مقتطفات ثرية وتساؤلات جوهرية عن التواصل

 


لوحتي


طرحت د. حصة العقيل موضوع بعنوان:

لماذا نتواصل مع الآخرين؟ 
أثبتت العديد من الدراسات ومنها دراسة مؤسسة كارنيجي للتكنولوجيا أن 15% من عوامل نجاح الأفراد يعود إلى التدريب التكنولوجي وإلى المهارة في الأداء الوظيفي، بينما 85% من النجاح يعود إلى عوامل الشخصية ، وإلى المقدرة على التعامل مع الآخرين بنجاح. أيضاً وجدت دراسة جامعة هارفارد أنه في مقابل كل شخص فقد وظيفة لفشله في أداء عمله، هناك شخصان تم فقدهما لوظائفهما بسبب فشلهما في التعامل مع الآخرين بطريقة فعالة..

ولإدراك أهمية لمعرفة أهمية الاتصال الفعال بالنسبة إلينا لعله من المهم أن نعطي إجابات دقيقة وواضحة  على الأسئلة التالية:
 * لماذا نتعامل مع الآخرين وما أهمية التواصل معهم بالنسبة لنا؟
*هل نحن فعلاً بحاجة للتعامل الناجح والتواصل الفعال والمثمر مع جميع الناس؟ 
*ما هي الأدوار التي نقوم بها في الحياة؟ وما هي أهمية كل شخص في محيطنا بالنسبة لنا؟ 

الإجابات الواضحة والمحددة على هذه الأسئلة قد تقودنا فعلاً إلى تحديد الهدف من التواصل والتعاملات اليومية مع كل فرد في محيطنا وإذا حددنا الهدف سيكون من السهل علينا توفير الوقت والمجهود وعدم إضاعته في تعاملات مرهقة لا تعود علينا بالفائدة 

حاورتها قائلة لها:
مقتطفات ثرية وتساؤلات جوهرية… 
لماذا نتواصل مع الآخرين ؟ وما الدور المطلوب في عملية التواصل ؟ وما أهمية ذلك كله…؟
 في الحقيقة ما من بحث ولا دراسة عن السعادة والحياة الطيبة إلا وللتواصل دور هام وضروري فيها… 
الإتصال والتواصل مفردتان لو وقف عليهما استاذ لغة لسمعنا العجب، ولو دّرب مدرب عليهما لرأينا الأعجب… 
وأعتقد أن التواصل أعمق في المعنى وآكد في العمليات المعرفية والحسية والذهنية …

وأن له درجات تبدأ بالتواصل الروحي مع الذات الإلهية والملأ الأعلى عبر التدبر والتأمل في أي الذكر الحكيم والصلاة والذكر … ثم التواصل الإيجابي مع الذات والرقي بها في درجات العلم والمعرفة والوعي… ثم التواصل الفعّال مع الآخر  بما يحقق التناغم والتفاعل المثمر… 

وأرقى حالات التواصل مما راق لي واقتنعت به كلاما ذكره البروفيسور عبدالله العبد القادر أطال الله عمره وبارك في علمه ما كان متصفا :

"بحالة من التواصل المستمر مع حقول المعلومات العليا التي تمثل الحكمة التراكمية المجتمعة، والوصول إلى حالة رنين يعني الوصول الى حل ناجح للمعضله المدروسه وهو أمر يتطلب بعض الوقت أي التفكير البطيء.‏"

وكذلك ما كان موسوما 
"بالذكاء القلبي المبني على الحدس ‏والقدره الفيزيائية على التواصل مع الآخرين تواصل موجي نابع من توقد قلب صاحبه ، ويشمل هذا الفراسة  أو قيافة البشر،  كما ويشمل قيافة الأثر ‏."

إنه تواصل مستمر ذي وعي كوني، قلبي المنشأ، متناغم داخليا وخارجيا، ذي حكمة وذكاء، على بصيرة ذهنية وإلهام قلبي وتجلي روحي ذي كشوف وتجليات تستدعي دوما التزكية والتحلية…

واعتقد في عالم الماديات أن من يجيد مهارة التواصل البصري، ويمتلك أساليب التفكير البصري وتقنياته فهذا أكثر براعة في الانطلاق والتأثير والانتشار ، فالصورة واللوحة المبدعة أصبحت من أهم أدوات التواصل بين البشر.

وأعذب حالات التواصل عندما نسترسل في الحديث والحوار مع من يناسبنا روحا وفكرا وشعورا … 

وأشدها ألما على النفس حينما  ينقطع التواصل و يبدأ الابتعاد بين أرواح تألفت يوما، و يتعذر اللقاء في زمن التلاشي، عندها يتوقف البوح و تنتحر الكلمات قبل الوصول الى المخارج، و تموت العبارات عند مغادرة عالم الكلام…
نتسأل هل معنى هذا أن الألم توقف و الأنين انتهى و الجرح تداوى … أم هلا  رضينا بالتسكين خلاصا و بالصمت ملاذا هنا فقط علينا بالتغافل و التجاهل  و التناسي و التباطؤ حتى يموت كل شي و يتلاشي ذلك الواقع الذي كان يوما حلما جميلا و أملا مستحيلا … هنا تتضاعف الدعوات و تتزايد الابتهالات بأن يهبنا الله قلوبا غنية بحب الباري أنسة بذكره متصلة بملكه وملكوته سبحانه…

ختاما لكم أيها الأعزاء مواصلة الحوار عن التواصل الإنساني عبر تساؤلات دكتورة حصة...أو من خلال ما أحدثه الحوار لديكم من تجليات تخصكم، أو أفكار وقراءات ممتعة وقفتم عليها في الموضوع نفسه، أو من خلال لوحتي التي في صدر المقال...
مع كل التحايا لتفاعلكم وجميل مشاركاتكم...

أيامكم صلة فكرية وتواصل روحي على سبل الخير…
فاطمة الشريف كاتبة وتشكيلية ..

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ