معرض متشابهات للفنان التشكيلي عبدالله إدريس نهاية مبهجة في ٢٠٢٠

 



معرض متشابهات للفنان التشكيلي عبدالله إدريس نهاية مبهجة في ٢٠٢٠ 


فاطمة الشريف (من منشورات مجلة فرقد النسخة الأولي)


معرض متشابهات الذي افتتح في ديسمبر الجاري، ومُددت فترة زيارة المعرض ليستقبل زواره حتى يناير ٢٠٢١، مع عرض لأعمال أخرى لذات الفنان

القدير، المقام في جاليري زوايا في مدينة جدة. معرض متشابهات معرض تشكيلي يحمل في جنباته لوحات تراصت بحرفية وإبداعية في التنظيم والتوزيع والإخراج،

معرض تكاملت فيه عناصر التميز. إن أردت التقنية والفيلم الرقمي فذلك أول ما يستقبلك في صالة المعرض... وإن أردت بوح الفنان فذلك

منثور في وثيقة المعرض... وإن أردت لوحات تفصيلية للخامة والعنصر سهلة الحمل لك ذلك، وإن أردت لوحة للعرض أو الاقتناء أو

الدراسة وجدت، وإن تاقت نفسك في الحديث مع صانع هذا الجمال تجده بين لوحاته تارة، أو جالسا على أريكته يحتسي كوب قهوة الإنجاز

تارة، أويقف معك ومع زواره بكل تواضع وهدوء في الحديث عن تجربته الفنية. معرض متفرد بما يحمله من متشابهات في الموضوع

والتكوين والخامات تماما وكآنك في مختبر فني صُمّم بعناية وإبداعية فائقة. 


معرض متشابهات أفق مشبع بألوان الشروق وقُل الغروب وظلال مدارات النجوم، يعكس قصص وأساطير، ذكريات وأحاديث، للفرح والمرح تارة،

وللفقد والوجد تارة، فضاء يحمل شخوص وطقوس متشابهة في مدار فنان متفرد لا يشبه أحد ولا أحد يشبهه،  يأخذك في مشهد بانورامي

متسع نحو رحلة تاريخية عبر نقوش ورموز في أحافير الماضي العريق، تنظر إلى اللوحة عبر جهازك اللوحي تستفزك  بل تتحداك

أن تدرك عمق طبقاتها اللونية وبساطة نقوشها الأثرية، لتقرر بكل إصرار وعزيمة الوقوف شخصيا على هذا الجمال والأصالة في المنتج

التشكيلي... 




أن يستلهم الفنان من الآثار التاريخية والأحافير الصخرية الضاربة في القدم منذ مئات السنين ويجسدها أمامك بألوان مفعمة بالحياة والبهجة

سابقة تفرد به الفنان السعودي المبدع الأستاذ عبدالله أدريس في معارضه الشخصية عبر مسيرته الفنية المكتظة بالإنجازات التشكيلية

الضخمة التي تستحق محلل فني وناقد تشكيلي وكاتب مبدع لتوثيق هذه التجربة المتفردة في تقنية اللون والخامة والتكوين...

تجربة تستحق التوثيق والترجمة لها والتباهي بها...


معرض متشابهات يحمل في زواياه ذكريات ومشاهد مختزلة، خبرات فنية إبداعية، و تجارب لونية لا مثيل لها، تأخذك بالتدرج من أول لوحة ورقية

(وثيقة المعرض)، إلى أخر لوحة خشبية والتي هي بمثابة الخارطة الرمزية و(المفتاح الرمزي ) لمحتويات المعرض،

تبدأ اللوحات بمسارين أنت وما تختار. أن بدأت باليمين وبمسار اللوحات أحادية البعد المسطحة لوناً وخطاً تُبهرأمام تناسق الألوان وخفتها

وانسيابها في رسم نقوشها التاريخية، ثم تظهر اللوحات ثنائية البعد المنفذة بتقنية الكولاج، قصاصاته من تنفيذ الفنان نفسه،

لتصل في نهاية المسار إلى اللوحة النيجاتيف الزاهية والمشرقة بألوان الحياة. وإن أنت أخترت المسار الأيسر والذي هو الأصعب

في التحليل والفك للرموز والخامة والمبهر في التكوين والتجميع فأنت حقا تقف أمام لوحات ذات أبعاد متعددة تعكس أحافير الماضي السحيق

على أرضية صلبة وتحت إضاءة وتبريد وكوب من القهوة... أما إذا أنت أخترت المسار الأوسط فأنت قررت أن تضيع بإرادتك في

كهف تاريخي تمتزج ألوانه الزرقاء الحالمة مع الحمراء المشعة بتدرجاتها المبهجة...لتعيد الحياة في ذلك التاريخ القديم، وتمتّعك بأساطير

الماضي التليد. معرض يبتهج فيه الصغير والكبير، المثقف والعامي، هو معرض البهجة والإحتفاء بالحاضر والماضي.


 تتأمل كل لوحة لتجد أن من صنعها فنان يعشقها ويدللها، كل لوحة لها توقيع لونه يتناسب مع ألوان اللوحة وهذه سابقة أعتقد تفرد بها أدريس

... إن عشقه للنقوش وتمكنه منها جعل لتوقيع اللوحة إحتفائية خاصة بها ...


اختم القول الموجز عن معرض ممتع ملهم معلم بما سطره الاستاذ إبراهيم ربيدي عن معرض متشابهات في منشور على صفحة

الفنان عبدالله إدريس الثرية في الفيس بوك:


" 2020  ونهاية سعيدة

 رغم ماحملته  من مأسي ألا إن كانت أجمل نهاية عام.  جعلها الفنان التشكيلي سعيدة  بمعرض ضم في جنباتة الفن والابداع والتميز والفكر

الفني والثقافي باعمال اطّرها بإطار إبداع في توزيع الجمال والتكنيك اللوني والموتيفات واستخدام خامات ربط بينهم فنيا وفكريا؛ لتكتمل

اللوحة  وتنضج  من حيث المضمون والرسالة والمحتوى الفني  للوحات وأعمال وضع الفنان تجاربة الفنية على مدار أربعة عقود ونيفا؛

  لتحكي تلك الأعمال قصة أخرى عن الفن تفرد بها الفنان  بمعرض متشابهات. رغم انه وفي نفس الشهر قدّم معرض بمدينة الرياض

بمعرض نايلا تميز فيه وانفرد . فهنا يكمن الإبداع أن تقدم أعمال تختلف في الطرح وأن يكون لك منجز متميز  مختلف . يكون له تأثير على المتلقي

بشكل إيجابي يغير مفاهيم مجتمعية وثقافية تبقى على مر الايام  كمنجزات جمالية تبهر الجميع."


بالفعل أتفق مع ما ذكره الفنان إبراهيم " ٢٠٢٠ نهاية سعيدة" بزيارة معرض عبدالله أدريس. بل أن زيارة المعرض الذي يعد جانب

بسيط لرصد بقعة ضوء صغيرة في عالم فنان كبيرلا تكفيه مقال للحديث عنه وعن إنجازته التشكيلية... زيارة المعرض هي منجز حقيقي

لكل من نال شرف الوقوف على لوحاته، ورسالة تحمل في ثناياها الكثير من الدروس والتجارب على الصعيد التشكيلي والإنساني بل

والشخصي.


من زوايا أكاديمية ومدرسة عبدالله أدريس التشكيلية بعدستي، واسماء اقترحتها للوحات الفنان إعجاباً  وتقميشاً للجمال الذي أحدثه

المعرض في مخيلتي...







لوحة وثيقة المعرض: بوح الكاتب والإعلامي الأسبق والفنان المبدع ونثره بقلمه





عبدالله أدريس أمام أحد أساطيره التاريخية ( لوحة أسطورة  متشابهات)





ثلاث لوحات من الجانب الأيمن:






لوحة "انبعاثات خالدة" من الجانب الأييسر







توقيعات عبدالله أدريس للوحاته المدللة


لوحة خارطة المعرض والمفتاح 



لوحات"رماد التاريخ الحجري" تفصيلية لتجارب إبداعية









لوحة النيجاتيف الزاهية



لوحة متشابهات من أشباه وأحافير بروح ٢٠٢٠ لا يفهم رسالتها إلا عبدالله أدريس









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ