“شاهد الان” تلقي الضوء عليه ….. اختتام معرض “فكر وفن ونشر
اختتمت يوم أمس الأول فعاليات المعرض الفني الثقافي الأول لمبادرة (فكر وفن ونشر)، وذلك في بيت أرامكو بالمنطقة التاريخية بجدة..
وبسؤال للفنانة والكاتبة فاطمة الشريف، صاحبة فكرة المبادرة، عن فكرة المعرض الثقافي الفني الأول للمبادرة ، أجابت:
عندما يقرر الفنان أن يتحرر من الانتماء لمدرسة تشكيلية أو اتجاه فني محدد، موظفًا ماتعلمه من تقنيات وأدوات من تلك المدارس والاتجاهات الفنية بما يخدم أهدافه الخاصة، فذلك تحدٍ جريء لمخزونه المعرفي، كذلك كان إنتاج المعرض الفني الثقافي الجماعي الأول لمبادرة (فكر وفن ونشر) تلك التي انطلقت بأقلام وألوان من مجموعة من فنانين وفنانات المملكة العربية السعودية ومن بعض الدول العربية خلال عام 2020، واستمر العطاء حتى إصدار الكتاب الأول للمبادرة بعنوان: (الطائف.. أقلام وألوان تشكيلية) في 2022، الذي شارك فيه قرابة 100 فنان وفنانة وكاتب وكاتبة، فجاء المعرض الفني الثقافي الجماعي الأول لمبادرة (فكر وفن ونشر) مقسماً نفسه إلى مجموعتين: نقوش عربية، وبادية الحجاز. لتتجلى في جنباته قصص الوطن المجيد، وذكريات وأمنيات المشاركات، وجاءت اللوحات غزيرة بهذه المعاني والرموز الباحثة في جذور الثقافة والتاريخ والتراث، ويعد أيضا خطوة استباقية نحو الكتاب الثاني الذي سيطل قريبًا بإذن الله بفصوله وقصصه ولوحاته الوطنية برعاية كريمة من النادي الأدبي بالطائف ومجلة فرقد الإبداعية.
ثم واصلت حديثها:
يعد المعرض الأول لمجموعة مبادِرة وراغبة من فنانات وكاتبات فريق (فكر وفن ونشر) على شرف رجل الأعمال الشيخ أحمد العبيكان، في متحف الفن التشكيلي السعودي في بيت أرامكو بمنطقة جدة التاريخية، تلك البيئة التي تنضح ثقافة وفكرًا باعتبارها إحدى الحاضنات الرئيسة لفعاليات ثقافية تاريخية، وأنشطة رئيسة لمنطقة مكة المكرمة التشكيلية، وذلك الافتتاح الذي رصد بدقة فائقة الجولة التشكيلية الثقافية للمعرض دعمًا معنويًا كبيرًا، ورمزًا حقيقيًا لرعاية القطاع الخاص وتقديرهم للحركة التشكيلية المعاصرة.
وعن سؤال الصحيفة: عن ماذا تعكسه هذه اللوحات الفنية التي شاهدناها اليوم؟
أجابت أ. فاطمة: تعكس اللوحة الفنية دومًا حساً وذائقةً، وتمكّن الفنان والفنانة للأطر التشكيلية الخلاّقة، والمخزون المعرفي، والخبرات، والتجارب، والذكريات العالقة في الواعي واللاوعي، والتحدي الأصعب كيف للفنان المتمكن والمبدع استخراج ذلك في عمل فني يعكس تلك الأبعاد التي غالبًا ما تتوفر في أعمال الرواد المبدعين، وقد جاءت لوحات المعرض بمحاولات جادة رامية إلي تلك الأبعاد التي حتمًا ستتحقق بسلسلة من المعارض والبرامج والفعاليات القادمة بإذن الله.
وحول تحقيق أهداف المعرض، قالت أ. فاطمة:
لقد حقق المعرض العديد من الأهداف بالإضافة إلى تلك الرعاية الخاصة والقبول لفكرته هدفًا إجرائيًا لنشر الثقافة التراثية عبر لوحات تشكيلية عبّرت عن ملامح أصيلة، وكما تعد قراءة الفنان القدير (هشام بنجابي) لفكرة المعرض عمومًا، وقراءته الفنية الرصينة لبعض لوحات المعرض رصيدًا في مدخرات المعرض النقدية الفنية، ووسام شرف واحتفاء من فنان قدير له مكانته التشكيلية في المملكة العربية السعودية.
وعن سؤال الصحيفة حول إقبال الزوار على المعرض أجابت:
مما أضفى على أجواء المعرض بهجة وسرورًا، زوار يوم الافتتاح من قامات فكرية وثقافية وفنية، وتوالي الزيارات من قبل المجتمع المحلي، وتسجيل عبارات التقدير في سجل الزوار، ومفاوضات للشراء والاقتناء بعضها جاد وبعضها مجحف وبعضها طلبًا للإهداءات، ولعل من ركائز نجاح المعرض أيضًا الاستعداد المعنوي والمادي الجيد، والتعاون الخلاّق من قبل المشاركات في فترة زمنية قصيرة، ومن الأصداء المصاحبة خلال فترة افتتاح المعرض شواهد فنية على ازدهار وانتعاش الحركة التشكيلية في مدينة جدة، المدينة الأم في المنطقة الغربية، زمرة من المعارض والتجمعات الفنية الرائعة مثل: بينالي الفنون الإسلامية المشتمل على مجموعة هائلة من الأنشطة والرحلات، وورش العمل واللقاءات بالفنانين، والجلسات النقاشية والمحاضرات والندوات والعروض الفنية والسينمائية، نقلة نوعية مذهلة في العرض والأفكار والجمال، ومعرض مثايل للفنانة التشكيلية والشاعرة (زهرة خلف)، ومعرض الفنانة التشكيلية (سحر عناني) بمعرض مدن السلطان، وملتقى الفن التشكيلي الأول في زيارته لمحافظة خليص ومشاركة الفنانات والفنانين متحف خليص التراثي لوحاتهن، ومعرض الفنان العالمي (معين سعيد) في جسفت مكة بفندق إم ميلينيوم، وانتعاش جدة التاريخية بمراكز تشكيلية مثل أكاديمية الفنون للفنان هشام بنجابي.
ثم تابعت حديثها:
كل تلك الفعاليات المتنوعة عزّزت من تمازج المواهب الأدبية والفنية للمعروضات، وأبرزت بعضًا من جوانب التراث الثقافي السعودي عبر أربع مجموعات فنية متناغمة متجانسة موظفة التعبيرية التجريدية الحديثة مع توظيف حاذق لتقنيات الفن المعاصر من كولاج ومكس ميديا بسيطة، وجاء التوزيع والإهداء لإصداري مبادرة فكر وفن ونشر ضخاً ثقافيًا من نوع أخر، تلك المبادرة التي تختزل في مكنوناتها العديد من البرامج الفنية والثقافية والاجتماعية والخيرية، ذات رؤي وقيم تشكيلية تسهم بشكل مباشر بأخرى يتم الكشف عنها مرحليًا بما يتسق مع رسالة وأهداف وقيم المبادرة والمؤسسات الثقافية والتشكيلية الراعية لها، ولا زالت الدعوة مفتوحة لمشاركة الفنانين والفنانات في دعم المبادرة والمضي قدمًا بما يعزز الفكر والفن والنشر محليًا وعالميًا بحول الله تعالى.
وعن بعض الأعمال الفنية قالت:
دعنا نتفق أن الكتاب الأول للمبادرةالطائف أقلام وألوان تشكيلية يعد كتالوج واقعي، أما المعرض الذي ضم بعض من تلك الأعمال الفنية المشاركة على النحو التالي:
١- مجموعة الفنانة والكاتبة فاطمة الشريف بعنوان نقوش عربية (Arabian Inscriptions) لعدد 8 لوحات.
٢- مجموعة الفنانة والكاتبة ياسمين صديق بعنوان قصص وطن (The stories of Homeland) لعدد 5 لوحات.
٣- مجموعة الفنانة والكاتبة هند القثامي بعنوان بادية الحجاز (Hejaz Country Side) لعدد 8 لوحات
٤- مجموعة الفنانة سلوى الأنصاري بعنوان إرث خالد (Everlasting Heritage) لعدد 6 لوحات
٥- لوحات الخيل العربي للفنانة زهرة خلف والتي ترصد جمال الخيل العربي ممزوجة بالنقوش والزخارف العربية.
– كيف كان إقبال الزوار على المعرض، طيلة أيامه، وفي شهر رمضان؟
– الإقبال على المعرض جيد ومرضي وذلك بفضل جودة واستمرار النشر عنه، ومما لاحظته كما ذُكر لي “أن المعرض سواء كان يوما أو شهرا أهم يوم هو يوم الافتتاح والأيام الثلاثة التالية.”
أما عن فترة شهر رمضان فإن الزوار في المنطقة التاريخية بالرغم من تزايدهم، فإنهم يهتمون كثيرا بمشاهدة الفعاليات المتجاورة في وسط المنطقة، والتي في الغالب تهتم بالتسوق وترفيه.
– مامدى رضا أ. فاطمة عن التجربة، ورغبة تكرارها في الأعوام المقبلة؟
وإذا كانت الإجابة بنعم، فهل ترين إقامتها في مناطق أخرى؟
وأي المناطق أو المدن تقترحين؟
راضية تمام الرضى عن التجربة حيث أن أهداف المعرض الظاهرة والخفية تحققت بفضل من الله ثم بقيادة حكيمة منظمة ممارسة من قبلنا لتجهيز المعرض، ودعم وحرص وتعاون الفنانات المشاركات، و لعل من أبرز تلك الأهداف كون المعرض فرصة تطبيقية خلاّقة للتخطيط والتنفيذ والتقييم لمعرض جماعي مشترك ناجح بكل المعايير خلال فترة وجيزة.
أما عن الرغبة في تكرار التجربة لمعارض المبادرة فهي موجودة ومتجددة مع كل كتاب يولد من رحم المبادرة بإذن الله، لأن من أهداف المبادرة هو نشر ثقافة وقيم تاريخنا وتراثنا الأصيل عبر الحرف واللون.
وعن فكرة تنقل المعارض فهي ظاهرة فنية راقية، ومؤشر جاد للفنان/ة الذي يفتأ يبحث عن من يهتم بفكره ويقدّر لونه ويعزز قيمه المحورية التي تتجلى في لوحاته بصرف النظر عن المعايير الأخرى، لذا فإن الفنانات المشاركات يعتزمن على إقامة معارض متعددة داخل المملكة وخارجها بإذن الله سواءً وجاهية أو رقمية بما يخدم أهداف المبادرة، ويعتبرن تلك المعارض هي صورة من صور الرعاية التشكيلية للمبادرة التي تحظى كذلك برعاية ثقافية كريمة ومستمرة من قبل النادي الطائف الأدبي ومجلة فرقد الإبداعية، فهذه الأقطاب الثلاثة جادة في تحقيق رؤية ورسالة المبادرة التي ما هي إلا مجالا بسيطا لخدمة الفن التشكيلي السعودي، ورمزا للإحتفاء بالوطن ومقدراته التاريخية التراثية.
– لماذا تم إنهاء المعرض قبل الوقت المقرر ؟
– في الواقع إن فترة إيجار مقر المعرض شهر مع موافقة كريمة من قبل صاحب المتحف أحمد الشريف الاستمرار إلى نهاية شهر رمضان، ومع توفر فرص وعروض لنقل المعرض لعدد من مدن المملكة، إلا إن ارتباطاتي الشخصية، وأهمية وجهد تسليم اللوحات لأصحابها،، كان المقرر في الإنهاء، كما اعتقد أن التغطيات الإعلامية لاسيما عبر المواقع الشخصية للمشاركات كانت جدا كافية، وتعفي من عبء نقل المعرض نفسه، ما نطمح له هو الجديد القادم بإذن الله.
– هل من كلمة أخيرة أ. فاطمة؟
– شكرا لحضوركم وتغطيتكم أ. حامد، وإختم بكلمة:
لكي تكتمل تجربة المعرض أود التأكيد على أمور هامة وبعين الاعتبار أن الحضور التشكيلي الفاعل، وسماع آراء الزوار، ومتابعة التغطيات الإعلامية والحرص على مصداقيتها بالفعل هي أجمل مايعلق في ذاكرة المعرض والمقيّمين له، بل هو المخزون الحقيقي المحفز والممتع.
– شكرا لك أ. فاطمة الشريف ونلتقي في فعاليات فنية ثقافية أخرى بإذن الله..
تعليقات
إرسال تعليق