اليوم الوطني 95.. عزّ وطن وعزّ طبع

225
3فاطمة الشريف
سـلامٌ وتقديم التحيــة واجـبٌ علـى الملأ الأزكى الـذين أخـاطب
علـى من إذا داعي المتابِ دَعَابِهِم فكلُّهــــم داعٍ إليـــه وتـــائب
رعـى اللـه هذا الجمع سرًّا وجهرةً ففيـه المعـالي كلُّهـا والمنـاقب
أبو زيد الفازازي
تُعد التحية في الثقافة العربية والإسلامية قيمةً راسخة عبّر عنها ملوك السعودية بلغة جسدية ترتكز في الغالب على التلويح، الذي يبدأ باقتراب اليد من منطقة الصدر وصولًا إلى الرأس وأعلاه، في رمزيةٍ بين الهيبة والوقار من جهة، والتواضع والانفتاح والقبول للآخر من جهة أخرى.
إنَّ النظر وتتبع أحوال وصور من نحب هو تعبير عن الحب والوفاء، فكيف إذا كان الحديث عن سيرة ملوك وحكّام هذه الدولة العظيمة؟ إن تصفح صورهم لا يعدّ مجرد مشاهدة رقمية عابرة، بل هو تعزيز لمعاني الولاء والانتماء والامتنان.
إن قراءة سيرة ملوكنا وتصفح صورهم رحلة بصرية وجدانية تنبض بالحب والانتماء، فكل لقطة لتلك الصور تحمل بين ثناياها ملامح الثبات وهيبة الحضور وجميل الذكريات وعظيم العطاء، حيث تتجلّى لغة الجسد الصامتة بوصفها تعبيرًا بليغًا عن القيم والمكانة والسياسة. ومن خلال هذه الإيماءات الموحية نقرأ تاريخًا يتشكّل، وصورة وطن تتطور جيلاً بعد جيل، علمًا بإن صور المقال المنتقاة من الفضاء الرقمي، وتحليل التحية وإيماءات التلويح لم تعتمد على دراسة علمية دقيقة، إنما باعتبارها حركة جسدية تمت قراءتها في ثنايا عبارات ولحظات الاحتفاء، وبما خالطها من مشاعر ولاء وانتماء لحكام وولاة أمرنا حفظهم الله.
تجلّت معظم صور تلك اللغة الجسدية في التحية مقرونة بالحضور والقيادة والهيبة والتواضع سمة خاصة بكل ملك. فقد ارتبطت تحية الملك المؤسس عبدالعزيز بالصرامة والحضور الجسدي المهيب، مقرونة بالثبات والحزم؛ لترسيخ صورة القائد الموحد. أما الملك سعود فاتسمت تحيته بالرزانة والوقار، مفعمة بالترحيب والاحترام. وتميّزت تحية الملك فيصل بالهيبة والثبات وجدية النظرة. بينما جمعت تحية الملك فهد بين الهيبة والتواصل المرن المقترن بالتبسم والثقة. فيما تعد تحية الملك خالد دالة على روح القيادة والود والصدق، وجاء الملك عبدالله ببصمته الفريدة في رفع اليد بالقرب من الرأس مع ابتسامة ودودة، فارتبطت تحيته بخصلتي البساطة والتواضع. ومع تحية الملك سلمان ارتسمت ملامح الحزم والعزم في التلويح المشرئب عاليًا باتساع مع نظرات دافئة، فيما يمزج ولي العهد محمد بن سلمان بين الثقة والانفتاح بلغة جسد ديناميكية؛ وخطوات واثقة، وابتسامات عفوية، وحركات يد معبّرة تعكس الود والحيوية أسرت العالم، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وقلدتها الشعوب، وأشاد بها العرب والعجم.
فالتحية عبر التلويح رمز إعلامي حاضر في لغة الجسد لدى ملوك السعودية، فهي لهم بمثابة “بصمات جسدية” ذات تاريخ راسخ، وحس قيادي فذ، تعزز الهيبة الفطرية والقبول الشعبي التي هي هبة ربانية يعطيها سبحانه من أحب بإذنه وفضله وكرمه، وتحمل رسائل سلام وأمان وقوة.
وأحسن أبو هلال العسكري حين قال:
إيماءة ملك أو ابتسامة منه عابرة قد تختصر تاريخًا كاملاً من القيادة، وتبقى رمزًا خالدًا في ذاكرة الشعوب، وتحكي قصة إنسان في دثار ملك، إنه عزّ وطن، وعزّ طبع تجمعنا تحت راية التوحيد والمجد.
*Fifty years of research on leader communication: What we know and where we go by Evita H. Liu, Cassandra R. Chambers, Celia Moore