نحن وعلاقاتنا...




يجمع خبراء أن السعادة والحياة الطيبة تكمن في ثلاث ركائز أساسية: 
  1. الإمتنان وشكر النعم
  2. الإحسان وبذل المعروف 
  3. التواصل والاتصال الفعّال مع المحيطين بنا...

النقطة الثالثة تستلزم الوقوف وفحص علاقاتنا بطريقة علمية ومنطقية... ولعل من أجود ما قرأت وما سمعت عنه نظرية الاختيار للعالم النفسي وليم جلاسر             ( WILLIAM GLASSER


يرى جلاسر أن الكثير من أمراض العقل التقليدية، واضطرابات الشخصية ما هو إلا خلال في نمو الفرد خلال فترة معينة من حياته؛ لذا فهو يشجع على التدريب والتعليم لمعرفة الذات واحتياجاتها، وتحقيق دوافعها الداخلية نحو التفرد والتزكية،  و التعرف على الحياة وفلسفته الحقيقية، وتهذيب السلوك الإنساني بجعله أكثر إيجابية ونجاحا، وتوجيه الطاقات والقدرات نحو تحقيق الأنا واختيار قراراتها الصائبة.

عمل جلاسر على نظرية الاختيار عقودا من الزمن ليعزز مفاهيم يلزم أن يتقنها البشر لتحقيق حياة واقعية سهلة وسلسة، نوجزها في التالي:

1- المسؤولية Responsibility التي تحقق تفردك كشخص مسؤول مستقل مدعوم داخليا برؤية ورسالة وأهداف تشبع حاجاته.
2- الاستقلالية Autonomy المبنية على النضج والدعم داخليا وخارجيا المستنير.
3- الاندماج Involvement والتكيّف العاطفي في الاتصال مع الذات والآخر والبيئة المحيطة.
4- الحاجات (إشباع الحاجات)  Need Fullfillment ولنتذكر عبارة شهيرة لعلماء النفس أن وراء كل سلوك غير مرغوب حاجة غير مسددة.. 

من مصادفات القدر الجميل استمعت لشرح تفصيلي في إحدى جلسات الوعي للمستشارة الأسرية المدربة الاستاذة نورة المعطاني عن العلاقات في فضاء الاحتياجات ...

بدأت الجلسة بطرح تساؤلات:

ماذا تحقق لك العلاقات؟
هذا السؤال يجعلنا نغوص في أعماقنا لنصنّف علاقانتا الاجتماعية...

ما هي الصفات الغالبة على من تربطك بهم علاقة؟
في ظني هذا السؤال يجعلك تفكر فيما لا تحب من الصفات...

هل تشعر بأن أحيانا علاقاتك مع الآخرين في خطر؟   
اعتقد أن في هذه الحياة لكل واحد منا علاقة مهددة ...

هل تشعر أحيانا بالإحباط في علاقاتك؟  
هنا عليك أن تفحص الأسباب ... والأهم أن تكون تخصك أنت وليس الطرف الأخر...



أعجبني تشبيه العلاقة مع الآخر بكفتي الميزان، و أن رجحان الكفتين هو الأهم، ومراعاة الآخر من حيث:
الاهتمام به- البعد عن الانفعال المبلغ فيه - البعد عن نقده - وضع حدود العلاقة به مراعيا ركيزتين هما: الاختلاف وارد- لا عزلة عن المحيطين بنا...

ركّزت المدربة على أن الحاجات كثيرة، وأن من أهمها تلك التي توجد منذ ولادة الإنسان وحتى وفاته، هي:
البقاء - الحب ـ الحرية - الترويح - القوة

ووفقا لهذه الاحتياجات تكون سلوكيات الناس مختلفة بناء على قوة الحاجة، وتحقق الرضا عند إشباع هذه الحاجة، وتنبع من داخل الفرد واختياره، مما يؤدي إلي سلوك أفضل ...

أعطت المدربة تطبيق تدريبي يهدف إلى تقييم قوة الاحتياج لدى الفرد، وهو كالتالي:
  1. تحديد نسبة معينة لأوجة التقارب بين الأفراد وعلاقاتهم.
  2. تحديد نسبة معينة لاحتمالات الاضطرابات الممكنة في العلاقة.
  3. مدى إمكانية التعامل مع بعض أوجه الخلاف بين الأفراد في العلاقة.
  4. تعلم كيفية التعامل مع أي وجهة نظر 
  5. كيفية التعامل مع صفة مختلفة يمكن أن تنشأ عند أحد أفراد العلاقة.
تابع التطبيق مع المدربة ....أنقر هنا

أكدت المدربة أن هنالك أربع علاقات إنسانية أساسية علينا أن نهتم بها، هي:

الحب - الصداقة - التعليم - الاستشارة 
أين تقع علاقتك مع أبنائك في هذه العلاقات؟ 

تابع تطبيقات المدربة في تقييم احتياجات الرجل والمرأة .... أنقر هنا

مما نال إعجابي هو تطبيق معد النظرية جلاسر وتقييم ذاته وزوجته لاحتياجاتهما، الأمر الذي جعل زواجهما يستمر إلى ستة وأربعين عاما...والأجمل أنه تزوج صديقة  زوجته بعد وفاتها ...

هذا التقييم مع مراعاة تكامله هو بمثابة وثيقة استمرار حياة طيبة بينهما...

لقطة من شاشة جلسة وعي للمدربة والمستشارة نورة المعطاني في تقييم علاقة مؤسس النظرية جلاسر وزوجته...







رابط الجلسة على قناة اليوتويب:


تعليقات

  1. استمتعت كثيراً وأنا أقرأ فعلاً السعادة تكمن في الإمتنان والبذل والتواصل
    كل الشكر للمدربة نورة المعطاني وللأستاذة فاطمة الشريف ♥️

    ردحذف
  2. مرورك الأجمل يا مبدعتنا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ