الأحد، 29 ديسمبر 2024

الروح والقوة: معرض الفن الحديث في المتحف الوطني للفنون



Spirit & Strength: Modern Art from Haiti

تقع هايتي في منطقة البحر الكاريبي، التي كانت تعتبر أغنى مستعمرة فرنسية في القرن الثامن عشر، تُعرف باسم "لؤلؤة جزر الأنتيل"، تحررت من الاستعمار الفرنسي في عام 1804، لذلك تعد أول جمهورية سوداء وثاني دولة مستقلة في نصف الكرة الغربي، سجلّت تاريخ من صمود وكرامة، سعى الهايتيون إلى بناء اقتصادهم الخاص وإنشاء ديمقراطيتهم بينما حافظوا على تقاليدهم.

 مثل نظرائها في العالم، يتمتع الفن الحديث الهايتي بتاريخ غني ومتعدد الأوجه.

يقدم معرض “الروح والقوة” لوحات ومنسوجات وأعمال فنية على الورق لأهم الفنانين في هايتي. حيث تعود جذور الحداثة الفنية في هايتي إلى حركة “الإنديجينية” في عشرينيات القرن العشرين، حيث اجتمع الفنانون والكتّاب لتشكيل هوية وطنية مستوحاة من الفولكلور والثقافة الشعبية. على مدى العقود التالية، دعمت مؤسسات فنية مثل “مركز الفن” (الذي أُنشئ في عام 1944) أعمال عدد لا يحصى من الفنانين، والعديد منهم مشمولون في هذا المعرض، بدلاً من تشكيل حركة موحدة جديدة، طور هؤلاء الفنانون أساليبهم الخاصة بناءً على اهتماماتهم الشخصية ورؤاهم للعالم وأدوارهم الاجتماعية ومواقعهم الجغرافية.

ينتقل معرض “الروح والقوة” من العالم الأرضي إلى المجال الروحي. تتنوع الأعمال بين مشاهد من الحياة اليومية، وأحداث تاريخية، ومناظر طبيعية، وشخصيات سياسية، يليها تصوير للأرواح الفودوية /lwa والقصص التوراتية. يختتم المعرض بأعمال لفنانين أمريكيين من أصل إفريقي زاروا هايتي بين ثلاثينيات وثمانينيات القرن العشرين. تعكس هذه الأعمال أهمية تاريخ وثقافة هايتي في الشتات الإفريقي الأوسع. يبرز هذا الإنتاج الفني الواسع النطاق على مدى القرن الماضي الروح المذهلة والقوة الدائمة للفن الهايتي.

يعكس الفن الحديث الهايتي مزيجًا فريدًا من رموز الفودو والمسيحية، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين هاتين الديانتين في المجتمع الهايتي. فقد أخفى ممارسو الفودو المستعبدون طقوسهم وآلهتهم المحظورة تحت غطاء الإيمان الكاثوليكي. واليوم، يمارس العديد من الهايتيين كلا الديانتين بشكل متزامن.

المعرض يثير العديد من التساؤلات والتي من أهمها كيف يعكس الفن الروحانيات الهايتيه، وهل بالفعل ذلك التداخل يحقق السلام الداخلي لدى الفنان بعقيدة الفودو وشريعة المسيحية؟

المعرض بعدستي والتغطية مما صاحب المعرض من توثيق ...

28/ December / 2024

   (a woman Vodou priest) Andre Pierre






أعمار اللوحات من 1944 إلى 1975











exhibitions/2025/

الخميس، 26 ديسمبر 2024

صور من الإنتماء : معرض فنانات إمريكيات من أصول يابانية

 



المعرض الفني: احتفاء بالتاريخ والإبداع

يُعد هذا المعرض تكريمًا للإرث الثقافي والإبداعي للفنانات اليابانيات الأمريكيات، اللاتي تحدن الظروف الصعبة؛ ليقدمن للعالم أعمالًا فنية خالدة. تحقق هذا المعرض بفضل الدعم السخي من مؤسسة تيرا للفنون الأمريكية، والمؤسسة الوطنية للفنون، وبدعم إضافي من ديبرا وونغ يانغ وجون سبيغل ومؤسسة إي. رودز وليونا بي. كاربنتر ومؤسسة هنري وتوموي تاكاهاشي الخيرية. كما ساهمت لجنة الصداقة اليابانية الأمريكية ومبادرة تاريخ المرأة الأمريكية التابعة لسميثسونيان في تمويل هذا المشروع الثقافي المميز.

من التحدي إلى التألق

عاشت كل من الفنانات

هيزاكو هيبي (Hisako Hibi )

مينه أوكوبو(Mine Okubo)

ميكي هاياكاوا (Miki Hayakawa )

مراحل استثنائية في حياتهم الفنية، متأثرين بواقع اعتقالهم القسري خلال الحرب العالمية الثانية بموجب القرار التنفيذي 9066، يعد القرار التنفيذي 9066: جرح في التاريخ الأمريكي، حيث صدر القرار في فبراير 1942، بعد هجوم بيرل هاربر، ليُجبر أكثر من 110,000 أمريكي ياباني على مغادرة منازلهم ونقلهم إلى “مراكز إعادة التوطين” الداخلية. اعتُبر هذا القرار لاحقًا نتيجة للتعصب العرقي والهوس الحربي، وليس ضرورة عسكرية، ورغم قسوة الظروف، تمكنت تلك الفنانات من تحويل تجاربهم إلى مصدر إلهام، واستطاعوا تقديم رؤى فنية جديدة تجمع بين الواقعية والتجريد والرمزية.

هيزاكو هيبي (Hisako Hibi ) التي انتقلت إلى نيويورك بعد الحرب، واصلت رحلتها الفنية رغم التحديات المعيشية. أصبحت أعمالها أكثر ألوانًا وتجريدية، وسعت من خلالها إلى تجاوز الحياة اليومية واكتشاف العوالم اللامحدودة للفن.

أما مينه أوكوبو(Mine Okubo) فقد عادت إلى الواجهة الفنية في الستينيات من خلال سلسلة أعمالها “اللوحات السعيدة”، التي ركزت على فرحة الطفولة والبساطة.

في حين واصلت ميكي هاياكاوا (Miki Hayakawa ) التي استقرت في سانتا في، نيومكسيكو، تقديم لوحات بورتريه بأسلوب مميز يدمج بين التفاصيل الواقعية واللمسات الخيالية.

الاعتراف والتكريم

تمتعت هؤلاء الفنانات بتقدير واسع مع تقدمهم في حياتهم المهنية. قدمت هيبي أول معرض فردي لها في عام 1970، وتبعه معرض استعادي في عام 1977، وحصلت على تكريم من الكونغرس الأمريكي في عام 1985. أما أوكوبو، فقد كرمت بجائزة الكتاب الأمريكي في عام 1984 عن كتابها الأيقوني Citizen 13660، إلى جانب العديد من الجوائز الأخرى التي أكدت دورها كفنانة ومدافعة عن الحقوق الإنسانية.

لوحات المعرض تتحدث عن الواقع، وتمثل أعمال هؤلاء الفنانات شهادة حية على معاناتهم وتجاربهم.

رغم المعاناة، استطاعت تلك الفنانات تحويل مآسيهم إلى قوة إبداعية تُلهم الأجيال القادمة. يعكس هذا المعرض قصصهم، ليس فقط كفنانين، ولكن كرموز للصمود والابتكار في وجه التحديات.

المعرض بعدستي والتغطية مما صاحب المعرض من توثيق ...

26/ December / 2024

أعمال الفنانة: مينه أوكوبو(Mine Okubo)















(Hisako Hibi ) أعمال الفنانة هيزاكو هيبي









ميكي هاياكاوا (Miki Hayakawa )  أعمال الفنانة




















الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024

كلمتي في برنامج فينا ملهماً


 

 لقد شرفت بدعوة  من مديرة مدارس الجيل الاستاذة شريفة الغامدي حفظها الباري للمشاركة 

في فعاليات برنامج فينا ملهما  ضمن فعاليات جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار آل سعود للتميز  التعليمي في محور 

  كن ملهماً  

.باستضافتي كشخصية فائزة بجائزة تربوية من الإدارة العامة للتعليم بالطائف

 سعدت بالدعوة والحديث في محور"كن ملهماً" عبر تجربتي الشخصية مع الجوائز التعليمية. 

    للتذكير أن الجوائز وحدها ليست مقياسًا للنجاح، وإنما هي إحدى مؤشرات التميز في منظومة النجاح العظيمة، تلك المنظومة التي جميعا يدرك ركائزها، وأركانه. من وجهة نظري الجائزة الحقيقية هي تلك التي  ترتبط بمستوى عالي من الرضا الشخصي، والقدرة على إلهام الآخرين، وتحقيق أهداف مشتركة، والتغلب على التحديات التي تتيح أعلى فرص للإيجابية والبهجة، وإحداث تغيير إيجابي على الصعيد الشخصي والجماعي والمجتمعي، فإذا وجدت هذه المعايير فمرحبا بالجوائز؛ لذا علينا أن ندرك أن قيمة الجائزة والحوافز الأخرى أن جهدك مقدر، وابداعك مثمن، وهي بمثابة اعتراف مجتمعي أن إسهامك في مجال ما ملوحظ وذو قيمة، وتستحق عليه تلك المكافأة، التي هي جانب مضئ من رحلة الإنجازات متعددة الجوانب.

بالنسبة لي شخصيا الجوائز لدي ليس دائما فردية بل يمكن أن تكون جماعية، بمعنى أن تنالها مجموعات العمل التي تعمل بقيادتي الحوافز ذاتها، ويرصد الفريق الجائزة باسمه أو باسم إحدى العضوات، حتى يصبح الفريق  الوسيلة الخلاّقة التي تمكّن في إظهار قدراتي وصقل قدرات الآخرين إيضاً، مما يفتح الأبواب لفرص جديدة لي ولكل عضوة في الفريق الذي معي. 

تتجلى لدي الجوائز الفردية دوما في نظري عبر مخرجات فكرية تعني الكثير لي مثل: اجتياز برنامج تدريبي ومن ثم التدريب له ونشر فائدته، وفي سياق التدريب قد كان كتاب مائة لعبة ومهارة في تنمية تفكير صغارنا أعظم جائزة حققتها بعد التدريب مدة سنتين في الميدان التربوي على مهارات التفكير، كذلك الحصول على درجة علمية، أو إخراج مادة علمية تحمل فكرا وقيمة وتجربة إنسانية، فلا تقتصر الجوائز فقط على قائمة لحصر ورصد ما حصدناه عبر السنين، الجوائز الفردية ذات القيمة هي تلك التي تقدر المخرج الفكري أو التعليمي لدى الفرد، وتقيس مدى الفائدة منه، لذلك تحقق معايير الجوائز الفردية لدي دون الحصول عليها لعلمي المسبق بالجهد المبذول في توثيق ورصد حركة الفرد نحو المنجزات قد يكون هو العائق لدي ولدى الكثيرون. لذلك من يجد في نفسه الهمة لذلك فلا يتوقف. 

فكان الإلهام هو شرارة الداخلية التي تقودني وتقود الفريق نحو الإبداع والتفكير خارج المألوف، والقوة التي تحرك الروح فينا جمعيا، وتفتح الأبواب أمام رؤى وأفكار جديدة تساعد أعضاء الفريق الذي نلت شرف قيادته نحو التألق والتميز، فكان لا محالة أن نكون سواء في الانتفاع من تلك الشرارة التي تتولد في كل عضو في الفريق.


عبر تجربتي الشخصية، ومن منبر التدريب التربوي، ومن حروف القيادة الملهمة أهمس في أذن كل تربوية جعلت التعليم بصمة قبل مهنة لها؛ أن تدرك أن الجائزة الحقيقية هي تلك التي تهدي النور في الطريق، وتهب الضياء في الفكر، وتبعث الأمل في الشعور، لنتعلم من خلالها أسلوبا جديداً ماتعاً في الحياة، ونكتسب ممارسة خلاّقة تسّهل الوصول إلى التميز والنجاح، و تبني جسورا من التواصل البنّاء مع بيئتنا المحيطة، وتعزز قيّم وأخلاق تجعل من حولنا يتعاون ويعمل بروح الفريق...كما أن الفريق الناجح من يدفع بأعضائه إلي التميز، ويحتفي بالاختلاف ويشجع الائتلاف، ويأخذ بيد من يطمح إلي جائزة فردية كانت أم جماعية، فالكل يعمل تحت شعار:


 أنا... وها نحن ذا... نحو فريق متميز


من الجوائز التي حصدتها بالمشاركة مع فرق بقيادتي: حصولي مدراسي على المركز الأول في حصد أكثر جوائز مسابقة من الإيداع إلى الإبداع لفعاليات الأنشطة غير الصفية، والحصول على المركز الثاني في برنامج نحو بيئة أفضل، والمركز الثالث في مسابقة البحوث العلمية لبرنامج جلوب، والمركز الأول في مسابقة برنامج جلوب الفنية، والعديد من الحوافز والشهادات التقديرية، في كل تلك الجوائز كنت طرفا مسانداً ملهماً محفزاً مشرفاً متابعاً، كنت أشرف وأشجع وألهم المعلمات والطالبات، كان فوز الطالبة هو فوز وتكريم خلاّق للمعلمة وللمشرفة على حد السواء، بل كنا جميعاً ندرك ذلك ونلاحظه، وحتى بعد التقاعد تعد الأنشطة التي أشارك فيها جماعية، فقد أسست قسم الفنون البصرية بمجلة فرقد الإبداعية بفريق من محررات شابات شغوفات كنا ولازلنا نكتب وننشر لرسالة الفن الخالدة، وقدمت مبادرتين: مبادرة فكر وفن ونشر للتأليف الجماعي في جماعة فرقد الإبداعية بالنادي الأدبي بالطائف، ومبادرة ورش فن الكومكس للتدريب على فن وأدبيات الكومكس بجمعية الثقافة والفنون، ونجاح تلك المبادرات وتحقيقها معايير الوصول والتألق بفضل من الله أولا ثم العمل بروح وأخلاقيات الفريق مني كقائدة ومن عضوات الفريق الرائعات...


ولنتذكر جميعاً أن الفوز الجماعي المنبثق من العمل التعاوني المنظم هو الأمتع والأسهل والأكثر فائدة، يختصر الطريق، ويفتح الباب نحو فرص جديدة، فالعمل الجماعي أحد سمات الإبداع، وأهم مهارة في مصفوفة مهارات القرن الواحد والعشرين، بل من الصفات الإيجابية الذاتية؛ به تتحقق زمرة من المهارات، وتتعزز مجموعة من القيّم، لقد كان العمل والفوز الجماعي هو الحقل التدريبي والتعليمي الراقي لي، و المحفز على التنقل في سلم القيادة بكل أريحية ومتعة وتنوع من إدراة إلى تفويض ثم تمكين ثم تحويل إيجابي ووصولا إلى الإلهام والتنوير المنظم للذات والآخرين.   


بقلمي يوم ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤/ واشنطن دي سي 





ختاما يسعدني التفاعل مع المقال وتدوين عباراتكم واستفساراتكم في صندوق الردود أسفل المقال.



  

الأربعاء، 4 ديسمبر 2024

خطوات عملية لمسامحة من جرحك





 العلاقات البشرية تحتاج إلى الوعي والجهد المستمر. 

من خلال تقبّل حقيقة النقصان في العلاقات والعمل على تطوير ذواتنا، يمكننا بناء علاقات ناجحة ومتوازنة تضيف لحياتنا عمقًا وسعادة. تذكّروا دائمًا أن النجاح في العلاقات يبدأ من الداخل، من حب الذات وتقديرها.

خطوات عملية لمسامحة من جرحك

وكذلك جادة لتعزيز العلاقات الهامة في حياتنا

  1. التأمل وتطهير المشاعر: خصص وقتًا للتأمل وممارسة الامتنان. استخدموا عبارات مثل: "آسف، سامحني، أحبك، شكرًا لك" لتنظيف مشاعركم من السلبيات.
  2. التخلص من التعلق: تخلصوا من التعلقات العاطفية أو الفكرية بكتابة مشاعرك السلبية ثم تمزيق الورقة، مما يساعدكم على التحرر والبدء من جديد، عن تجربتي الشخصية أن أفضل كتابة رسالة لطيفة لذاتي تعاكس تلك المشاعر الإيجابية؛ فأجدني أرتقي بعاطفتي 
  3. الاستغفار والتسامح  مع ذواتكم: كرروا  كلمات التسامح والاستغفار باستمرار لتنقية النفس من شوائب الماضي والألم والجرح، بل انطقوها واسمعوها بأذآنكم.
  4. ممارسة التقبل والتسامح تجاه الأشخاص أو المواقف التي تثقل حياتك، تقبلوا فكرة إبعادهم لإسعادهم؛ وأطلقوهم برفق،أي أخرجوهم من دائرة اهتمامكم برفق.


على عتبة مغادرة 2024 : من أسرار العلاقات الناجحة




يقال ليس للكمالِ وجود في العلاقات؛ فالنظرة المثالية الحالمة هي السبب في الخيبات وتجرّع الحسرات، طبيعة العلاقات البشرية أن تكتنفها انفعالات، مما قد ينتج عنها انفعالات أو خصومات،ثم يكون الناتج: إما استمرار 

أو فراق. متى ما آمنت بهذا ؛ توسعت مداركك، وتغيّرت نظرتك، واختلف تعاملك مع مَن حولك، ويلح دوماً تساؤل:

الكمال في العلاقات: حقيقة أم سراب؟

 ولعل السؤال الأصوب ما أسرار العلاقة الناجحة؟

 وما سمعته من دعاة الوعي وأعجبني منه الآتي، وطبقته ونجح معي: 

1. الاهتمام بالطفل الداخلي

الطفل الداخلي هو جزء مهم من النفس البشرية. عندما نعتني به ونوفر له الحب والوعي والفهم، نصبح أكثر قدرة على بناء علاقات متوازنة. الأشخاص الناجحون في علاقاتهم يديرون طفلهم الداخلي بوعي، مما يمنحهم شعورًا بالاكتفاء الذاتي والاستقلالية.

2. وعي العاطفة

العاطفة ليست مجرد شعور عابر، وهي أنواع ودرجات.  

فمثلاً الحب حالة من التخلي عن التعلّقات وإدراك أعمق لمعناه الحقيقي، عندما نفهم الحب بوعي، نكون أكثر تقبّلًا لنتائجه، سواء كانت استمرارًا أو انتهاءً.

3. تقبل النهايات

النهايات ليست بالضرورة فشلًا. التخلص من التعلق بالأشخاص أو المواقف يفتح المجال أمامنا لتقدير الذات والوصول إلى السلام الداخلي.

4. بناء كيان مستقل

النجاح في العلاقات يتطلب أن تكون ممتلئًا بالسلام والهدوء الداخلي، مع شعور بالأمان والاستغناء عن الآخرين. عندما تعزز قيمتك الذاتية، فإنك تجذب الأشخاص الذين يقدّرونك بصدق.

5. تنمية الذات

العمل على تطوير المهارات والمواهب يُسهم في بناء علاقات ناجحة. دلّل جسدك، استثمر وقتك في أنشطة مفيدة، وانشغل بتطوير ذاتك لتحقيق التوازن النفسي.

6. معالجة جذور المشكلات

غالبًا ما تعكس مشكلاتنا في العلاقات جراحًا قديمة من الطفولة. من خلال التصالح مع طفلك الداخلي، يمكنك تصحيح تلك الأخطاء والتعامل مع الحاضر بطريقة صحية.

7. فهم الانعكاسات

ما نراه في الآخرين كثيرا ما يكون هو انعكاسا لما في داخلنا. ظهور بعض أشخاص في حياتنا قد يعكس احتياجاتنا أو مخاوفنا الدفينة. استغلوا هذا الإدراك لفهم ذواتكم وتحقيق التغيير الإيجابي.

8. الحديث الداخلي الإيجابي

حديثنا مع أنفسنا يجب أن يكون داعمًا وإيجابيًا، قائمًا على حب الله، وتقدير الذات، واحترام الآخرين.

9. التفاعل الحكيم مع الأزمات

عندما تواجكم عواصف الحياة، التحلّي بالهدوء والسكينة يساعد على التعامل مع المواقف الصعبة بوعي وحكمة.

10. الامتنان

الامتنان لله على ما لدينا وما لم نحصل عليه بعد، يعزز الشعور بالرضا ويفتح أبواب الخير والوفرة في حياتنا.

وتذكروا 

أن منح الآخرين الحرية في التعبير عن مشاعرهم وممارسة أفعالهم، وإعطائهم فرصة للتعبير عن ما في خواطرهم، والتحاور والتواصل البنّاء، واحترام كل ذلك، يعزز العلاقات الصحية...

 فقط جدّدوا النوايا الصالحة وساعد الآخرين على التعبير عن ذواتهم،

 وتحقيق أهدافهم.


الأحد، 1 ديسمبر 2024

2024-2025: حوار بين زهرة هيدرانجيا وزهرة فربينيا







تعد العلاقات الإنسانية من أعقد الأنظمة البشرية تواجدا وتفاعلا، والسبب ببساطة أن الكثيرين لا يدركون طبيعة تلك العلاقات التي تقوم في الغالب على تصنيف المشاعر الإنسانية بدقة ... فيحدث الخلط في فهم المشاعر، ومن ثم تتأثر تلك العلاقات في معرفتها وتوزيعها في مصارفها الصحيحة الموفرة للجهد والطاقة... بعض تلك العلاقات الصداقة تعززها المشاعر الإيجابية، وبعضها الحب يفك شفرتها وتعقيداتها، وبعضها الزواج يهذبها، وبعضها الرأفة تنظمها، وبعضها الشغف يرويها...

 وكهذا حتى تدرك كل شعور معنى وعملية ونظام إنساني، وتتطابق معه كل علاقة تناسبه فهما وإدراكا وتطبيقاً، ومما يسهل علينا فهم تلك العلاقات ونعززها ونحافظ عليها هو معرفة الله حق المعرفة، ولعل من أهم الرصول إلى ذلك قراءة القرآن... لن أشرد بفكركم كثيرا... فقد تذكروا أن من نجاح علاقتنا مع البشر هو علاقتنا مع خالقنا وأنفسنا 

لقد دأبت وعبر مدونتي المتواضعة مع كل عام ميلادي جديد أطلق استراتيجية تعلمتها في التخطيط للعام الجديد، إيمانا مني أن ذلك يساعدنا على تحقيق رؤيتنا الشخصية، وتطوير رسالتنا الإنسانية؛ وصولا إلى زمرة من أهداف العام الحالي بإذن الله نعمل عليها.

في ثلاث منشورات سابقة عن التخطيط الشخصي

دونت تجربتي التي اعتقد أنها ناجحة في استثمار بداية العام الجديد (الهجري أو الميلادي أو يوم شعرت فيه أنك في ميلاد فكري أو عاطفي جديد، كل يوم هو فرصة لتخطيط والمضي قدما نحو حياة طيبة) لتحقيق أهدافه؛ فتارة كان الاهتمام على مهارة التخطيط الشخصي والموازنة بين مفهومي المعنى والمتعة، وتارة مراجعة أهداف خطة العام الماضي وتحققها مالم نحققه، وتارة التركيز على عجلة الحياة، وأخري على حلقة المشاعر والتنوع فيها...

لذا يسعدني قراءة تلك المنشورات بالنقر كي تلاحظوا الفرق بين تلك التجارب الثلاث:






الجديد في هذا العام هو نظام العلاقات وما يناسبها من جهد في الفكر والعاطفة والجهد المبذول(الطاقة).
الإنسان على هذه البسيطة في أربع علاقات رئيسة:
علاقته مع النفس ذاته 
علاقته مع واجده وخالقه
علاقته مع الكون ومخلوقاته
علاقته مع أقرب الناس في بيئته المحيطة

ولكل من هذا العلاقات نظامها وشفراتها ورموزها ووسائل البناء والترميم والإصلاح لها...

من خلال طرح مثال واحد نستطيع جميعا أن نفهم مستويات العلاقات الآخرى وأنظمتها ورموزها...

وسأطرح في هذا المقال من تجربة سابقة نموذج علاقة الإنسان مع الأقدار الغيبية؛ محاولة فهم تلك العلاقة، ومقترحة الجهد لها حتى نسير قدوما نحو الرفاه والعافية والتناغم الكوني وقبل كل ذلك الرضا بأقدار الله تعالى ...

في لحظات تمر بنا نشعر أن كل شيء حولنا توقف... كأننا في عالم صامت وجامد من كل ما يحركه، ويبث الحياة فيه... 
في تلك اللحظة فقط ندرك حقيقة أن المتصرف والولي الحميد سبحانه أذن أن يعّطل أحيانا جميع منكونات وعظائم هذا الكون اختبارا تمحيصا تزكية تغييراً حتما للأفضل لأنه بيقين الخير كله منه سبحانه، والشر ليس إليه سبحانه وتعالى، بل كل ذلك من النفس والهوى والشيطان؛ لتدرك أنك وحيدا في هذا الوجود بالرغم من مئات الناس حولك، خاليا فارغاً إلا من ذكر الله... وإذا بالذكر الذي اعتدت عليه لم يعد مفعوله يعمل معك، تعطّل كامل، وجوم وصمت مميت، كل شيء لم يعد شيء...
هل شعرت بذلك؟ 
هل مرت عليك تلك اللحظة...؟
 هل سكن كل من حولك...؟
وابتعد عنك كل شيء كنت تظنه يوما هو لك، أو سندك معك؟
نعم اتفق معكم إنه شعور غريب وقاسي في نفس الوقت...
وأخبركم بسر أنه  سيمر عليكم يوما كهذا؟
لا تقلقوا ولا تفزعوا... 
سيمضي ذلك اليوم، وتطويه صفحات الزمن والنسيان.
كما يقال "كل مر سيمر."
إنها سنة كونية، ودرجة من درجات الابتلاء البشري.
ستنهار وتتحطم وتتكسر ... لكن ستنهض وتفيق...كطائر الفنيق ... 

والجميل في هذا الوضع أنكم تجدون أن الصبر مصير، وأن الرضا سبيله وعر وصعب، ،مع ذلك ستصلون إلى تلك الدرجة إذا طافت أنفسكم بين منازل الصبر ثم الرضا ثم الشكر ثم الحمد...فقد تمسّكوا ولا تلتفتوا لأحد...اعتزلوا  بأناقة ففي العزلة حفظ اللسان...وفي الخلوة تزكية الفؤاد، وصادقوا أصحاب بيئة لا تعرفوها ولا تعرفكم فذلك سدا للجدال وبث الهموم...ومنعا للتشكي والتبكي...

 واقتربوا من أنفسكم برأفة ورفق ... وتعلموا فن إدارة المصيبة، ويقال لها بلغة التثاقف الأزمة...
 وتذكروا أن تلك الأزمة هي إحدى قراراتكم التي جلبتموها لأنفسكم دون وعي ...دون فكر.... دون مشاعر... دون انتباه ... 

لا عليكم ...
علمياً مدة الحزن والألم عند الإنسان قرابة 130 يوما، ويقال 200 يوم، وأطمئنكم أنها لا تزيد عن هذه الأرقام، بل تنقص حتى الرقم 100..وقد تكون لحظة عابرة. إذا أنتم أدركتم وأيقنتم بقوله تعالى " فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا "، فهو خبر يؤكده خبر، 

وإذا أنتم قرأتم جيدا أقوال السلف في هذه الآية الكريمة:

كان أنس بن مالك يقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وحياله جحر ، فقال : " لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه " ، فأنزل الله عز وجل : ( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا ) .

عن الحسن قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما مسرورا فرحا وهو يضحك ، وهو يقول : " لن يغلب عسر يسرين ، لن يغلب عسر يسرين ، فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا " .

عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" نزل المعونة من السماء على قدر المؤونة، ونزل الصبر على قدر المصيبة". 

وفي شعر المواعظ:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج


 وإذا أنتم أتقنتم أثنى عشر خطوة، وقد ذكرها الدكتور عائض القرني قي كتابه العالمي "لا تحزن" ودرّب عليها الدكتور محمد العامري في برنامجها الخليجي "فن إدارة الأزمات"

الخطوات هي ببساطة: 
١- الإيمان بالله وبما جاء من الآيات في الإبتلاء والمصائب.
٢- الإيمان بالقضاء خيره وشره. 
٣- الصلاة بل الفزع إليها.
٤- الصبر بمراتبه وخصاله وفضائله.
٥- الاستشارة والاستعانة بالقوي الأمين.
٦- اجعل الليمون عصيرا حلوا.
٧- ابحث عن السبب.
٨- افهم الخسائر والأرباح في هذه الأزمة.
٩- المرونة. 
١٠- التخطيط.
١١- البدائل.
١٢- ترتيب الأولويات.
 ويمكن وضع خطوة رقم ١٣ من قبلكم. واسمحوا أن أشارك بهذه الخطوة عن تجربة ناجحة:

مما تعلمته في علوم الذات ودراسات العقل والتفكير أن الانقتاح الذهني على نشاط مستحدث أو فعل جديد خطوة رائدة في إعمال الفكر وصرفه عن الانشغال بتلك الأزمة. نعم ومما قرأته في أدب الأقليات العرقية وثوراتها مع البيض في أوربا وإمريكا، ما كان معه من إنتاجهم الإنساني، وبأدواتهم الذاتية التي تقوّت بفعل ما وقع عليهم من ظلم وعدوان وجبروت من قوة المقاومة (Resistance)، والصمود والثبات (Resilience) ما فجّر الطاقات الإبداعية لديهم، بل وحقق لهم المساواة التي لطالما ناضلو لها قرون...وإن كنت أرى أن الصمود هو الأداة الأقوى، والأكثر أثرا بين الأجيال, ففيها الاستسلام لأقدار الله، والتسلح بالإيمان وإحداث الفعل الحقيقي الذي من شأنه يغيّر الأقدار المؤلمة والأحداث الصعبة. 
 
“Turn your wounds into wisdom.”
  Oprah Winfrey

Resilience is the ability to attack while running away.”
  Wes Fessler

Resilience is very different than being numb. Resilience means you experience, you feel, you fail, you hurt. You fall. But, you keep going.”
  Yasmin Mogahed

“When we learn how to become resilient, we learn how to embrace the beautifully broad spectrum of the human experience.”
  Jaeda Dewalt

“A good half of the art of living is resilience.”
  Alain de Botton

Persistence and resilience only come from having been given the chance to work through difficult problems.”
  Gever Tulley

في  هذه الأقوال ما يغني عن شرح خصلة الصمود وما ينضوي من خصال معها كالمرونة والمثابرة والتحمّل التي تنبع من الإيمان، وتمنحك الثبات في المضي قدوما للكفاح في هذه الحياة؛ إنه اليقين

كلما تقدم بنا العمر، كلما هدأت دواخلنا الإنسانية، للأسف البعض تزداد لديه حساساته على العالم الخارجي، هنا أبوح لكم بسر لا تشغلوا أنفسكم بهم فإنهم لا زالوا في تجربتهم الأرضية، ولن يستمعوا لكم أبداً بل لذواتهم فقط، إنها فرصتهم الوحيدة أن يتعلموا فلا تتألموا...
بل عليكم الصمود أمام آلمامهم حتى لا يتقدم بكم العمر فتشيخوا...

لو كنت مستحضرة هذا الدرس كاملا، قالت: الزهرة لجارتها بعد أن جف غصنها وانكسر عرقها، لقلت: أني زهرة نيسان هيدرانجيا الثلاثنية ... ومع حلول الشتاء شكرا يا زهرة ناشو فربينيا على هذه الوقفة مع إدراة الأزمة صغيرة كانت أم كبيرة ... 

                                                        عام بحلة الرفاه والعافية ... 
عام حافلا بإذن الله بالإنجازات المشرقة والعلاقات السليمة والفرح والبهجة.

بقلمي ليلة الأول من ديسمبر 2024


المعذرة عام 1447

 مع بداية عام 1447 أقدم اعتذاري له، حيث أني عند كتابة مقالي بعنوان الهجرة النبوية: رحلة عبر الزمنكان واللون افتتحت المقال بهذه الفقرة:  ...