تأملات إحصائية (١)








تأملات إحصائية (١)
في قراءة ماتعة عن الأديان في مواقع إحصائية تخصصية باللغة الإنجليزية كتبت مقالتي التأملية في شتاء ٢٠١٨، و أرسلتها لصحيفة مكة التي لم تتحفز للنشر لأسباب مقنعة لدي... فنشرتها هنا في صفحتي لمشاركتي هذه القراءة التأملية والتي سيتبعها قراءة آخرى.. ولعل المحفز لنشرها هو ما طرحته في مقالتي في صحيفة مكة عن مشروع الاسلامبفيليا...


يؤكد عالمالاجتماع روبرت ووثنو من جامعة برينستون إن استطلاعات الرأي وصناعةالاقتراع تتحدث عبر مكبر صوت لايمكن معه سماع الانتقادات أو رأى الخبراء والعلماءتماما مثل الإحصائيات التي تعتمد على نفس الآلية يتعامل معها القارئ كأنها حقيقة مسلمة، ومع هذا تعد طريقة فاعلة لمعرفة الأعداد والنسب. حيث ترتكز عليها الدراسات والبحوث العلمية بما يعزز أهدافها وفرضياتها، ووسيلة جيدة لاستشراف المستقبل وبناء الرؤى. هنالك الكثير من صفحات الويب المختصة والموثوقة في أغلب الأحيان للإحصائيات المتنوعة مثل: 

World Economic Forum-Statista – The portal for statistics


بل هنالك مواقع إحصائية تخصصية مثل موقع:U.S. Religion Census   لتعداد الشرائع والطوائف النصرانية.
في قراءة تأملية جديدة لصفحات الويب الزاخرة بالإحصائيات عن أتباع الأديان. تقرير Independentبعنوان: ما هي أكبر الجماعات الدينية في العالم، وأين هي؟ أصدرته صحيفة 
أبرز ما جاء في هذا التقرير:
·       أن العالم سيصبح أكثر تديناً؛ الأمر الذي يعني تقلص النسبة المئوية للفئة التي لا تنتسب إلى أي دين.
·     في ٢٠٥٠من المتوقع أن تستمر النصرانية باعتبارها الديانة السائدة حاليا نصف الكرة الغربي في احتلال المرتبة الأولى للأكثر الاتباع عددا، وإذا استمر الاتجاه كذلك فإنه في كل أربع أشخاص من عشرة نصراني سيعيش في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
·       من المتوقع بحلول ٢٠٥٠أن تنخفض نسبة أتباع النصرانية في أمريكا؛ ليصبح ثلثي الأمريكيين نصارى بدلا من ثلاثة أرباع السكان. 
·     الإسلام ثاني أكثر دين شعبية وهو الأقوى في الشرق الأوسط، ووفقا للدراسة أخرى إن عدد المسلمين سيكون مساويا تقريبا لعدد النصارى في العالم بحلول ٢٠٥٠.
·     من المتوقع أن يصبح ١٠٪ من سكان أوربا مسلمين.
·     من المتوقع أن تصبح شعبية الدين الإسلامي أكبر من شعبية اليهودية في أمريكا.   
·     في تقرير أخر لنفس المصدر أن الإسلام ينمو بشكل أسرع من أي ديانة أخرى وفقا لدراسة أجراها مركز أبحاث بيو، وأنه بحلول ٢٠٧٠ سيتجاوز الإسلام المسيحية ليصبح الديانة المهيمنة على العالم.
مثل هذه الاحصائيات تساعد القارئ الباحث في صناعة أفكار تطبيقية ورؤى تصويرية مثل:   

1.   إن المواطنة العالمية المرتكزة على نشر فكرة حب الإسلام Islamophiliaتحتاج منا تأملات ودراسات مستفيضة عن سبب تصدر النصرانية المرتبة الأولى عالميا في عدد الأتباع والوقوف على أسباب ذلك، والتي من أبرزها فيما أظن: الحريات الأساسية، والعلمانية المدنية، والشرعية الدولية لحقوق،
2.  إن فهم المشهد الديني العالمي هو التحدي الأكثر أهمية ليس وسيلة فقط لتزويد القارئ والباحث بمعلومات موثوقة ودقيقة حول التنوع الديني. بل هو أمر يلزم أن يعكس الأفكار التطويرية الجديدة والرؤى المستقبلية لمضاعفة الجهد في نشر أي ديانة والدعوة إليها.
3.  جهود التنصير والتبشير على قدم وساق في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مؤشر يلزم دول العالم الإسلامي مضاعفة الجهد في نشر الإسلام في جميع العالم لا سيما الجنوب الأفريقي.
4.  إن ما تقوم به قيادتنا الرشيدة من التصدي للفكر المتطرف بكافة الوسائل، وتشجيع مبادئ الاعتدال والوسطية لاستيعاب التنوع وتقبل الآخر عامل أساسي لتسريع نشر وحب الإسلام في العالم. 

فاطمة الشريف


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ