رحلة الفن المسافر بين الهند وكولومبيا
المقال منشور في مجلة فرقد الإبداعية: انقر هنا
في رحلة فنية عبر الزمن كان يجدد الفن في ذاته رسالة إنسانية خالدة تحقق السلام والتعارف مع الآخرين في جميع أنحاء العالم، بل أضحى وسيلة نشر جميلة وراقية ليست مسؤولية وطن وشعب فحسب، بل اللوحة وما تحمله من رموز ومضامين؛ فاللوحة اليوم أضحت وسيلة دبلوماسية تؤكد الهوية الثقافية والمواطنة العالمية والدعوة إلى السلام والتعايش ومحبة الباري وأنبيائه عليهم السلام، بل إنه يتعدى أحيانًا حدود الفكر والمشاعر، فيعكس مظهر إبداع خلاّق تشرئب له العيون، أو تمكّن رصين ينتج شيء من لا شيء، أو سابر تجربة لونية إنسانية كفيلة أن تعالج مصحة نفسية، أو محدث حوارات على أنغام التكوينات تصلح الأخلاق وتطهر السجون، واليوم هو لغة مشتركة للحوار بين شعوب العالم ودولها.
استطاع الفن بأدواته المتعددة أن يكون أداة لتناغم ثقافي بين شعوب الدول، كل يعرض فنها وثقافتها للجمهور الدولي لهدف أسمى يحمل رسالة بصرية في ثناياها رؤى ذات سياقات ثقافية واجتماعية عن نفسه وثقافته؛ ما يسهل الدور في الحوار الفكري والتبادل الثقافي وتحقيق مبادئ الاستاطيقا ورموز الجمال، ومرآة حية لتقاليد
وقيم تلك الشعوب، كما أنه وسيلة موثوقة لالتقاء الفنانين وتبادل تجاربهم وأفكارهم، وحريًّا بكل فنان يصادف تلك الفعاليات الحضور فيها والمشاركة بعمله وقلمه وبفكره، طامحًا أن يكون ذلك في تطوير فنه وصقل مواهبه.
بدعوة من أستاذتي كاترين Catharin Dalpino للمشاركة بجلسة حوارية لموضوع اختاره، واتفاق منظم بيننا، كان الفن هو الاختيار الأفضل والأنسب، باعتباره إحدى وسائل التعريف البصرية الموثوقة التي ببساطة أدرك علمها وفهم لغته:
وبما أن الحضور من شعوب متعددة، بدأ الحوار بلمحة سريعة عن الفن البصري في الحضارة الإسلامية، وصولًا للحديث عن الفن السعودي البصري، ثم عن تجربة فريق فن وفكر نشر، وإذا بالحديث يتمحور في ثلاث محاور في قاعة السير الذاتية للكتّاب والمفكرين الأمريكان بالمكتبة (GNL):
المحور الأول: الفن الإسلامي والحضارات
المحور الثاني: من إبداعات وزارة الثقافة السعودية في الفن البصري التي شاهدتها وكتبت عن أغلبها هي:
- بينالي عسير الدولي لرسوم الأطفال (2010)، والذي نطمح أن يستكمل مسيرته لرعاية الناشئين واليافعين من جميع بلاد المعمورة، فتلك فرصة ينبغي أن تحظى بها المملكة، ولمن كان لهم السبق فيها من رعاية ملكية بقيادة خالد الفيصل.
- بينالي الدرعية (2020) في منطقة جاكس بالدرعية بالقرب من الرياض، ومن أبرزها بينالي بينالسور في عام 2021م في النسخة الثالثة من بينالي الفن المعاصر في أمريكا الجنوبية (BIENALSUR)، وهو مشروع ثقافي دولي تنظمه جامعة تريس دي فبرويرو الوطنية في الأرجنتين (UNTREF) بمسمى: الرياح والصوت La Escucha y los Vientos
- بينالي جدة للفنون الإسلامية (2023) والدعوة لزيارة بينالي جدة للفنون الإسلامية (2025)
- المتاحف والقصور الوطنية التاريخية للتراث السعودي الإسلامي: المتحف الوطني السعودي بالرياض مسجد الفن المحمدي، متحف جدة الإقليمي (قصر خزام)، ومتحف (قصر شبرا)، ومعارض قصور طريف بالدرعية، ومتاحف عمارة وتوسعة الحرمين الشريفين.
- دعم مئات المعارض وصالات عرض الفنون البصرية.
- رعاية الجمعيات والمنظمات الربحية وغير الربحية.
- ابتكار أفكار خلاّقة للجوائز الوطنية والمبادرات الإبداعية والإقامات والبرامج الإبداعية مؤسسية وفردية.
المحور الثالث: ورشة لماذا نرسم؟ ولماذا نشارك في المعارض التشكيلية؟
رسم رجل الكهف والفنان المحترف والهاوي والمهني لأغراض وأهداف متعددة، حيث يعتبر الفن في الألفية الثالثة قاسمًا مشتركًا بين جميع الناس، فهو وسيلة فعّالة للتعبير عن الذات الفنية المحترفة مثل كبار الفنانين والرواد؛ لتوثيق اللحظات المهمة في حياتهم، أو التعبير عن قضايا اجتماعية أو فلسفية، وقد يكون لبعض المحترفين والهواة طريقة شجاعة للتعبير عن أفكار ومشاعر داخلية باستخدام الألوان والأشكال أو لتوثيق اللحظات المهمة في حياتهم، أو التعبير عن قضايا اجتماعية أو فلسفي، وقد يحرص بعضهم أن يكون فنه مرآة تعكس الهوية الفردية والجماعية والثقافية لهم، وقد يرسم آخرون باعتباره وسيلة للتخفيف من ضغوط الحياة اليومية والتفريغ النفسي، أو لتنشيط العمليات العقلية والإبداعية، أو لإحداث شعور بالمتعة أو التأمل والاسترخاء.
أما عن المشاركة في المعارض المحلية والدولية فإن غرض الفنان مادي ومعنوي، فهو يطمح لتعريف الآخرين بثقافة بلده، ويطمح أن يصل فنه إلى كل مكان، وأن يجعل أحدهم يقف وينظر في لوحته متأملًا، يذكر لنا أحد رواد المعارض الدولية عبر الشبكة العنكبوتية، مؤسس مبادرة (Art for Cause) في الهند أستاذ فيصل متين، الذي عرضنا تجربته الرائدة على صفحات المجلة في نسختها الأولى، والذي استطاع مؤخرًا أن يعرض فن مجموعته من فناني العالم في إحدى صالات لندن بالتزامن مع معرضه في مدينة بوبال هندية والمعرض الرقمي الآخر على الشبكة العالمية، أن معارض مبادرته الوطنية الخلاّقة من الجائحة واستمراره في تنظيم معارضها الدولية هي مساهمة فردية جادة منه في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول، ودعم الفنانين الذين لا يمكنهم المشاركة الدولية، مع تعزيز رسالة السلام بين الدول في ظل التحديات السياسية، بالنسبة له تجربة رائعة والتعرف على أساليب فنية متنوعة.
“This exhibition brings the world’s art to a single platform. We did two OFFLINE shows simultaneously in Bhopal and London to make sure that more people are able to attend this. It benefits society as there is a cultural exchange, which leads to more art admirers and helps underprivileged artists to get a platform and showcase their art. This exhibition further is a way to spread peace between the countries who are having political issues. It was a great experience to witness art from all around the world and see how people are using their creativity.”
ختامًا: من وجهة نظري العالمية تتعدد معانيها، ولعل أدومها ما يترك أثرًا يعكس ذاتك، وثقافتك، بكل فكر وفن ونشر هادف، وما يتبع ذلك من مصالح ومنافع فهو فضل الله يؤتيه من يشاء، وتحية لكل فنان محترف وهاوٍ ومبتدئ ومستمتع ومسترشد وملهم، وكل عام والوطن والعالم بخير وسلام.
أعمال منشورات قسم الفنون البصرية (قسم الخط العربي) بمجلة فرقد، إضافة إلى أعمال فريق مبادرة فكر وفن ونشر ضمن محتويات مادة الجلسة الحوارية بمدينة واشنطن دسي:
المشاركة في معرض بوبال بالهند ومعرض لندن
تعليقات
إرسال تعليق