التنفس و تنشيط عملية التفكير

 
الحياة تلك الأعجوبة التي وهبنا الله إياها ... 
دورة متكاملة بمراحل عديدة لها مبادئ و أسرار و قوانين ... 
فسبحان من خلقها و أودع فيها عجائب خلقه و لطائف إبداعه . 
البقاء ديمومة الحياة ، و حتى يتحقق البقاء لابد من ممارسة الإنسان لأربعة أفعال أساسية هي : التنفس - الغذاء- الحركة- النشاط الروحي ( تفكير و مشاعر). يعد التنفس والغذاء بمثابة الطاقة التي نأخذها من الكون أي ما يدخل إلى الجسم, بينما تمثل الحركة والتفكير حرقاً لهذه الطاقة الداخلة, أو ما يخرج من الجسم ،وهذا هو الحد الأدنى من النشاط والضروري لممارسة الحياة وبدونها لا يستطيع الإنسان البقاء. 
فطالما كان هناك مدخل كالغذاء كان هناك مخرج كالتفكير ، و كلما اخترنا مدخل محدد كان هناك مخرج و نتيجة محددة . 
بهذه المقدمة البسيطة أحببت أن أطرح موضوع غاية في الأهمية و هو : 
تأثير الغذاء على الصحة العقلية و القدرة الذهنية بمعنى متى ما حصل العقل على الوقود السليم أمكنه العمل بأقصى قوة .هنالك دليلا علميا متزايدا يوحي بأن الوجبة الغذائية تلعب دورا رئيسيا في رفع مستويات نسبة الذكاء و تسهم بشكل مباشر في تحقيق التفوق الأكاديمي ، وعلى الطلاب في جميع المراحل أن يقيموا وجباتهم للتأكد من أن عقولهم تستقبل المواد الغذائية الصحيحة. يؤكد كذلك الأطباء أن تأثير الغذاء لا يطال الصحة الجسدية فقط بل يصل أيضاً للصحة العقلية و تنشيط عملية التفكير . 
انطلاقا مما سبق هنالك ثمة أمور هامة ترتبط بتنمية التفكير منها قوة العقل من صحة التنفس : 
يحتاج العقل إلى الطاقة في المقام الأول، فعلى الرغم من أن العقل يزن واحدا ونصف كيلو جرام فقط من الوزن إلا أنه يستهلك حوالي 25% من طاقة الجسم الكلية. وتستخدم هذه الطاقة في إمداد الطاقة الثابتة للنبضات الكهربائية والاتصال بين الخلايا 
العصبية. وبخلاف باقي أعضاء الجسم ، لا يخزن العقل الطاقة، بل يحتاج إلى إمداد ثابت من الأكسجين والجلوكوز لكي يعمل بكفاءة. قد لا نعتبر الأكسجين غذاء بالنسبة لنا حين نتحدث عن الجسد ، ولكنه يعتبر غذاء أساسياً بالنسبة للدماغ ، وهو مصدر أساسي للطاقة العقلية والنشاط الذهني ، ولهذا على الإنسان أن يهتم بأن يعيش في جو نقي وهواء متجدد . كما أن ممارسة الرياضة لها دور كبير في زيادة تدفق كمية الأكسجين إلى الدماغ مما تؤدي إلى زيادة نشاط الخلايا الدماغية ، ولذا ننصح كل شخص بأن يمارس الرياضة كالمشي والجري والسباحة أو غيرها من الرياضات و مما يوصي به خبراء التدريب في التنمية البشرية و الذكاءات و علوم الطاقة. أن التنفس بعمق و التدرب على أنواع التنفس دعامة هامة في تنشيط العقل و من تلك الأنواع : 
النوع الأول : التنفس التفريغي : وهذه الطريقة من التنفس هي التي تنقي خلايا الدم من أي شوائب من الممكن أن تسبب في انسدادها , وللوصول إلى هذه الطريقة من التنفس يمكنك عمل الآتي : 
- استنشق من الأنف حتى العد 4 وأملئ البطن ( تحت الصدر وضع يدك على المعدة مباشرة ستشعر بارتفاع هذه المنطقة ) بالهواء 
- احتفظ بالهواء داخل الجسم حتى العد 10 - يعني عد بأصابعك حتى العشرة طبعا في نفسك. 
- فرغ الهواء ببطئ من الفم حتى العد 5 . 
- كرر التمرين بحيث أن تزيد من مدة الاحتفاظ بالهواء داخل الجسم وتقوم بتفريغه دائما في نصف المدة ... فمثلا لو احتفظت بالهواء حتى العد 12 فعليك أفرغه ببطء حتى العد 6 وهكذا . النوع الثاني : التنفس لتوليد الطاقة : 
- استنشق من الأنف حتى العد 4. 
- فرغ الهواء من الفم حتى العد 4 وكأنك تقوم بإطفاء شمعة . 
- قم وكرر هذا التمرين 10 مرات. 
يجب ممارسة التمرينات الخاصة بالتنفس التفريغي والتنفس لتوليد الطاقة ثلاث مرات على الأقل يوميا ( في الصباح , ومنتصف اليوم , وفي الليل ) الى أن تصبح من حياتك اليومية و لاحظ ارتفاع درجة الطاقة لديك , قم بهذه العملية بطريقة سليمة وتمتع بكمية هائلة من الطاقة التي تساعد في إنجاز الأعمال و تساعد في تنشيط العقل و صفاء الذهن .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ