كلمتي في برنامج فينا ملهماً


 

 لقد شرفت بدعوة  من مديرة مدارس الجيل الاستاذة شريفة الغامدي حفظها الباري للمشاركة 

في فعاليات برنامج فينا ملهما  ضمن فعاليات جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار آل سعود للتميز  التعليمي في محور 

  كن ملهماً  

.باستضافتي كشخصية فائزة بجائزة تربوية من الإدارة العامة للتعليم بالطائف

 سعدت بالدعوة والحديث في محور"كن ملهماً" عبر تجربتي الشخصية مع الجوائز التعليمية. 

    للتذكير أن الجوائز وحدها ليست مقياسًا للنجاح، وإنما هي إحدى مؤشرات التميز في منظومة النجاح العظيمة، تلك المنظومة التي جميعا يدرك ركائزها، وأركانه. من وجهة نظري الجائزة الحقيقية هي تلك التي  ترتبط بمستوى عالي من الرضا الشخصي، والقدرة على إلهام الآخرين، وتحقيق أهداف مشتركة، والتغلب على التحديات التي تتيح أعلى فرص للإيجابية والبهجة، وإحداث تغيير إيجابي على الصعيد الشخصي والجماعي والمجتمعي، فإذا وجدت هذه المعايير فمرحبا بالجوائز؛ لذا علينا أن ندرك أن قيمة الجائزة والحوافز الأخرى أن جهدك مقدر، وابداعك مثمن، وهي بمثابة اعتراف مجتمعي أن إسهامك في مجال ما ملوحظ وذو قيمة، وتستحق عليه تلك المكافأة، التي هي جانب مضئ من رحلة الإنجازات متعددة الجوانب.

بالنسبة لي شخصيا الجوائز لدي ليس دائما فردية بل يمكن أن تكون جماعية، بمعنى أن تنالها مجموعات العمل التي تعمل بقيادتي الحوافز ذاتها، ويرصد الفريق الجائزة باسمه أو باسم إحدى العضوات، حتى يصبح الفريق  الوسيلة الخلاّقة التي تمكّن في إظهار قدراتي وصقل قدرات الآخرين إيضاً، مما يفتح الأبواب لفرص جديدة لي ولكل عضوة في الفريق الذي معي. 

تتجلى لدي الجوائز الفردية دوما في نظري عبر مخرجات فكرية تعني الكثير لي مثل: اجتياز برنامج تدريبي ومن ثم التدريب له ونشر فائدته، وفي سياق التدريب قد كان كتاب مائة لعبة ومهارة في تنمية تفكير صغارنا أعظم جائزة حققتها بعد التدريب مدة سنتين في الميدان التربوي على مهارات التفكير، كذلك الحصول على درجة علمية، أو إخراج مادة علمية تحمل فكرا وقيمة وتجربة إنسانية، فلا تقتصر الجوائز فقط على قائمة لحصر ورصد ما حصدناه عبر السنين، الجوائز الفردية ذات القيمة هي تلك التي تقدر المخرج الفكري أو التعليمي لدى الفرد، وتقيس مدى الفائدة منه، لذلك تحقق معايير الجوائز الفردية لدي دون الحصول عليها لعلمي المسبق بالجهد المبذول في توثيق ورصد حركة الفرد نحو المنجزات قد يكون هو العائق لدي ولدى الكثيرون. لذلك من يجد في نفسه الهمة لذلك فلا يتوقف. 

فكان الإلهام هو شرارة الداخلية التي تقودني وتقود الفريق نحو الإبداع والتفكير خارج المألوف، والقوة التي تحرك الروح فينا جمعيا، وتفتح الأبواب أمام رؤى وأفكار جديدة تساعد أعضاء الفريق الذي نلت شرف قيادته نحو التألق والتميز، فكان لا محالة أن نكون سواء في الانتفاع من تلك الشرارة التي تتولد في كل عضو في الفريق.


عبر تجربتي الشخصية، ومن منبر التدريب التربوي، ومن حروف القيادة الملهمة أهمس في أذن كل تربوية جعلت التعليم بصمة قبل مهنة لها؛ أن تدرك أن الجائزة الحقيقية هي تلك التي تهدي النور في الطريق، وتهب الضياء في الفكر، وتبعث الأمل في الشعور، لنتعلم من خلالها أسلوبا جديداً ماتعاً في الحياة، ونكتسب ممارسة خلاّقة تسّهل الوصول إلى التميز والنجاح، و تبني جسورا من التواصل البنّاء مع بيئتنا المحيطة، وتعزز قيّم وأخلاق تجعل من حولنا يتعاون ويعمل بروح الفريق...كما أن الفريق الناجح من يدفع بأعضائه إلي التميز، ويحتفي بالاختلاف ويشجع الائتلاف، ويأخذ بيد من يطمح إلي جائزة فردية كانت أم جماعية، فالكل يعمل تحت شعار:


 أنا... وها نحن ذا... نحو فريق متميز


من الجوائز التي حصدتها بالمشاركة مع فرق بقيادتي: حصولي مدراسي على المركز الأول في حصد أكثر جوائز مسابقة من الإيداع إلى الإبداع لفعاليات الأنشطة غير الصفية، والحصول على المركز الثاني في برنامج نحو بيئة أفضل، والمركز الثالث في مسابقة البحوث العلمية لبرنامج جلوب، والمركز الأول في مسابقة برنامج جلوب الفنية، والعديد من الحوافز والشهادات التقديرية، في كل تلك الجوائز كنت طرفا مسانداً ملهماً محفزاً مشرفاً متابعاً، كنت أشرف وأشجع وألهم المعلمات والطالبات، كان فوز الطالبة هو فوز وتكريم خلاّق للمعلمة وللمشرفة على حد السواء، بل كنا جميعاً ندرك ذلك ونلاحظه، وحتى بعد التقاعد تعد الأنشطة التي أشارك فيها جماعية، فقد أسست قسم الفنون البصرية بمجلة فرقد الإبداعية بفريق من محررات شابات شغوفات كنا ولازلنا نكتب وننشر لرسالة الفن الخالدة، وقدمت مبادرتين: مبادرة فكر وفن ونشر للتأليف الجماعي في جماعة فرقد الإبداعية بالنادي الأدبي بالطائف، ومبادرة ورش فن الكومكس للتدريب على فن وأدبيات الكومكس بجمعية الثقافة والفنون، ونجاح تلك المبادرات وتحقيقها معايير الوصول والتألق بفضل من الله أولا ثم العمل بروح وأخلاقيات الفريق مني كقائدة ومن عضوات الفريق الرائعات...


ولنتذكر جميعاً أن الفوز الجماعي المنبثق من العمل التعاوني المنظم هو الأمتع والأسهل والأكثر فائدة، يختصر الطريق، ويفتح الباب نحو فرص جديدة، فالعمل الجماعي أحد سمات الإبداع، وأهم مهارة في مصفوفة مهارات القرن الواحد والعشرين، بل من الصفات الإيجابية الذاتية؛ به تتحقق زمرة من المهارات، وتتعزز مجموعة من القيّم، لقد كان العمل والفوز الجماعي هو الحقل التدريبي والتعليمي الراقي لي، و المحفز على التنقل في سلم القيادة بكل أريحية ومتعة وتنوع من إدراة إلى تفويض ثم تمكين ثم تحويل إيجابي ووصولا إلى الإلهام والتنوير المنظم للذات والآخرين.   


بقلمي يوم ٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤/ واشنطن دي سي 





ختاما يسعدني التفاعل مع المقال وتدوين عباراتكم واستفساراتكم في صندوق الردود أسفل المقال.



  

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مكتبة العلاج بالفن جمعتها خلال دراستي لدبلوم العلاج بالفن 2023

قراءة فنية لجدارية كيث هارينغ

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

وقفة مع المسرح المدرسي في مدارس تعليم الطائف

2024-2025: حوار بين زهرة هيدرانجيا وزهرة فربينيا

احتفائي بيوم المعلم 2024