إلَى الدِّرْعِيَّةِ الْغَرَّاءِ تَسْري (يوم التأسيس 2024)
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

273
1هنا المقال منشور في مجلة فرقد
فاطمة الشريف
إلَى الدِّرْعِيَّةِ الْغَرَّاءِ تَسْري فَتُخْبِرُها بِمَا فَعْلَ الْجُنُودُ
وتَصَرُخُ في رُبا نَجْدٍ جِهاراً فَيَسْمَعُها إذا صَرَخَتْ سُعودُ
وأَبْنا مُقْرنٍ وهُمُ لُيوثٌ إذَا الْحَرْبُ الْعَوانُ لَها وَقُودُ
ويَسْأَلُ كُلُّ ذي فَهْمٍ وعِلْمٍ سُؤَالاً عِنْدَ مُعْضِلَةٍ تَؤُودُ
قصيدة الفقيه العالم الشيخ الجليل محمد الشوكاني (إلَى الدِّرْعِيَّةِ الْغَرَّاءِ تَسْري)
يصطفي الباري سبحانه وتعالى لأرضه العظيمة رسالات وأنبياء، وتشاء العناية الإلهية ببناء مدن وقرى، أو إزالة بعضها؛ تطهيراً للأرض وانتفاعاً بها، وإن في ذكري تاريخ المدن والقرى العظة والعبرة الشيء الكثير، فيأتي النبي في قرية جهل وضلال ليعم نور التوحيد وهدي الرسالة مثل مكة والمدينة ونينوى، أو قرية سوء ومنكر لينذرهم أو يهلكهم ويطهّر الأرض من شرهم مثل قرية سدوم وعمورة، أو قرية لم يسكنها أحد فهيئ لها ظروفاً جغرافية ومادية وبشرية تجعلها أرضاً طيبة مرضية وكهذا كانت الدرعية.
الدرعية أرض لا نظير لها فيمن حولها، حرّرها الله من الكفر والشرك، والخرافة والدجل، فكان مانع بن ربيعة المريدي -جد الأسرة الحاكمة الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز حفظه الله- أول من سكن الدرعية عام 850، واختارها لإطلالتها البكر على وادي حنيفة، حيث سهولة الزراعة والري بها، فجاءت إقامته بها تمهّيدًا ربانيًا لتأسيس دولة التوحيد، ورفع رايته، وعقد التحالف التاريخي بين الإمام محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب عام 1744م لتأسيس دولة سلفية تقوم على الشريعة الإسلامية، والسنة النبوية، ومنهج السلف الصالح.
ويسرد لنا الدكتور محمد بن سعد الشويعر في كتابه (من المعالم الحضارية في قلب الجزيرة العربية قبل 250 عاماً) الشيء الكثير عن تلك المعالم مثل: بناء المدن، والعلم والعلماء، والكتب والمكتبات والمخطوطات، وأقدم الأوقاف العلمية، والوصايا، والإجازات العلمية، والرحلات في طلب العلم، والحصون والقلاع، والمعادن والصناعة، وصناعة الأسلحة. وأفرد جزء في الحديث عن الدرعية مما يجعلك ترى الدرعية درة القرى النجدية، ولؤلؤة الرياض البهية، معاودة قراءة محمد الشوكاني (منشورة في مؤسسة موسوعة الديوان) في الإمام سعود (الثاني) بن عبد العزيز الملقب بسعود الكبير بسبب أعماله الجليلة، وصفاته الحميدة، وعلمه وورعه، يعظه مذكراً إياه بالله:
مَعَ المخْتار صَلَّى ذو الْمَعالي عَلَيْهِ ما تَقَهْقَهَتِ الرّعودُ
وجَادَتْ عِنْدَ مَبعَثِهِ سُيوفٌ وفي التّحديدِ إن سُلّتْ تَجودُ
فَيا أَهْلَ الجَزيرَةِ مِنْ مَعَدٍّ وقَحْطانٍ إلى الْمَعْهودِ عُودوا
وَقَدْ آنَ الوِفاقُ فَلا تَكُونوا عَلَى الإسْلامِ فاقِرَةً تَؤودُ
وذُودُوا مَنْ أتَى مِنْكُمْ بِنُكْرٍ فَخَيْرُ الْمُسْلِمينَ فَتىً يَذُودُ
وذَا نُصْحٌ صَحيحٌ منْ نَصيحٍ فساعِدْني عَلَيْهِ يا سعودُ
وبين إطناب التاريخ وقوافي الشعر ولدت لوحتي باسم إلَى الدِّرْعِيَّةِ الْغَرَّاءِ تَسْري
من ذاكرة التأسيس ابتهاجاً وتقديراً لهذه المناسبة الغالية علينا…
اللوحة وليدة التلقائية التعبيرية، وتتبع أسلوب التخطيط العشوائي التخيلي، بأدوات بسيطة
(سكب القهوة مع حبر وورق)
مكان وزمن العمل: واشنطن دي سي – نوفمبر 2024…
المصدر/ (من المعالم الحضارية في قلب الجزيرة العربية قبل 250 عاماً)_مجلة دارة الملك عبدالعزيز
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق