التعليم العام ما بين تشخيص الواقع ومؤشرات الاستعداد
في ظل تداعيات فيروس كورونا كوفيد 19، وآثاره على جميع الأصعدة والمجالات، والتي منها مجال التدريب والتعليم. تلك الآثار قصيرة وطويلة الأمد ليست دوما هي الأسوء، بل حتما هي الأنسب للتجريب والتطوير بطرق إبداعية، وهي الأشجع لتحويل
الأزمة إلى فرصة، والفرصة إلى خطة ورؤية تتكامل مع منظومة التحول الرقمي بكل سلاسة ويسر.
مابين آراء المحللين التربويين، وخبراء التعليم، ورؤى وخطط العالم المتقدم، التي تؤكد أننا في الهزة الأولى لتسوماني التعلم الرقمي.
ذلك الموج الكاسح، والزلزال الكاسر، الذي يتنبأ أن ٩٠٪ من الجامعات الاميركية ستلغي الكثير من مجتمعات التعليم الجامعي المباشر،
وتعتمد كليا على التعليم الرقمي، والنرويج التي قررت أنه خلال العامين القادمين سيكون متاحا لكل فردا في المعمورة أن يتلقى التعليم
عن البعد، وبدون رسوم، وغير ذلك من قرارات دولية متباينة تصنع فرص جادة لتطوير نماء المعرفة، وتثقيف الإنسان،
وصناعة المجتمعات التعليمية الافتراضية.
ما بين المستشارين المحليين، والقادة التربويين، الذين تتنوع آرائهم عن مؤشرات التعليم العام بالمملكة العربية السعودية بأن الدراسة
في الفصل الأول ستكون عن بعد لمدة شهرين. فيما تتباين إجراءات وزارة التعليم بين مواصلة إداراتها في استكمال أعمال الصيانة
للمباني المدرسية وتجهيزها، وترحيل أكثر من ١٣٨ مليون كتاب مدرسي لإدارات التعليم في المناطق استعدادا للعام الدراسي الجديد،
والأهم في هذا المرحلة تنظم ورشة تطوير الوثائق والأدلة التشغيلية والأدلة الإرشادية لنظام إدارة التعليم الإلكتروني؛ لاستقصاء
الآراء في تطوير العملية التعليمية التشريعية، والإطلاع على تجارب الدول الإلكترونية الناجحة، والتعليم عن بعد، وضبط معايير الجودة
للمقرر الإلكتروني، والتدريس الالكتروني، والفصول الإفتراضية.
ما بين مؤشرات الاستعداد، وتشخيص الواقع، والثقة بقرارات وزارة التعليم أجد أن النفس جدا مطمئنة حيال إجراءات الوزارة الحكيمة،
والتجهيز للعودة بحذر وسلامة، وجاهزية الاستعداد للتحول الرقمي، أود الإشارة إلى أمور هامة جدا يلزم الأخذ بها في عين الاعتبار عند
تطوير الوثائق والأدلة التشغيلية والأدلة الإرشادية لنظام إدارة التعليم الإلكتروني:
وضع خطة استباقية لردم الفجوات الناجمة بين أبعاد التعلم الجديدة على المستوى التعليمي، والتقني، والنفسي لكلا الأطراف المعنية في
العملية التعليمية (المعلم والطالب)، والتي بسهولة يمكن التنبؤ بها، ورصدها في ظل المعطيات الحديثة.
ضرورة وأهمية توظيف جميع تقنيات التعلم لجميع مستوياتها التربوية المجربة دوليا، والمتطورة وليدة الجائحة.
إمكانية الاستفادة من الوضع الحالي لتسريع رقمنة التعليم بما يتفق مع رؤية أغلب دول العالم المتقدم لوضع لبنة الأساس لرؤية ٢٠٧٠،
والتي يشير إليها الكثير من الكتًاب والمفكرين.
تصنيف الطلبة في تلقي التعليم وفق برامج متعددة ومتنوعة قابلة للدراسة والبحث والتجريب، وفق التالي:
١- طلبة التعليم المباشر وفق إجراءات السلامة المتبعة عالميا ومحليا لذوي الظروف الاقتصادية المنخفضة،
أو الأحوال الإجتماعية المعتلة، أو ذوي الاحتياجات الخاصة الاحتياجات الخاصة.
٢- طلبة التعليم عن بعد شريطة أن يكون مدعوما بتقنية الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية المساندة لفئة الموهوبين والمتفوقين.
٣- طلبة تعليم إلكتروني بنوعيه شبكي متمازج وشبكي مساند لعامة الطلبة في التعليم العام.
٤- طلبة النظاميين: المباشر والإلكتروني وفق آلية تبادلية توزيع الطلبة والأيام الدراسية
كاتبة ومدربة تربوية
فاطمة عوض الشريف
تعليقات
إرسال تعليق