سيروتونين الأدب الإنجليزي
كتبت مؤلفة كتاب النظرية النقدية اليوم “Critical Theory Today: A User-Friendly Guide”
لويس تايسون “Lois Tyson” في الصفحة الأولى للطبعة الثانية عبارة:
“The more we experience in life, the more we are capable of experiencing in literature.”
يبحر القارئ في عمق تلك الجملة، ويقف متأملا في مدلولاتها، معترفاً بما وهبنا إياه الأدب من فنونه الكثيرة: شعر، نثر، رواية وقصة، مسرحًا وفيلمًا، أعمالا متنوعة في أطر خيالية أو واقعية، فكرية أو سياقية أو نقدية، قصص وتجارب وخبرات لا تقل أهمية عن ما نحصل عليه من الكتب العلمية والدراسات الميدانية، وأكثر من ذلك.
وهبنا الأدب وفنونه المتنوعة وصفات واقعية وقائية مبهرة بالأحلام والتخيلات، وصياغات جديدة للحياة، وكبسولات علاجية لجودتها. فكما تمدنا بعض الأفعال والمهارات ببعض من هرمونات السعادة والبهجة، لعل الأدب يمدنا بها جميعا.
نعم من لم يقرأ الأدب، أو لم يعرض فكره على بعض فنونه، ومن لم يسرح كثيرا على حواف أطروحاته وأبحاثه، تعد تجربته الحياتية غير مكتملة ينقصها بعض من التوازن؛ ليجد في فهم الأدب ورسائله الصريحة والمبطنة، ألوان وأنسجة الحياة التي تكسبه الكثير من التوازن والحكمة.
الأدب بوابة واسعة تدخلها للتعرف على طبيعة الإنسانية، وتعدد وجوه البشرية، يعبّر فيه الكاتب بدلالات وألفاظ لغوية في قوالب أدبية متعددة عن تجربة شعورية جالت بخاطره، أو استحوذت على تفكيره، أو شغلت حواسه، أو تجلت لروحه. بل إن الأدب هو السجل المكتوب الذي يجعلك تقف طويلا على حضارات أمم وأقوام سابقة، والأعظم من ذلك أنه ذلك الإلهام الروحي الصادق الذي تجلى في لحظات عزلة وتجرد بشري سامي.
إن الباحث أو القارئ للأدب وفنونه، والمعجب أو المتعمق كثيرا فيه يجد نفسه ممجدا ومحترما لإرث ذلك الأدب الخالد. الأدب الإنجليزي – علي سبيل المثال- قدّم للعالم أدبا مناضلا مقداما عاش قرونا، ولا زال يزدهر لما تضيفه له التجربة الإنسانية المتعددة من أعمال متميزة متجددة، يتنوع الأدب الإنجليزي بتنوع عصوره، وخلفيته التاريخية، يتباين في أنواعه ومدارسه واتجاهاته، بل وشعوبه وقضاياها المتعددة، فهو أدب نشأ وتطوّر وأزدهر بطريقة جمعية وتشاركية مذهلة، شارك في نجاحه وانتشاره أمم وحضارات وشعوب وأفراد ليسوا من أهله.
يندرج أسم الأدب الإنجليزي تحت أي عمل أدبي مكتوب باللغة الإنجليزية وفقا لعناصر كثيرة، منها عنصر الزمنكان مثلاً: الأدب القديم وأدب القرون الوسطى، وما بعد النهضة، والأدب الحديث وما بعد الحداثة… أو الأدب الإنجليزي الخاص بشعب إنجلترا، الأسكتلندي، والأيرلندي، والكاريبي، والاسترالي، والأمريكي ليشمل الهندي، والافريقي، والإسباني، والصيني، والياباني، والعربي.
في زاوية سيروتونين الأدب -بإذن الله -سنحلّق سويا على الأدب المكتوب باللغة الإنجليزية وليدا أو مهاجرا، راحلا أو مقاتلا…شعرا أو نثرا، دراسة أو نقدا… وقفات وتأملات أدبية في قوالب فنية وتاريخية…تجارب وخبرات ذاتية ممتعة في بحر عطاء الأدب الإنجليزي.
*كاتبة سعودية
حساب فيس بوك: Fatima Al-Sharif
المقالة منشورة في مجلة فرقد الإبداعية
تعليقات
إرسال تعليق