معرض “رحلة الكتابة والخط” من الدعوة إلى المتحف
“قصة ثقافتنا مع الخط العربي تتجاوز كل الحدود التقليدية، هي قصة حضارة وإرث وثقافة وحياة”
سمو وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود.
يمثّل الخط العربي أهمية كبرى في الثقافة العربية، وله اتصال وثيق باللغة العربية، حيث يملك تاريخاً عريقاً في النشأة والتطور، فقد اشتق الخط العربي من الخط النبطي، والذي يرجع إلى الخط الآرامي الفينيقي (السامية الشمالية الغربية)، ونشأ في الحقبة الزمنية 169 ق.م – 106م، ويختزل الكثير من جماليات الهندسة والتفاصيل والأشكال، ويشكّل رمزاً من رموز هوية المملكة العربية السعودية، ومصدراً ملهماً للعديد من الفنانين والمعماريين والمصممين والباحثين محلياً وعالمياً.
وبرؤية مضيئة ومتمكنة ومبدعة لترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية عاصمةً للخط العربي، وإبرازه فناً يعكس ثراء الثقافة العربية وحمايته من الاندثار، انطلقت مبادرة عام الخط العربي مع بداية عام ٢٠٢١، مع مشاركة حيوية وتنفيذية لكافة الجهات العامة والخاصة، والمجتمعات والأفراد من خلال تقديم مقترحاتهم ومشاريعهم وأنشطتهم فيما يخص عام الخط العربي، حيث اندرجت تحت المبادرة عدة مشاريع وأنشطة وشراكات وجهود أُعلن عنها بشكل مستمر عن طريق منصة عامة للخط العربي التابعة لوزارة الثقافة السعودية.
ومن ضمن تلك الأنشطة معرض خاص بتاريخ الخط العربي، وقصة الكتابة وفنونها منذ فجر الحضارة العربية وإلى اليوم، عبر رحلة معرفية شاملة، وبمشاركة كبار الخطاطين والمصممين المعاصرين من المملكة ومختلف دول العالم، بعنوان “رحلة الكتابة والخط” في المتحف الوطني بالرياض.
من مخزن الأفكار والرسائل والأشخاص (junk) غير المرغوب فيهم أحياناً في خارطة وعينا وإدراكنا واهتماماتنا، قد يبدأ التحول والوجود والتطور نصباً تذكارية، ولوحات تشكيلية، ومخطوطات خالدة في عالمنا الحقيقي … رحلات وأسفار … حقائق وإسهامات… نقطة عبور، ومحطة أسفار نحو الإلهام والاكتشاف … قوى خفية، وقدرة حالمة، وهيمنة وجودية مسيطرة تدفع المبدع لبلورة فكرة ما عرجت بروحه في سماء البصر والبصيرة، الجسد والمادة، النور والروح… رحلة خالدة لا تنتهي، بدأت من نقش على حجر، ثم حبر على ورق، ثم رسم على ثوب، تقف حائراً على درز رقمي، من رجل آلي صانع لنا تصورات بشرية بعين مجردة إلا من الإبداع وحب المغامرة.
بكل الود والحرص أسترجع ذكريات زيارتي لمعرض عبر شروحات موجزة وصور بعدستي، كانت رحلتي الممتعة إلى معرض في الرابع من أغسطس ٢٠٢١:
“رحلة الكتابة والخط”
Scripts and Calligraphy a Timeless Journey
يحتوي المعرض على قسمين:
القسم الأول يحتوي على:
أصول الكتابة العربية – فن الخط – كبار الخطاطين – استوديو العين المجردة.
من أبرز معروضات قسم أصول الكتابة العربية:
توثيق تصويري حي ورقمي عن أبجدية شبه الجزيرة العربية التي نشأت في الألفية الثانية قبل الميلاد، والتي كانت مزيجاً بين السامية الشمالية (الفينيقية والآرامية)، والسامية الجنوبية (المسند)، ثم تطورت ما بين القرن الثالث والسادس الميلادي إلى ما يُعرف (العربية النبطية) مما يجعل المملكة العربية السعودية مهداً للكتابة العربية.
صور فوتوغرافية رقمية للنقوش عربية، منسوخات متعددة للقرآن الكريم، الأنماط الخطية المنوعة للقرآن الكريم، دعائم الخط العربي، لوحات صخرية منقوشة (لوحات جنائزية – تشييدية – أفريز صخري)
مشاريع وأعمال رقمية غاية في الجمال والإتقان، ومن أبرزها:
١- اللغة البيكتواغرافية التوليدية التي قدمت لغة تصويرية مصممة باستخدام التعليم الآلي للفنان هيثم نوار.
٢- نصوص خارجة عن المألوف عبارة عن خوارزميات شبكات الخصومة التوليدية لمجموعة أوبفيوس الفرنسية.
٣- منحوتة رحّال (المتجول البدوي) للفنانة فرح البهبهاني.
من أبرز معروضات قسم فن الخط:
ألبومات من أقوال مأثورة وقصائد شعرية، لوحة نظرية ابن مقلة للخطاط أحمد فارس رزق.
من أبرز معروضات كبار الخطاطين:
لوحات لكبار الخطاطين، أنماط الخط الكوفي، وأنماط الخط الكلاسيكية، وأنماط مخطوطة.
استوديو العين المجردة
ابتكر ميشال بيزان آلية فريدة لعمل لوحات باستخدام عينيه فقط، وتقوم آلة تعقّب العين بتسجيل حركاتها، ثم يقوم روبرت ذكي بترجمتها ونقلها على القماش أو الورق، ومن لوحاته:
القسم الثاني يحتوي على علامات الرحالة المعاصرين في الفن والتصميم، ومن أبرز الأعمال:
العمل التركيبي للفنان حسين الأزعط، وتصاميم ميليا مارون، وتصاميم خالد مزينه
رابط المقال في العدد ٧٥
تعليقات
إرسال تعليق