معرض جمال الروح












فاطمة الشريف

“الروح لا تستطيع التفكير بدون الصور” (أرسطو)

عندما تلقيت الدعوة لحضور فعالية جمال الروح صنعت كلمة الروح في ذهني سيناريوهات لعالم ثلاثي الأبعاد، نوراني الألوان، عالم روحاني جسّد جماليات الكون المادي في كينونة تشكيلية خلاّبة، أخذني المسمى إلى عوالم تمازجت فيه المشاعر والأفكار في عملية اتحادية للذكريات والتجارب الإبداعية، قد كان سفرًا عبر الزمن، فانتازيا الفن واللون والسمو، وما إن وقفت في بهو المكان أيقنت أن المعرض هو الأول في تلك الفعالية، سادت لوحاته وكست ألوانه المكان، تراصت لوحات الرواد يمينًا وشمالًا تحمل في ألوانها تفاصيل الحياة بكل ما فيها، وفي التفاف رشيق منتظم تباينت لوحات ومنحوتات المبدعين والهواة برموز روحانية حلقت بروحي فأحببت المكان وتحركت فيه كالفراشة وكأني من أهل الدار، وأيقنت أن جمال الروح كان في حضور وبهجة المشاركين والزوار، كما كان لتنظيم المعرض وتوزيع الأعمال بتلك الحرفية والانسيابية عامل آخر في صنع ذلك الجمال، ومما زاد ذلك الجمال الجلسات الحوارية وورش العمل الحر من سادة الملتقى.

المتجول في المعرض سريعًا دون تدقيق في تكوينات وألوان اللوحات يعيش البهجة والمرح، وعند الاندماج في عوالم وأسرار تلك الأعمال والحديث مع كبار الفنانين ويافعيهم وإذا بتجليات المسمى تتكشف أمام ناظري وأحاسيسي؛ ليكن جمال الروح في إشراقة بسمة، ونقاء ضحكة، وحلاوة حديث، وبساطة أسلوب من فنان رائد يقف بجوار لوحته لالتقاط الصور مع الزوار، أو يرسم لوحة جديدة. أما المتجول المتأني في جنبات المعرض يتلقى دروس وتجارب تشكيلية متنوعة لاتجاهات فنية متعددة بأساليب مختلفة، بالفعل جمال الروح في التنوع والاختلاف، في السلب والإيجاب، في التفاصيل والشمول، في رسم الجميل وحتى القبيح، في التمرير لما رصده الفنان من ألم، وشعر به من أمل.

فعالية جمال الروح الفنية بأبعادها الماتعة من فن تشكيلي بفنونه المتعددة من رسم وخط ونحت وخزف وتصوير، وجلسات حوارية ثقافية فنية، وورش عمل تشكيلية بقيادة الخزّافة الدكتورة ناهد تركستاني حدث فني أبهج عروس البحر جدة، ساد فيها روح الفن التشكيلي باتجاهاته ورموزه، وبات روحا لجمال اللون والتكوين والإحساس.

معرض جمال الروح من أجمل المعارض مشاركة من كوكبة متنوعة من رواد الفن أمثال الفنان التشكيلي ضياء عزيز، الفنان التشكيلي دكتور فؤاد مغربل، الفنان التشكيلي هشام بنجابي، والنحّات نبيل نجدي، والخزّافة ناهد تركستاني، وكبار الرسم والسيادة التشكيلية أمثال الدكتور عبد العزيز الدقيل، والدكتور عبدالله فتيني، والخطاط سعود خان، ورموز التشكيل والإبداع أمثال الفنانة التشكيلية سارة السديري، والفنانة التشكيلية زهرة خلف، والفنانة التشكيلية نوال السريحي، والفنانة التشكيلية الدكتورة سناء صميلان، وآخرون لوحاتهم شواهد فنية لاتجاهات حديثة تعكس خلفية تشكيلية رصينة وثقافة فنية خلاّقة.

لقد جاء المعرض النشاط البارز للفعالية الفنية، مصنفًا نفسه لفنون متعددة واتجاهات متباينة، كما كانت الجلسات الحوارية أفقًا متسعًا حلّق بنا في فضاء الشعور والتعبير، أما الفرصة الأثمن كانت في اللقاء مع الرواد والكبار والمحترفين والهواة في ورش فنية متنوعة.

من شواهد المعرض التي نعتز برصدها

رسائل تشكيلية:


الفنان التشكيلي والنحات الرشيق ضياء عزيز شامخًا بجوار لوحته وأبعادها الإنسانية في سبر المعاناة والمشكلة الاجتماعية وإبداعاته في التكوين واللون والضوء، وقدرته في توظيف ذلك كله لتقديم رسالة روحية وتخفيف حدة الألم. كل التحايا لروحه وعطائه وانتقائه لنتعلم.

أحاديث بجوار اللوحة:


الخزافة ناهد تركستاني المسؤول الأول في التخطيط والتنظيم لأنشطة الفعالية، المنسقة للمعرض، والذي جاء تنظيمه بدارسة واعية لجميع الأعمال معتبرة في التنظيم التقديم لأعمال الرواد ثم المبدعين، ثم الهواة، والتنوع في الخامات والأساليب والاتجاهات.


النحّات نبيل النجدي شامخًا بين منحوتاته سلة الحروف العربية وقمريات يرى أن إنتاجه يزداد جمالا وإبداعًا وأن أعداده تتزايد!


الفنان التشكيلي فؤاد مغربل حاملًا ريشته أمام لوحته التي بدأها في مرسم الملتقى يؤكد أنه ملتقى جميل جمع أكثر من جيل من الفنانين والفنانات، ويرى أن الارتقاء بالفن يكون بتواصل الأجيال، والعرض مع من سبقوا في هذا المجال، ويشيد بروح التعاون بين الفنانين والتشارك في الآراء عبر الجلسات الحوارية، ويؤكد أن المعارض فرصة لإثراء الفكر الثقافي، وصناعة جيل يقود عجلة التقدم الفني.


الفنان التشكيلي هشام بنجابي أمام لوحته في مرسم الملتقى يرسم بورتريه الدكتور عبد الحميد الرميثي، ويعد بنجابي عضو معه في فريقه النواخذة الإماراتي (مصطلح خليجي قديم يطلق على ربّان سفن الصيد البحري واستخراج اللؤلؤ) حيث يجمع الفريق بمن لهم مساهمات مجتمعية محمودة في الخليج العربي.


الفنانة التشكيلية سارة السديري القط العسيري نقطة تحول فنية لديها، وقصة قيم لونية، ودمج بين النقش الخاص بها مع زخارف الأبواب النجدية، وحياكة السدو قصة لوحة تراث حاضرة ومعرض شخصي قادم.


الفنانة التشكيلية فوزية موسى تعشق الماضي وآثاره القديمة التي تتجلى في تفاصيل الأبواب العتيقة والنوافذ والرواشين، وأزقة جدة التاريخية، فجاءت اللوحة لقطة تصويرية أثرية.


الفنانة التشكيلية ليلى زيدان هاوية ومحبة للفن، وتحب رسم الورد باتجاهات متعددة وبألوان في -الغالب- أحادية متدرجة.




ورشة الرسم الحر فضاء إبداعي سريع للممارسة الفنية والتعبير اللوني للفنانة ياسمين خياط



تأملات ممزوجة بمشاعر من السلام والبهجة مغمورة بجمال الفكرة والتكوين:


منحوتة ضياء عزيز حمامة وغصن الزيتون ممزوجا بنقوش عربية في دقة وجمال.




منسوجة الدكتورة سناء صميلان كلمات عربية مركبة بخامات قماشية بألوان متناغمة مضيئة.


التحفة الخطية لآية قرآنية بالخط الكوفي المصحفي القديم بقلم الخطاط المبدع سعود خان




الجامع الأزرق أو السلطان أحمد وجمال العمارة العثمانية، وذكرى بلاط الإزنيق الأزرق للفنانة التشكيلية سلمى الزهراني.

رابط فيديو لمقابلات مع الفنانين بعدسة

وإنتاج فاطمة الشريف





رابط جميع أعمال المشاركين والمشاركات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

الدرعية: صور وتواريخ في ذكرى تأسيس السعودية الأولى 2022

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )