‏إظهار الرسائل ذات التسميات تأملات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تأملات. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 1 يناير 2025

ماذا لو كان الفن 2025




إلى جميع أصدقائي الأعزاء 

تحية عطرة مع أوائل رجب وبداية 2025 ويوم ميلادي الذي قاربت إلى الستين

من قطعة بأرض الله الجميلة، أحببت هدوئها وعلمها وفنها، من جورج تاون الجميلة

تعلمت أن من أجمل الوصل التذكير، واستنهاض الهمة، وتنشيط الذهن، وإلهاب المشاعر نحو غاياتنا وأهدافنا التي هي مشعل النور فينا وخارطة الطريق إلى الله...

مهارات التخطيط والتي منها التخطيط السنوي من تجاربي التي اعتقد أنها ناجحة في الاستثمار للجهد البشري.

كل يوم هو فرصة للتخطيط، والمضي قدما نحو حياة طيبة:

 فتارة التخطيط الشخصي والموازنة بين مفهومي المعنى والمتعة، 

وتارة مراجعة أهداف خطة العام الماضي وتحقيق مالم يحقق مع إضافة هدف جديد، 

وتارة التركيز على مجالات عجلة الحياة الأثنى عشر، 

وأخرى التوسع في تصنيف المشاعر والتنوع فيها...

لذا يسعدني قراءة تلك المنشورات بالنقر على الروابط أدناه كي تلاحظوا الفرق بين تلك التجارب الثلاث:






الجديد في هذا العام هو التركيز على هدف مقنن أو زمرة من الأهداف المتسقة في الجهد والتركيز والمعنى، قد يكون هدف يخدم نظام ما يعدّل مسارات الحياة لك، مثلاً نظام العلاقات وما يناسبها من جهد في الفكر والعاطفة والجهد المبذول(الطاقة): وقد شرحت ذلك في ثلاث منشورات بمدونتي في نهاية 2024 وقبل 2025:






يقال أن الفن الذي نراه في

الأزياء الزاهية، وزينة الموائد الأنيقة، والمنحوتات الحديثة الملهمة، والمجوهرات المتألقة، والأوراق الملونة القابلة للطي االإبداعي، والصور الفوتوغرافية الآسرة، والأطواق الزهرية العاطرة، والمزهريات الزجاجية المزخرفة، واللوحات الانطباعية الساحرة أو الواقعية المدهشة أو السيريالية الملهمة....

كل ذلك قصص بصرية لها لغة غير منطقوقة تثرينا بآلاف الدراسات والأبحاث الغنية، إنها الفنون التي تجاوزت حروف اللغة وأجناسها، وهي مع كل ذلك وسيلة ترقى بفكرنا وحواسنا...

فماذا لو كان الفن (أو أي عمل تحبه) هو الوسيلة،

وما يصنعه ذلك العمل من شعور (جد، متعة، التزام، رغبة...) فينا يكون قائدنا هذا العام،

ما الذي نحتاجه من دعم وتوكيد لتحقيق أهدافنا،

وماذا لو أزلنا مايعيق أهدافنا (علاقات سلبية، ظروف بيئية، مشاعر سلبية....)،

ومن الذين سيرافقون خلال هذا العام (العائلة، الأصدقاء، الملهمين...)،

إذا التخطيط ببساطة يشمل الهدف والمعنى والاستراتيجية في مجالات حياتنا ...

إذا أعجبتكم فكرة التخطيط للعام الجديد....، 

قراءة المنشورات أعلاه كفيلة بأن تمنجك فرصة رائعة للتخطيط..


وكل لحظة ونعم الله علينا محفوظة ومتتالية
بقلمي 1/1/2025
واشنطن دي سي
الرابعة عصرا



الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

التاءات الثلاثة لرحلة سلام وتناغم

 


يقال أن أسوء حروب النفس عندما العقل يرفض وقلب يريد … 

بالفعل إنها حرب ضروس طاحنة تلك التي تكون بين العقل والقلب، إذا اختلفا وتنافرا وعجزا في صناعة قرار متناغم متزن، تدور رحى تلك الحرب في النفس؛ فينشأ صراعا يزعزع الطمأنينة، وتتحول إلى نفس لوّامة أو أمّارة بالسوء…

هنا لابد من التدخل الخارجي، والتنظيم الداخلي لأدوار النفس وعملياته المتنوعة في إنهاء تلك الحرب ممثلا في اتباع تعاليم الدين القويم ابتداءا، والتسليم التام لحكم الله عز وجل انتهاءا، وعرض القضية التي نشأ منها الصراع للقضاء فيها وفق الكتاب والسنة، فإن كانت لا تتعارض مع الشرع في شيء، ولا زالت تلك الحرب قائمة يأتي دور المجاهدة بتجنيد النفس (الجسد والعقل والقلب) في العديد من الممارسات الضرورية، حتى تتصالح تلك الأقطاب الثلاثة وتتصافى في رحلة سلام داخلى، وتناغم كوني بديع، تسمو بتلك النفس، ومن أول وأهم تلك الممارسات التي تتنوع ما بين تعبدية روحية، ووجدانية شعورية، وذهنية عقلية:

أولاً: تقوى الله عز وجل في السر والعلن، واستشعار المعية الربانية، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (الطلاق:2-3) قال بعض السلف: هذه الآية أجمع آية في كتاب الله، أو قال: من أجمع آية في كتاب الله، لما فيها من خيري الدنيا والآخرة، ومن أعظم ثمرات التقوى تعليم الله للعبد، "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 282)، وتأمينها وحفظها من إضطرابات النفس، "فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (الأعراف 35)


ثانياً: التوازن النفسي بين للأقطاب الثلاثة في إعطاء كل جزء حقه في الانتصار لتلك القضية بما يتفق مع تعاليم الدين، فالعقل حقه العلم والوعي، " وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (العنكبوت 43) " و يقول جل جلاله "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (ق37)" فلا يكون إدراك الحقائق، وتمام العقل إلا بالعلم واليقين، وسماع صحيح النقل، فيكون حظ العقل هنا العدل والإنصاف، وأمّا القلب حقه السلامة والبراءة؛ ففي الحديث الشريف { عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"‏ الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ‏.‏ أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ‏.‏ أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ ‏"‏‏ } أخرجه البخاري ومسلم، يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله: "القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل، والحقد والحسد، والشح والكبر، وحب الدنيا والرياسة، فسلم من كل آفة تبعده من الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله")، فحظه بعد ذلك الإحسان والرحمة، والجسد حقه الحركة والنشاط الإبداعي، يقول سبحانه "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (20 العنكبوت) فالسير يستوجب التأمل والاعتبار والتفهم المفضى إلى اتخاذ القرار الصائب.


ثالثاً: التفكير بإيجابية واتخاذ القرار الصائب وفق مفاهيم ومهارات ذهنية نتعلمها ونكتسبها؛ لتحقيق الوعي الذاتي من خلال مراقبة الأفكار والمشاعر والسلوك، وفحصها ونقدها، ومن ثم إدراك أفكار ومشاعر وسلوك الآخرين، ثم تنظيم تلك العلاقات ، وتعزيز أهمية مخالطة المتفائلين والمفكرين الإيجابيين، والاقتداء بأساليب وطرائق معالجتهم للذوات البشرية، ومما تجدر الإشارة إليه أسلوب "تبادل المهارات بفعالية"، حيث يعلن الأفراد عن المهارات التي يسعدهم مساعدة الآخرين على تعلمها، فالأشخاص الذين لديهم مجالات، وخياراتهم، ومجالات خبرة مختلفة،، هم بالفعل مصدر هام لاكتساب طرائق التعلم، والتقييم، التكيّف، وعامل مساعد لإدارة التغيير.

الأحد، 16 يوليو 2023

الساعة ما الساعة؟؟

 

ذكر الزمخشري في كتابه (ربيع الأبرار)

"مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات، فساعة فيها يناجي ربه، وساعة فيها يحاسب نفسه، وساعة فيها يفضي إلى أخوانه الذين يصدقونه عن عيوب نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذهالساعة عونا لتلك الساعات وأجماما للقلوب."


أنَّ حَنْظَلةَ الأُسَيْديَّ -وكان مِن كُتَّابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقالَ: كيفَ أَنْتَ يا حَنْظَلَةُ؟ قالَ: قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قالَ: سُبْحَانَ اللهِ! ما تَقُولُ؟ قالَ: قُلتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هذا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حتَّى دَخَلْنَا علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يا رَسُولَ اللهِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَما ذَاكَ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِكَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، إنْ لَوْ تَدُومُونَ علَى ما تَكُونُونَ عِندِي وفي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ المَلَائِكَةُ علَى فُرُشِكُمْ وفي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

الراوي : حنظلة بن حذيم الحنفي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 2750 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


لعل الحديث عن تلك الساعات في يومنا يسوقنا إلى الحديث عن ذروة النشاط الذهني عندما يكون الدماغ في أفضل حالاته للقيام بالأعمال المعرفية المتعلقة بالتركيز والانتباه والتذكر وحل المشكلات وغيرها من الأنشطة العقلية المرتبطة بالأداء العالي. ويختلف وقت حدوث ذروة النشاط الذهني من شخص لآخر، فقد تكون ذروة النشاط الذهني في الصباح الباكر أو بالليل، وهذا يعتمد على نمط الحياة والعادات الخاصة بكل شخص، ويعتمد على عدة عوامل مثل العمر والصحة العامة والتغذية والنوم والتمرين البدني والتحفيز العاطفي والمحيط الذي يعمل فيه الشخص، بل إن ممارسة بعض التمارين العقلية مثل حل الألغاز والألعاب العقلية والقراءة والكتابة والتعلم المستمر كفيلة لتحسين عملية التفكير وزيادة ذروة النشاط الذهني.


وعند الحديث عن ذروة النشاط الذهني، علينا أن نتذكر ما يسمى بالساعة الذهبية وهي أفضل وأكثر الساعات إنتاجية خلال اليوم، وغالباً ما تكون في الصباح الباكر بعد الاستيقاظ من النوم، وتمتد عادةً لمدة ساعة إلى ساعتين، وتختلف مدة الساعة الذهبية من شخص لآخر، وتعتمد على العديد من العوامل مثل نوعية العمل والنوم والتغذية والنمط الحياتي والعادات اليومية، وتعد الساعة الذهبية فترة جيدة للعمل على المهام الصعبة أو المهام التي تحتاج إلى تركيز عالٍ وانتباه، حيث يكون الدماغ في حالة تركيز واستيعاب أفضل. ويمكنك تحقيق الفائدة القصوى من الساعة الذهبية عن طريق تحديد الأولويات وتحديد المهام الأكثر أهمية والعمل عليها خلال هذه الفترة، ويمكنك تحديد الساعة الذهبية الخاصة بك عن طريق مراقبة أوقات النشاط الذهني الخاصة بك، والتي تتيح لك إنجاز المهام بكفاءة وفاعلية، هناك العديد من التطبيقات والأدوات التي يمكن استخدامها للمساعدة  على تحديد الساعة الذهبية الخاصة بنا. مثل:


1. تطبيق RescueTime: يتم استخدام هذا التطبيق لتتبع وقت استخدامك للكمبيوتر والهاتف الذكي وتوفير تقارير حول كيفية قضاء وقتك على الإنترنت. يمكنك استخدام هذه التقارير لتحديد الأوقات التي تقضيها في العمل بكفاءة وتحديد ساعة الذهبية الخاصة بك.

2. تطبيق Focus@Will: يتم استخدام هذا التطبيق لتوفير الموسيقى المتخصصة التي تساعد في التركيز وتحسين الإنتاجية. ويمكن استخدامه لتحديد الأوقات التي تحتاج فيها إلى التركيز بشكل خاص.

3. تطبيق Forest: يتم استخدام هذا التطبيق لمساعدتك على التركيز على المهام الحرجة وتحقيق الإنتاجية القصوى. يتم زرع شجرة افتراضية عندما تبدأ في العمل على مهمة، ويتم تدميرها إذا قمت بالتحرك بعيدًا عن التطبيق. يمكن استخدام هذا التطبيق لتحديد الأوقات التي تحتاج فيها إلى التركيز الشديد.

4. تطبيق Trello: يتم استخدام هذا التطبيق لتنظيم المهام والمشاريع وإدارة الوقت بطريقة فعالة. يمكنك تحديد الأولويات وتنظيم المهام الأكثر أهمية خلال الساعة الذهبية الخاصة بك.

كذلك هنالك ما سماه الدكتور نمر ساعة الاحتضان العاطفي ومعرفتها جدا مهمة لتعليم الصغار وتوجيه المسترشدين خلال جلسات العلاج النفسي، وقد بحثت عنها في المتصفح العربي ولم أجد لها منشورات، لكني مقتنعة بها تماما؛ لذلك ذكرتها هنا لأهميتها فعلا...


السؤال هل هناك ساعة أخرى غير الساعة البيولوجية؟ 

والسؤال الأخر هل أدركنا معنى الساعة بدايتها ونهايتها التي أشار إليها النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ورجل البادية ؟


 أنَّ رَجُلًا مِن أهْلِ البَادِيَةِ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ؟ قالَ: ويْلَكَ! وما أعْدَدْتَ لَهَا؟ قالَ: ما أعْدَدْتُ لَهَا إلَّا أنِّي أُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، قالَ: إنَّكَ مع مَن أحْبَبْتَ. فَقُلْنَا: ونَحْنُ كَذلكَ؟ قالَ: نَعَمْ. فَفَرِحْنَا يَومَئذٍ فَرَحًا شَدِيدًا، فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ -وكانَ مِن أقْرَانِي- فَقالَ: إنْ أُخِّرَ هذا، فَلَنْ يُدْرِكَهُ الهَرَمُ حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6167 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : أخرجه مسلم (2639) باختلاف يسير.


ختاما كلمة الساعة كلمة عظيمة تحمل معاني كثيرة هي عمرنا الماضي والقادم، هي الدنيا والآخرة، هي أعظم مرحلة في حياة البشر الدنيوية والأخروية… 

بارك الله في أوقاتكم وجمعات مباركات وساعة جمعة موفقة …


وقفة مع ساعات دالي الذائبة 


يقول دالي "السريالية مدمرة لكنها تدمر فقط ما تعتبره أغلالًا تحد من رؤيتنا."


لوحة إصرار الذاكرة السريالية للفنان سلفادور دالي في متحف الفن الحديث في مدينة نيويورك منذ تبرع بها مجهول في عام 1934 ، تعكس مفاهيم "النعومة" و "الصلابة" لديه عبر رسم ساعات جيب ذائبة، والتي علّقت عنها  Dawn Adès قائلة: 

"الساعات الناعمة هي رمز غير واعٍ عن نسبية المكان والزمان ، وتأمل سوريالي في انهيار المفاهيم عن نظام كوني ثابت"، 


توظف اللوحة "دقة تقنيات الرسم الواقعية" لصور توجد في الأحلام أكثر من اليقظة، وتظهر الأجسام الصلبة  بشكل ذائب متعرج في مشهد كئيب لامتناهي، بينما تجذب الساعة المعدنية ذات اللون البرتقالي النمل مثل قطعة اللحم المتعفن، هذه الساعات العرجة لينة مثل الجبن المفرط - في الواقع ، إنها تصور نوع الجبن "كممبرت الزمن" ، على حد تعبير دالي نفسه، إنها دلالة رمزية أن أن الوقت هنا يفقد كل معناه، فيما يمثّل النمل ، وهو موضوع شائع في عمل دالي ، الانحلال والتعفن، 


في منتصف التكوين تظهر ملامح شخصية بشرية ذات شكل مجرد بعين واحدة مغلقة مع عدة رموش مما، والتي يمكن قراءته على أنه مخلوق "يتلاشى"، ويظهر غالبًا في الأحلام حيث لا يستطيع الحالم تحديد شكل وتكوين ذلك المخلوق، يشبه تقريباً لوجه دالي في المظهر الجانبي له، وتبدو رموشه الطويلة شبيهة بالحشرات بشكل مزعج، وقد تشير الساعات إلى الحلم الذي عاشه دالي نفسه، وقد ترمز أيضاً إلى مرور الوقت أثناء النوم، أو استمرار الوقت في عيون الحالم.


تظهر في اللوحة حشرة أخرى موجودة في اللوحة هي الذبابة تجلس على الساعة التي بجانب الساعة البرتقالية، يبدو أن الذبابة تلقي بظلالها على الإنسان عندما تضربها الشمس، وتمثل الصخور الوعرة في الطرف اليمين شبه جزيرة 

(Cap de Creus ) في شمال شرق كاتالونيا. يُعتقد أن الظل الذي يزحف عبر المناظر الطبيعية هو جبل باني بالقرب من المنزل الصيفي لعائلة الفنان دالي، وأن المنحدرات الذهبية البعيدة هي ساحل كاتالونيا الذي به منزل دالي.


وقد علّق دالي في محاضرة له عن لوحته قائلاً:

 "إن الجمهور يمكن أن يكتفي بصعوبة فهم العمل؛ لأن الفنان نفسه أيضًا قي لا يعرف ما يعنيه ذلك العمل. "

" إن إتقان ما أسماه "الحيل المعتادة لخداع العين المشلولة" قد رسمها "بأكبر قدر من الدقة الإمبريالية"، ولكن فقط "لتنظيم الارتباك المنهجي، وبالتالي المساعدة في تشويه سمعة عالم الواقع تمامًا". 

إنه الطموح السريالي الكلاسيكي مع تضمين واقعي محترف


لقد صاغ دالي لنفسه قبل عام من رسم هذه اللوحة أسلوبا يعتمد على "طريقته النقدية لجنون العظمة" ، حيث زرع الهلوسة الذهانية الذاتية من أجل صناعة الفن. قائلاً: "الفرق بيني وبين المجنون هو أنني لست مجنونًا".


ومما راق لي تعليقا وصلني من الدكتور عصام عسيري عن ساعات دالي ذيّله أنه منقول ومترجم بتصرف


١١ رمزا خفا في لوحة “ ثبات الذاكرة ” تساعد أيضًا على فهم أعمال دالي الأخرى


قال سلفادور دالي ذات مرة “ السريالية أنا ”. كان متمردا غريب الأطوار وعبقريا معترفا به خلال حياته وقد أنجز أكثر من ألف وخمسمائة عمل فني . من بين هذه الأعمال تعد “ ثبات الذاكرة ” واحدة من أصغرها حجما ( ٢٤ × ٣٣ سم ) لكنها الأكثر شهرة ونسخا حتى اليوم ولا تزال تثير الجدل بين نقاد الفن .

بحسب مقتطفات من مقابلات ورسائل دالي نفسه فإن قصة إنشاء هذه اللوحة كانت كالتالي : بدأ سلفادور يشعر بصداع وذهبت زوجته غالا مع أصدقائهما إلى السينما فبقي دالي وحيدًا يتأمل الغرفة بذهول . كان الجبن الكاممبير يذوب ببطء تحت أشعة الشمس على الطاولة ومن مشهد ذوبان الجبن ولدت فكرة الساعات الذائبة . نسي دالي صداعه تماما وأسرع إلى مرسمه حيث كان قد أنهى رسم خلفية منظر طبيعي لمحيط بورت ليغات فأخذ فرشاته وأكمل عمله لتظهر الساعات الذائبة فوق هذا المشهد . تفاخر لاحقا بأنه أبدع “ الساعات الذائبة ” خلال ساعتين فقط . وعندما عادت غالا من السينما كانت التحفة الفنية قد اكتملت .


١ - الساعات الذائبة :

ترمز إلى الزمن غير الخطي أي إلى الوقت الذي يوجد فيه الماضي والحاضر والمستقبل معا ( كما يحدث أثناء الأحلام ) . من خلال هذه اللاخطية نرى في اللوحة الأزمنة الثلاثة مجتمعة : الساعة المعلقة على شجرة بلا أوراق تمثل الماضي ، والساعة التي تسيل على الطاولة نحو الهاوية تمثل الحاضر ، والساعة التي فوق الكائن النائم تمثل المستقبل . وضع كل ساعة في موقعها لم يكن اعتباطيًا .


٢ - البيضة البرتقالية :

الكائن الموجود في مقدمة الطاولة هو أيضًا ساعة ، لكنها على عكس الثلاث الأخرى ، صلبة . ترمز إلى الزمن الخطي الذي لا يجمع الماضي بالحاضر بل يتحرك إلى الأمام بلا رجعة . يرفض دالي هذا النوع من الزمن فيضع الساعة مقلوبة وتغطيها النمل .


٣- النمل :

يغطي النمل الساعة البرتقالية . لطالما رمز النمل في أعمال دالي إلى التحلل والفساد والموت وهو ارتباط نشأ منذ طفولته عندما شاهد نملًا يغزو خفاشًا ميتًا فصدم بالمشهد . هنا يشير النمل إلى فناء كل ما هو مادي .


٤- الذبابة :

بالنسبة لدالي كانت الذبابات “ جنيات البحر الأبيض المتوسط ” . كتب في يوميات عبقري : “ كانت تلهم الفلاسفة الإغريق الذين قضوا حياتهم تحت الشمس محاطين بالذباب ” . في الذبابة رمز دالي إلى الإلهام الذي داهمه أثناء رسم هذه اللوحة .


٥- الكائن الذائب :

ثمة شيء يذوب فوق الأرض . وإذا أطلقنا لخيالنا العنان سنرى بوضوح ملامح وجه نائم : أنف مائل، لسان، رموش، وحتى حاجب أشقر. هذا شكل ذاتي لدالي نفسه . كتب قائلاً : “ الحلم هو الموت بحد ذاته أو على الأقل هو استبعاد للواقع أو بالأحرى موت للواقع ذاته ”. . يمكن العثور على صور ذاتية مماثلة في لوحات أخرى لدالي خاصة في عمله “ الماستر باتور الكبير ” .


٦- المرآة :

ترمز إلى التغير وعدم الثبات إذ تعكس الواقع وأيضًا عالم الأحلام .


٧- الشجرة اليابسة :

الشجرة في اللوحة هي شجرة زيتون رمز الحكمة في العصور القديمة . اعتقد دالي أن هذه الحكمة قد اندثرت في العصر الحديث لذا رسم الشجرة ميتة والساعة المعلقة عليها ترمز إلى الماضي .


٨- الشاطئ المهجور :

لم يرسم دالي المشهد الخالي عبثًا إذ يجسد الكابة والفراغ العاطفي الذي كان يعيشه حينها . صور نفسه كسمكة لفظها الشاطئ


٩- البحر :

يرمز البحر في أعمال دالي إلى الأبدية والخلود ومكان مثالي للسفر . بالنسبة له لم يكن تدفق الزمن في البحر موضوعيا بل تابعا لإيقاع الوعي الداخلي للمسافر .


١٠- الجبال :

تظهر في الصورة صخور “ كابو دي كريوس” قرب مدينة فيغيريس مسقط رأس دالي . يتكرر هذا المشهد كثيرا في لوحاته بسبب حبه العميق لذكريات طفولته وحرصه على توثيقها في أعماله .


١١- البيضة :

رمز بارز ومتكرر في أعمال دالي نراه هنا بيضاويا صغيرا على شاطئ البحر قرب الجبال . البيضة ترمز إلى التغيير وميلاد شيء جديد . استلهم دالي هذا الرمز من الأورفيين ميثولوجيا الإغريق القدماء الذين اعتقدوا أن من “ البيضة الكونية ” ولد الإله فانس الذي خلق البشر وأن نصفي قشرة البيضة شكلا السماء والأرض . ولهذا وضع البيضة بين البحر والجبال .


عند جمع هذه الرموز معا نصل إلى خلاصة مفادها أن الزمن نسبي لكنه يتحرك بثبات بينما الذاكرة قصيرة العمر لكنها مستقرة .

تنتمي لوحة “ ثبات الذاكرة ” إلى الفترة الفرويدية في مسيرة دالي الفنية . وتحمل أيضا اسما غير رسمي : “ تدفق الزمن ” .


رسم دالي هذه التحفة عام ١٩٣١ وكان عمره آنذاك ٢٧ عاما فقط . وفي عام ١٩٣٤ أصبحت اللوحة جزءًا من مقتنيات متحف الفن الحديث في نيويورك .


بعد عشرين عاما أعاد دالي تجسيد هذه اللوحة في عمل بعنوان “ تحلل ثبات الذاكرة ” حيث عبر عن عصر جديد : عصر التقدم التكنولوجي إذ تحللت الساعات إلى جزيئات وغمر الماء كامل المشهد .

 


المصدر 

مقتطفات من منشور عن عن لوحة إصرار الذاكرة في متحف الفن الحديث بمدينة نيويورك ..

(اللوحة كما تظهر على جدار المتحف)








الجمعة، 9 يونيو 2023

مزاج البسطاء

 




منذ فترة وأنا أقرأ في المزاج أثره وتأثيرة… ولعل افتتح مقالي بعبارة هي الحافز في لم شمل ما قرأته عن المزاج أنقله لكم…

العبارة هي  للدكتور  عبدالرحمن الغامدي من منصة تفكيرك العلمية، يقول: 

"في عقولنا ملايين الصور لو *استجلبناها* لشعرنا بالسعادة القدرة السريعة على تغيير التفكير ، وبالتالي تعديل المزاج سريعًا 
‏"Shift your thinking

المزاج حالة سهلة سريعة، هينة لينة، تطرأ على العقل، فما في جعبة العقل والقلب يشكّل المزاج… لذا احتفظ بالجميل وسرّب القبيح… ليبقى المزاج رائق مروق هادي مستهدي بالله… 

اعتقد أن الإنسان قصة تتحدث عن العقل والأفكار، والقلب والمشاعر، والجسد والروح، والموهبة والمهارة، ألا أن هذه القصة تهددها عوارض وأخطار والتي منها المزاج وألوانه.

عند البحث عن المزاج (mood)وما قيل عنه نجد مئات العبارات التي تصفه، مما راق لي  مقولة استاذ الإيجابية وصاحب نظرية الحياة الطيبة العالم مارتن سيلقمان:

‏I think you can be depressed and flourish, I think you can have cancer and flourish, I think you can be divorced and flourish. When we believed that happiness was only smiling and good mood, that wasn't very good for people like me, people in the lower half of positive affectivity.

والمزاج استنادا على تعريفه من القواميس اللغوية والنفسية هو في نظري :
شعور انفعاليّ يعتمد على استعداد جسمي خاص يرتبط بعناصر الجسم وهو مؤقت ومتكرر، واعتقد أنه يرتبط بالحالة الجسدية والنفسية لدى الفرد … فكلما كان الفرد صحيحا جسديا وزاكياً  نفسياً كان مزاجه إيجابيا رائقاً هادئاً  …

اعتقد حتى تكون قصة الإنسان قصة سعادة ونجاح إذا أدرك أن المزاج المتزن الهادئ الرائق يقود غالبا إلى حياة متزنة، وفكر مستنير، ومشاعر متحررة من الخوف و الشك و القلق، بالتالي نحن نعيش واقع جيد للتفاعل مع البيئة المحلية والآخرين.

بل أعتقد أن المزاج الحسن أو الإيجابي قد يأتي من التدريب الجيد على دفع القلق، والخوف، والشك، والانزعاج، بالتأقلم مع هذه المواقف الشعورية بمواقف إيجابية يحكمها المزاج الإيجابي… وبرغم من صغر هذه الحالة المزاجية ألا أن أثرها كبير في دحر المشاعر السلبية… 

أتفق مع ما يقوله مارتن لوثر: 
"من لديه مهارة في الموسيقى هو حسن المزاج ومناسب لكل شيء." 
إذا المهارات الإيجابية هي من سبل تطور أمزجتنا، وفتح أبواب التفاؤل والأمل…

بل إن الممارسات الإيجابية مثل المشي في الطبيعة، والتأمل في جمالها لها تأثير على المزاج وتحسينه وما يرافق ذلك من تأثير على كومة مشاعر حتما تكتشفها بين أحضان الطبيعة …

يقول الشاعر والرسام المبدع جبران خليل جبران:

"أن المزاج الجميل ، والنظرة المتفائلة ، تمنحنا واقعاً أجمل، "
ويؤكد قوله الكاتب الفيلسوف دوستوفيسكي:
"أن المزاج كثيرا ما ينتصر، ويتمرد على قرارات العقل"
ويقول أبو حامد الغزالي:
"من لم يحركه الربيع وأزهاره ، والعود وأوتاره ، فهو فاسد المزاج ليس له علاج."

بل أن البارع في العلاقات هو من يحسن التعامل مع أمزجة الناس ببصيرة ووعي .

المؤلف والباحث في مجال السـعادة شون ايكر في كتاب: فائدة السعادة يقول:
"عندما نكون سعداء - عندما تكون عقليتنا وأمزجتنا إيجابية - نكون أكثر ذكاءً، وأكثر حماسًا، وبالتالي أكثر نجاحًا. السعادة هي المركز، والنجاح والإزهار يدور حول حولها."

وفي ثنايا القراءة عن المزاج عثرت على ما يسمى (دورية المزاج أو اضطراب المزاج الدوري ) التي يتسم بعدم الاستقرار، وتغيرات في المشاعر والسلوك مثل سرعة الانفعال والتهيج،  والكلام بعصبية والتشاؤم المفرط،  ثم يتحول المزاج الى النقيض تماما خلال  صعوبة بالغة في التحكم في النفس، العجز عن مواجهة أحداث الحياة اليومية، وعدم تحمل الاحباطات الناجمة عن حوادث عارضة مثل ازدحام مروري أو توقف الباص .
إنه اضطراب يخفي خلفه جرحا ناتجا من صدمة نفسية وعن معاناة دفنها الفرد في أعماقه لتعاود الظهور كل يوم دون وعي منه. 

حديثي بعيدا عن هذا النوع المرضي… 
حديثي عن مزاج البسطاء كما أسميته من خلال تجربتي الذاتية…مزاج من كان شعوره في حياد تام، وهو يحتاج إلى مداعبة عقله وشعوره بتحسين المزاج لزيادة السعادة والانجاز… إنه المزاج الذي يعدّله 
كوب قهوة أمام لوحة.
كوب عصير مثلج أمام مشهد بحري .
رياضة محببة تؤدي إلى إطلاق الإندورفين.
التأمل المستنير الذي يُساعد في تنظيم الأفكار الذاتية، ويؤدي إلى تركيز كامل للذهن.
التفكر في مشكلة بإيجابية بأنه فرصة للتغيير. 
الإمتنان والشكر على دوام وتوالي النعم.
صحبة فكر وود رفقة.

إنه مزاج البسطاء أيها سادة والسيدات الكرام …شاكرة مروركم وجميل تعليقاتكم… 

وصباحكم ورد وبهجة …

الخميس، 26 يناير 2023

تأملات في القلم…

 



اللوحة الخطية إهداء من أخي الخطاط التشكيلي: سعود خان 


تأملات في القلم… 

من مذكراتي الخاصة… فاطمة الشريف 

في مقالي هذا جعلت القلم الصورة الرمزية للكتابة؛ حيث أن القلم الأداة الوحيدة للكتابة، وإن تعددت أنواعه، فما أعظمه من أداة للتدوين والتعبير …

مهارته الكتابة؛ تلك المهارة الأساسية للدخول في عالم الوعي والمعرفة، وتأتي في المرتبة الرابعة بعد إتقانالسماع والتحدث والقراءة…  

لدي قناعة تامة أن القلم أداة لنشر المعرفة، وتصحيح الفكر، وتطهير المعتقد، وعلاج شاف، وممارسة يومية لتزكية النفس مما شابها من ملوثات المدنية وآثار العولمة، ولا شيء أعظم من أمانة القلم؛ فالقلم الأمين المخلص قد يحي قلوب ماتت وعقول غفت ... 

وعن تجربة الكتابة لدي فأنا أرى أنه: 

عندما نكتب المرة الأولى فنحن نكتب بعقولنا وقلوبنا وأرواحنا... نسكب مافي جعبتنا دفعة واحدة، وعندمانراجع ما كتبناه للمرة الثانية فنحن نفحص بوحنا وندقق علمنا، وقد نُقصي إحساسنا  في عالمه، وعندما نراجع للمرة الثالثة للنشر قد نخدع عقولنا قليلا، ونواري أحاسيسنا بعيدا، حتى نضلل بعض قرائنا،  لنبقي جل ما وثقنا به جليا، وما نشعر به  خفيا... لا يفهمه إلا من شاركنا التجربة... ذلك القلم في نظري هو المبدع الذي يُبقي أصل التجربة الإنسانية شراكة بينه وبين القارئ، ويحفظ السر له لمن عاش تجربته وشاركه فيها... 

لذا لا نحرم أرواحنا الصدق والشفافية والإخلاص عبر بوح التجربة الكتابية، ونثر الحروف، واستنطاق الفكر عبر زخات القلم... 

إن من مقومات نجاح كتابة التجربة الإنسانية هي الحرية للقلم أن يسيل مداده دون قيود، والانعتاق مماكتبه الآخرون إلا من يؤيد فكرتنا، ويساعدنا على صقلها… 

فإذا عزمت أن تكتب بما تبصر وتشعر، فعليك أن تطلق العنان لروحك أن تتنقل بين المعارف والتجارب ذات العلاقة ثم تطلق لها العنان أن تنتقي وتختار ما ينتج فكرًا أصيلا وحرفا جديدا... 

بحرية القلم أنتج الفكر الإنساني العديد من أجناس الكتابة... وبطرح  هيمنة النمذجة جانبا استطاع أن ينتج فن الومضة... تلك الومضة الساحرة التي تأتي من عنق الظلام ورحم المعاناة؛ فيشعر بها القلب الصافي ويتلاقى معه الفكر الخاص فينثر القلم نصا فريدا ملهما …

ولولا مخالفة القلم التبعية في أسلوب الكتابة لجنس معين، لما استطاع أن ينتج أجناسا أكثر تنوعاواستخدامًا... 

لله در أقلام ألهمت وعلّمت وتمازجت وتناغمت لصلاح القلوب والعقول، ومع تجربة الكتابة وجدت أقلاما كثيرة:

فهناك قلم يحرر .. وقلم يقرر .. وقلم يبرر ... وقلم يحاول ان يمرر .. وقلم أمير ... وقلم أجير ... وقلم أسير ... وقلم يستفز .. وقلم يفزع .. وقلم يعزف ... 
هناك قلم مدهش .. وثاني منعش .. واخر لا "يهش ولا ينش لكنه ينهش" .. وقلم ظاهر .. وقلم قاهر..وأخر طاهر .

هناك قلم متطور .. واخر متورط ..وقلم ممتع .. واخر معتم، وقلم يبعث الضوء .. وقلم ينفث السوء .. وقلم لذكر الله بارع مسارع.

القلم واحد وتعددت الأحبار…ويمكن أن تعدد الاقلام والحبر واحد .. 

فاحرص على اختيار نوع القلم وجودة الحبر ، وما تكتبه وما ترسمه  وما ترسله  ... 

ذلك هو القلم وتلك هي تجربتي الإنسانية معه…


الأحد، 8 يناير 2023

هكذا كان نجاحي.

 






أحبـــــــــــــ في الله ـــــــــــــــــــتي:

قرأت موضوع بعنوان خيوط النجاح و لكم أن تقرؤا فلسفة الكتّاب في النجاح ...

و هذه فلسفتي

موضوع أثار في نفسي شجون النجاح فهبت أعاصير الكلمات و فاضت عيون العبارات ليهتز قلمي و ينثر زخات مداده..
ليسطر هذه الأسطر البسيطة :
النجاح فلسفة ..
الكل يحرر عنه ما يريد ..
النجاح قصة 
ينظر إليه كل بعيناه ..و يطلق العنان لقلمه ليسطر عنه أصدق الوقائع و أروع التجارب ..
النجاح قاموس…
ضخم حوى أغنى الكلمات و أدق المعاني
للنجاح خيوط كثيرة ….
هل لكم أن تسدلوا هنا خيطاً لننسج سوياً أجمل الثياب و أبهى الحلل..
النجاح ترنيمة عذبة الكلمات بهية العبارات ..
تضفي على حياة المرء أروع القصص و أجمل الأشعار…
من منا إلا و بلغ النجاح بخيط و بصيص من ضياء ..
أنـــــــــــــا
كان نجاحي -السعادة ، الرضا ، الاستقرار ،حب الخير لكل من حولي -
من إيماني أن لكل إنسان في هذه الحياة رسالة و هدف ..
هدفي أن أعمل بكل جد و إتقان لكل ما ينفع…
فرب صغيرا و زهيدا في العمل أورث كبيرا و عظيماً في الحياة ..
لنعمل بكل دقة و جدية و نلقي بها في بحر العطاء و لا نرتقب البديل بل نرتقب النتيجة لتعديل المسار و تحسين الحال ..

النجاح همسات من بوح الخاطر 
النجاح كساء مخملي فاخر زاهي الألوان ساحر
نسج من خيوط الذهبية ما يشرح الخاطر و يسر الناظر و من خيوطه 
عندي :

1.الخيط الأول
1. تقوى الله و الإخلاص لوجه الكريم :
التقوى منبر من نور يهدي إلى خيري الدنيا و الآخرة ،و الإخلاص مفتاح العمل الصالح و بوابة الجنة ، و النجاح في الحال و الآتي سبيل السعادة و الفرح .

2. الخيط الثاني
2. الحب :
حب الله و رسوله و صالح المؤمنين للسعادة …
حب الحياة للعمل الصالح و جني ثمار الخير …..

الخيط الثالث
3. التفاؤل :
نظرة للحياة تملأها الأمل و الحماس للأبد.. 
سلاح يقاتل اليأس و الألم…

الخيط الرابع
4. الإيجابية :
نظرة …كلمة …سلوك …عادة فعل ….للأبد ….
الخيط الخامس 

5.الديمومة و الاستمرار:
خير الأعمال أدومها وإن قل" حديث نبوي، ،وإليك حديث الشجر إلى بعضه
شجرة الصنوبر تتم في ثلاثين سنة، وشجرة الدّباء تصعد في أسبوعين فتدرك الصنوبر في علوها، فتقول شجرةالدباء للصنوبر: إن الطريق الذي قطعته في ثلاثين سنة قطعته في أسبوعين، فيقال لك شجرة ويقال لي شجرة، فتجيبها شجرة الصنوبر: مهلاً إلى أن تهب ريح الخريف" كتاب اللطائف ابن الجوزي
"جزء منقول للاستشهاد "

6. الخيط السادس مقولة أعجبتني فنقلتها إليكم
خامات النجاح " منقول للاستشهاد ":
يقول أحدعلماء النفس:
تتوافر عند الكثيرين الأسس والخامات التي تمهد الطريق لنجاح.. وهذه الخامات تتألف من ثلاث صفات (سداد الرأي، وحب العمل، وصحةالبدن

فسداد الرأي

يتألف من عدة عناصر أهمها: القدرة على فهم نفسية الناس.. واستخلاص العبر والدروس من كل تجربة يصادفها المرء.. وسرعة تطبيق هذه الدروس في حياته العملية.

وأما حب العمل 

فيتضمن الاستعداد الدائم للاندفاع في التيار كلما سنحت الفرصة واقتضى الأمر سرعة العمل ثم إن حب العمل.. يقتضي التركيز وعدم توزيع الجهود والانتقال من عمل إلى آخر قبل الفراغ منه.. وهذه الموهبة لا تولد مع بل تكتسب.. ففي وسع كل امرئ أن ينميها في نفسه بالتدريب وقوة الإرادة .

وأما صحة البدن
فتستلزم الاعتدال في كل شيء.. و شكر الله على صحة البدن و تسخيره فيما ينفع الذات و الآخر.

أحبتي :
اجمعوا الخيوط ثم قوموا بنسجها في حياتكم، ستشكل حتما لكم ثوبا جميلا لجميع أوجه حياتك..

و انثروا في أرجاء متصفحي خيط نجاحكم لنرتب سويا مصفوفة بأقلامنا عن النجاح ..
النجاح ذلك الطريق المضئ بكوكبة إنجازاتنا..
بقلمي ...

كتبهاFatma AL-Shareef ، في 25 يناير 2010 الساعة: 16:16 م سابقا في مدونتي بمكتوب

المعرض (الــ٢٣) والكتاب (الــ٧) للفنان أحمد فلمبان..في “جاليري تجريد” بالرياض

يفتتح الدكتور عبدالعزيز السبيل الأمين العام  لجائزة  الملك فيصل   في جاليري تجريد للفنون بمدينة الرياض  مساء يوم الأربعاء 28 ربيع الأول  144...