تأملات إحصائية: الهندوسية الخطر القائم (٢)




 



تأملات إحصائية: الهندوسية الخطر القائم (٢)

المقال تابع لمقال تأملات إحصائية ١

https://fatimah2030.blogspot.com/2019/05/blog-post.html

كلا المقالين يدعمان مشروع Islamophilia في مقال

https://makkahnewspaper.com/article/619690/تاعل/التحال-الكري-لحب-الإسلام-Islamophilia


من المواقف التي علقت في ذاكرتي في إحدى رحلاتي من جدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية رؤية امرأة ألمانية تتكبد عناء لف الزي الهندوسي، وبعد التعرف عليها قالت إنها تركت ديانتها النصرانية، واعتنقت الديانة الهندوسية لما تحتويه هذه الديانة على القيم الروحية والخلقية إلى جانب المبادئ القانونية والتنظيمية التي أظنها في تشابه مع ديانتها الأصلية. المرأة تعيش في بلد الإسلام وتعتنق 
ديانة غير الإسلام؟ تساؤل حرج ومؤشر خطير..
حديثي معها جعلني أتذكر بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين بطريقة أو بأخرى يدعون إلى أفكار وقوانين هندوسية أو بوذية المعتقد، مما دفعني إلى مطالعة صفحات الويب الزاخرة بالإحصائيات عن أتباع الأديان، لعل أجد إجابات شافية لتساؤلاتي:
لماذا ينتشر دين وتتزايد نسبة أتباعه عن دين؟ 
لماذا يرفض أغلب الناشئة في مجتمع متعدد الديانات والثقافات أو المجتمع المنتسب لدين واحد فكرة الانتساب لأي دين؟ 
في قراءة متنوعة عن تلك الاحصائيات يحتل الإسلام بفرقه المرتبة الثانية بين الأولى النصرانية بطوائفها والثالثة الفئة الملحدة التي لا تتبع دين وتكتفي بالروحانيات من جميع الأديان؛ لتتصدر الهندوسية بملايين آلهتها وأساطيرها القديمة الممزوجة بالثقافة والتاريخ الهندي المرتبة الرابعة، في حين تحتل اليهودية باعتبارها شريعة سماوية نسبة ضئيلة بين تلك النسب، و" ذوبان بوذا في آلهة الهندوس الذي يرى في كل الديانات، وفي كل الفلسفات حقّاً" مؤشر خطير يستدعي  مزيدا من التساؤل لماذا احتلت الهندوسية تحديدا بضلالتها المربكة المرتبة الرابعة إن نحن سلمنا بهذه الإحصائية القديمة (٢٠٠٧) وإذا نحن سلمنا كذلك بتوسع وانتشار الكثير من طقوسها ومبادئها (الكارما، اليوغا، التحرر الروحي، إيقان الذات)؟ ما الذي يدفع الفرد الغربي تحديدا للانفتاح على الثقافة الهندوسية وقبول التناقض الذي يربك ثباته المنطقي وعقلانيته التي تذكرني بمقارنة الشيخ محمد أبو زهرة رحمه الله بين النصرانية والهندوسية التي تظهر التشابه العجيب والتطابق بينهما معلقاً بعبارة: " وعلى المسيحيين أن يبحثوا عن أصل دينهم". 
  
في مثل هذا السياق المثقل بهذه المواقف اليومية والقراءات المتنوعة والتنقل بين الثقافات والعلوم المتنوعة لتأصيل مبدأ المواطنة العالمية التي تجدد همة المسلم لتعزيز نشر حب الإسلام Islamophiliaبدلا من نشر عقائد ومبادئ الأمم الضالة عبر:

·     بث الوعي بفكرة أن الدين واحد لإله واحد وأن الرسل صفوة الخلق بلغوا دين واحد بشرائع متعددة.
·     تعزيز مبدأ احترام التنوع والانفتاح على الآخر للتدريب على منهج يرتكز على فضائل وأخلاقيات إسلامية فيما يخص الذات والأخر.
·     إن التنقل بين المذاهب والفرق بحثا عن الروحانيات ما هو إلا دلالة على تشتت الفكر العقدي وذوبان الهوية الثقافية.
·     نشر مبادئ الطوائف والفرق الضالة وتقديمها بمسمياتها المعروفة خطر محدق بالأجيال الناشئة في زعزعة ثوابتهم التي طالتها شوائب ومشتتات العولمة.
·     يلزم بعض مما يسمون أنفسهم بدعاة التنوير والسلام العالمي من بني جلدتنا وعقيدتنا تقوى الله ومراجعة وفلترة أفكارهم ومبادئهم وألفاظهم حفظا على عقائد وفكر الأجيال.
·     إن في علم التفكير وبرامجه القائمة على نظريات وفرضيات ودراسات علمية ما يغني عن الغوص في معتقدات مذهب وثني ضال.
·     دعوة للبحث عن الممارسات الفكرية والبدنية في الإرث والفكر الإسلامي المعاصر ما يثري الذات ويشجعها على الاندماج النفسي والروحي والمجتمعي بعيدا عن ضلالات العقائد الفاسدة.
·     إن منهج الاعتدال وقيم الوسطية في الاستفادة من ثقافات الشعوب للخروج بأفكار منقحة مفيدة وألفاظ مبتكرة جديدة ومحببة للنفس البشرية ركيزة أساسية لنشر حب الإسلام. 
·     دعوة لقراءة مستفيضة عن الهندوسية بأقلام علماء ومفكرين العالم لاسيما المسلمين للحد من نشر خطرها القائم. 



فاطمة الشريف
 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ