المسرح في الذاكرة






ذكريات و تجليات 

بدعوة و بتشجيع أخوي راقي من رئيسة الصالة النسائية بالنادي الأدبي أستاذة أحلام  لحضور فعاليات المسرح بمقر جمعية الثقافة و الفنون بالطائف تشجعت لتخصيص يوم لحضور إحدى تلك المسرحيات... و في الحقيقة لكم تمنيت أن أحضر جميع مسرحيات البرنامج المسرحي خلال الفترة لكن لم تشاء الأقدار...
 فجاء حضوري لمسرحية الحقيبة هو العرض الأفضل بعد مسرحية تشابك و نعش بشهادة الحاضرات... 

هي أقداري تأخذني دوما لأجمل الأحداث و الوقائع و ذلك من فضل ربي...
مشاهدتي لمسرحية الحقيبة أحدث في نفسي جلبة و أثار في خاطري ذكريات جميلة

الذكرى الأولى: دراستي الجامعية للمسرح الإنجليزي بقيادة أستاذتي الفاضل البرفسورة شاهين باكستانية الجنسية و الأستاذ مشارك عقلا صمادي أردني الجنسية  طيب الله ذكراهم أحياء و أمواتا لم أتذكر قراءاتهم النقدية بل تذكرت طيب معاملتهم و رقي فكرهم و تحفيزهم لنا و تعزيز قدراتنا في تعلم اللغة الانجليزية...فجزاهم و غيرهم من أساتذتي الكرام الخير و السعادة...
الذكرى الثانية: دراستي في الماجستير مع البرفسور محمود سلامي الذي حلق بِنَا في طيات صفحات أشهر كتّاب المسرح و أعمالهم الخالدة أمثال
Susan Glaspel-Eugene O' Nail-Arther Miller- Tennessee William-Edward Albee

فقد عشنا المسرح و فنه الراقي عبر قراءتها النقدية المستفيضة فجزاها الله خيرا و كل من نلت معه شرف التعلم في تلك المرحلة..
الذكرى الثالثة: إشرافي ميدانيا و إداريا على نشأة المسرح المدرسي مدة أربع سنوات حافلة بالعطاء و الجديد في التدرج من الأداء المسرحي إلى كتابة النصوص المسرحية و مطالبة الوزارة بإدخاله في نشاط الطالبات و تقديم ورقة علمية في ملتقى الإحساء ١٤٣٤ تحت مسمى المنبر الحواري المدرسي بجميع فنيات علم المسرح و عدم التصريح بمسماه لأنه في ذلك الوقت كان النشاط المسرحي مرفوض من قبل تعليم البنات و قد كان الرفض مدروسا حكيما لأمور احترمتها كثيرا من قسم النشاط الثقافي بنشاط الطالبات... أما الآن فالنشاط المسرحي دخل التعليم السعودي منذ سنتين تحديد... و أعمل حاليا مستشارة تربوية للنشاط المسرحي بإحدى إدارات التعليم بالمملكة العربية و تلقيت دعوة من دولة خليجية لممارسة الإرشاد التربوي لنشاطهم النسائي المسرحي...

التجليات الأروع التي في ظلها أستشرفت مستقبلا عطرا راقيا للمسرح السعودي الذي يراعي معايير و تقاليد المجتمع السعودي بهوية إسلامية رصينة واثقة من خلال:
اولا: تنظيم مدرج المسرح البسيط و العملي في تجهيزاته و المحقق لتنفيذ أدوات و تقنيات المسرح. 
ثانيا الخصوصية الكاملة للمرأة بالفصل و عدم الاختلاط مع الرجال . و لكم وددت لو ان المسرح جهز بتقنيات صوتية تتيح للنساء سماع القراءات النقدية و هُن في القاعة. فوجدت الأم و بناتها بزيهم الإسلامي المحتشم و أجريت معهن حديثا يؤكد ترحيبهم لمثل هذه الأنشطة الثقافية و وجدت إعلامية الثقافية أستاذة إيمان باحيدرة التي عبرت عن روعة العروض المسرحية ووجدت شابات آخريات أكدن على قيمة مثل هذه الأنشطة في استقطاب الشباب و الشابات لكل ماهو مفيد فكرا و ثقافا.
ثالثا: تقديم عمل مسرحي درامي بأفكار ذات ذات قيمة و أهمية لشباب و الشابات تحديدا... فهي في صلب اهتماماتهم ...و التي معها أتمنى أن يستطيع المسرح لحل الكثير من مشكلاتهم في القادم... 

أما عن مسرحية الحقيبة على مستوى طلبة الجامعة فهي رائعة بتحقق عناصر و أركان المسرح الدرامي من حيث الفكرة- الحدث الشخصيات المسرحية-الحبكة الدرامية-الصراع- الحوار... ما راق لي في المسرحية هي مرحلة الحل و انحلال العقدة لدرجة تمنيت أن أعود إلى المربع الأول كما أشار الممثل ... 

شكرًا لفريق مسرحية الحقيبة بجامعة الفيصل فقد أحدثتم بداخلي حراكا مسرحيا جميل...
شكرًا  جمعية الثقافة و الفنون بالطائف ما تقدّموه من دعم للثقافة و تقدير خصيوصة المرأة السعودية و احترامها
شكراً فقد أحدثتم حراكا مسرحيا و صنعت إنجاز يومي ...


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ