة أو صندوق الاستثمارات العامة أو شركة أرامكو في تبني مشاريع تشكيلية رائدة في مجال الآثار والمعالم في وطننا الغالي.

٦- الحرص على المشاركة في إقامة معارض (جماعية أو شخصية) بجميع مناطق المملكة للتعريف بموروثنا الأثري عبر النتاج التشكيلي، وحضور الفعاليات والمناسبات، تبادل زيارات بين الفنانين للوقوف على إنتاجهم التشكيلي.

٧- توثيق التجارب المتميزة، والخبرات الفذة في مخرجات مكتوبة، تضيف المائز والماتع للمكتبة العربية.

كلمة أخيرة يضيفها الشريف إلى قراء فرقد الأعزاء مسطراً بها أهم أمنياته:

أسعدني تواصلكم وحواركم السيدة ممثلة مجلة فرقد / قسم الفنون البصرية، وشكري العميق على إتاحة الفرصة لي في هذا اللقاء بالتعريف عن تجربتي التشكيلية التي أرجو أن تعم بها الفائدة…

من أمنياتي أن أدّرس ما تعلمته في عالم الفنون التشكيلية: تجسيد وتكوين النقوش على مدار خمسة وثلاثين عاماً إلى من يهوى هذا المجال لتعزيز آثارنا، وتقديم دورات وورش عمل في هذا المجال، ومن أمنياتي أيضا التواصل الدائم مع هيئة الآثار السعودية في دعم مشروع تدريب وتعليم الأجيال تجسيد النقوش الأثرية والاستفادة من مخرجاتها في دعم السياحة عبر عرضها في المتاحف والصالات الأثرية، وتحويل جميع إنتاجاتي التشكيلية في هذا المجال إلى كتب مطبوعة برعاية المهتمين في هذا المجال.

للمزيد للتواصل مع التشكيلي علي الشريف

حسابه على “تويتر”:

_AlsharifAli@

من أعماله التشكيلية

لوحة: الهولوغرافيا الثمودية

على غرار الهولوغرافيا العالمية تعد اللوحة مصدر رمزي لتاريخ آثار النقوش الصخرية للحضارة الثمودية. لكل عنصر تشكيلي مصغر منقوش صخري يفسّر قصة وحدث. جميع عناصر اللوحة تم رصد معلوماتها التاريخية لإخراجها في كتاب مطبوع.




لوحة: القط الثمودي

إحدى مقتنيات متحف مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” تحكي جانب من جوانب الزخرفة نُقشت على الصخور، وهي عبارة عن المثلثات والمربعات، وقرص الشمس والدائرة، والنجمة من ثلاثية الأضلاع إلى ذات الأضلاع الحادية عشرة، وأشكال تمثل حركة في الإنسان، أخذت عناصرها من أكثر من سبعة نقوش من الحجر: وادي القرى، تبوك، تيماء، حائل، وضعتها بلوحتين تشكل أكثر من ثمانية عشر شكلاً زخرفياً تقريباً. تبرهن تلك النقوش القديمة الممثلة في الأشكال الهندسية أن تلك الحضارات سبقت العلم الحديث في ملكية تلك الأشكال.




لوحات: لغة الكهوف من مقتنيات متحف مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”

هناك ثلاث لوحات:

١-٢: لوحتان عن لغات الكهوف في العالم

٣-: لغات الكهوف في المملكة العربية السعودية






الرجل العربي الثمودي















الأربعاء، 16 نوفمبر 2022

تكوينات الفنان التشكيلي نهار مرزوق Nahar Marzooq's Compositions

 



Nahar Marzooq's traditional Compositions, related to the most prestigious Islamic icons, are real reflections of representational techniques following Paul Cézanne's impressionist forms of expression through planes of color and repetitive, exploratory small brushstrokes.

His Instagram:









نهار مرزوق فنان أمتعنا كثيرًا، وقدّم لنا المدرسة التأثيرية بروحه المرحة الشغوفة المتعاونة المبدعة فامتزجت تلك الروح مع ألوانه وتكويناته فأخرج لنا فنًا مميزًا واتجاهًا مبدعًا وطرحًا فريدًا، نهار من أوائل من قدّم لنا لوحات كبيرة وجداريات متسعة على أسطح متنوعة برزت فيها الرموز الإسلامية بألق وجمال مذهل عبر مواقع تواصله، أعطى وما زال يعطي بسخاءٍ للفن وأهله. نهار ليس تشكيليًا فحسب بل هو خطاط ومهني من الطراز الأول يصنع ألوانًا وشبولونات وتكوينات خاصة به ليجعل فنه محفورًا في ذاكرة المتلقي وخالدًا في سجل فناني رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠.

  

مقال عن الفنان نهار مرزوق


المعرض (الــ٢٣) والكتاب (الــ٧) للفنان أحمد فلمبان..في “جاليري تجريد” بالرياض

يفتتح الدكتور عبدالعزيز السبيل الأمين العام  لجائزة  الملك فيصل   في جاليري تجريد للفنون بمدينة الرياض  مساء يوم الأربعاء 28 ربيع الأول  144...