السعودية واليونسكو معاً لأجل الإنسانية









المنشور في مجلة فرقد في 01 فبراير 2023 07:55: م


“هناك عامل بشري مهم يرتبط بممتلكاتنا وعناصرنا الثقافية المسجلة، يحثنا على المعرفة عنهم والحفاظ عليهم وحمايتهم. نريد أن نعلّم جيل شبابنا كيف يفخر بتراثه الثقافي، من قهوتنا إلى نخيلنا وتمورنا وبطبيعة الحال،… نحن ندرك أن الروابط العالمية التي تتم من خلال الثقافة والمعرفة تظل واحدة من أقوى الوسائل للمضي قدمًا في معالجة الروابط بين تحديات التنمية،…”

صاحبة السمو الأميرة هيفاء آل مقرن المندوبة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو

بهذه العبارات المضيئة (التي تشعرنا بالفخر) نقف سويًا على رؤية وأهداف المملكة العربية السعودية في الانضمام إلى المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو التي تأسست عام 1945م لبناء جسور السلام والتعاون العالمي عبر تقديم خبرات دولية في مجالات التربية والعلوم والثقافة، وإثراء الثقافة التاريخية عبر الآثار والمتاحف، وممارسة التراث الحي وأشكال الفن المعاصر، وفي عام 1946م بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت المملكة واحدة من عشرين دولة اجتمعت في عاصمة المملكة البريطانية لندن؛ للمشاركة في الأنشطة التأسيسية للمنظمة، وتم تعيين أول مندوب سعودي دائم لها لدى المنظمة معالي الدكتور حمد بن عبدالله الخويطر، وقد كان إسهام كبير في ميزانية المنظمة عندما انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من عضوية اليونسكو في العام نفسه.

وفي عام 1984م سجلت المنظمة في سجل ذاكرة العالم، أقدم النقوش الإسلامية بالخط الكوفي عن تاريخ وفاة الخليفة الثاني للإسلام، والمقدم من المملكة العربية السعودية، وفي عام 2006م ساهم برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في الحفاظ عليها ممثلاً اللغة العربية لغة رئيسة في اليونسكو، كما تم في عام 2007م تأسيس أول كرسي بحثي سعودي في المنظمة بالتعاون مع جامعة الملك سعود، حيث سجلت المملكة موقع الحجر- مدائن صالح عليه السلام (Al-Hijr / Madā ͐ in Ṣāliḥ) كأول موقع أثري على قائمة اليونسكو، وقد فازت المملكة بعضوية المجلس التنفيذي مما زاد من حضورها الدولي والرئيس في صنع القرار بالمنظمة.

وفي عام 2009م أُقيمت أول أمسية شعرية سعودية في اليونسكو للشاعر غازي القصيبي – يرحمه الله – ​​وفي عام 2018م أُقيمت ثاني أمسية شعرية سعودية للشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن واللتين شهدتا حضورًا كبيرًا بين العرب والفرنسيين آنذاك. وفي العام ذاته سجلت المملكة موقع (حي الطريف) في الدرعية التاريخية (At-Turaif District in ad-Dir’iyah) كثاني موقع أثري لها على قائمة اليونسكو، وفي عام 2010م تأسس برنامج خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام في اليونسكو وفق اتفاقية موقعة من سمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم السعودي مع المديرة العامة للمنظمة السيدة إيرينا بوكوفا، وكما أُقيم حفل تكريم جائزة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة في مقر اليونسكو الرئيس في باريس، وكما كان للمملكة دور كبير في التصويت والدعم والتأييد لعضوية دولة فلسطين بالمنظمة.

توالت عطاءات المملكة في استمرار الكثير من المشاريع التنموية، وحصلت المملكة على عضوية المجلس التنفيذي للمرة الثانية، ومنصب نائب رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية في عام 2011م، وكما تم تأسيس المركز الإقليمي الأول للجودة والتميز في التعليم في المنطقة العربية تحت رعاية اليونسكو، وتوقيع مذكرة تفاهم بين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني واليونسكو لتعزيز قيمة الحوار بين الشعوب والأديان، وكما سجلت المملكة (موقع جدة التاريخية) (Historic Jeddah, the Gate to Makkah) كثالث موقع أثري على قائمة اليونسكو في عام 2014م .

في عام 2015م كان لرؤية المملكة 2030 إسهام بالغ الأثر في تطوير الأجندة العالمية للتعليم، والعمل مع اللجان الدولية في محور التعليم من خلال إقامة برامج وورش عمل إقليمية ودولية، كما سجلت المملكة (مواقع الرسوم الصخرية في جبة والشويمس بحائل )(Rock Art in the Hail Region of Saudi Arabia) كرابع موقع أثري لها على قائمة اليونسكو.

وفي عام 2016 – 2017م كان لمؤسسة مسك الخيرية دعمًا سخيًا للمنظمة لإقامة منتدى اليونسكو التاسع للشباب، مع توقيع مذكرة تعاون بين مؤسسة مسك الخيرية واليونسكو لتمكين الشباب حول العالم، وأطلقت المؤسسة جائزتها العالمية للمنظمات غير الحكومية بالتعاون مع المنظمة، وكان لاستضافة الرياض منتدى المنظمات غير الحكومية بالشراكة مع المؤسسة لتمكين شباب العالم أثر اجتماعي إيجابي، وكما رعت المملكة منتدى اليونسكو للمنظمات غير الحكومية المقام في موسكو- العاصمة الروسية، وسجلت في العام ذاته (موقع واحة الأحساء) (Al-Ahsa Oasis, an Evolving Cultural Landscape) كخامس موقع أثري على قائمة اليونسكو.

في عام 2019م وقع صاحب السمو الأمير بدر آل فرحان وزير الثقافة، والمديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي مذكرة تعاون بين وزارة الثقافة السعودية واليونسكو، كما والتزمت المملكة العربية السعودية بتخصيص 25 مليون دولار أمريكي لتمويل برامج وأعمال اليونسكو الاستراتيجية المعنية بالحفاظ على التراث، وفازت المملكة العربية السعودية في المؤتمر الأربعين العام لمنظمة “اليونسكو”، بمقعد في المجلس التنفيذي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

في عام 2020م تم تعيين سمو الأميرة هيفاء المقرن رسمياً مندوبة دائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، واستضافت المملكة العربية السعودية قمة قادة مجموعة العشرين (G20)، وفي عام 2021م تم تسجيل (منطقة حمى) الثقافية في منطقة نجران (Ḥimā Cultural Area)، ليصبح رصيد المملكة من التراث الثقافي المادي خمس مواقع تاريخية متفرقة في أنحاء المملكة العربية السعودية، وكما تم إضافة أرخبيل جزر فرسان الذي يضم أكثر من 170 جزيرة إلى شبكة محميات المحيط الحيوي العالمية، والذي يعد منطقة تعليمية مهمة للتنمية المستدامة في ظل سياقات بيئية متنوعة.

و تشترك المملكة العربية السعودية مع العديد من الدول العربية في بعض من التراث الثقافي غير المادي مثل الخط العربي: المعرفة والمهارات والممارسات، وحياكة السدو، ونخيل التمر: المعرفة والمهارات والتقاليد والممارسات، القهوة العربية: رمزٌ للكرم، والمجلس: مكان ثقافي واجتماعي، والبيزرة: تراث إنساني حي يجمع العديد من دول العالم، وتنفرد المملكة في التراث الثقافي غير المادي في كل من: فن القط العسيري: وهو فن من فنون النقش والزخرفة التقليديّة على جدران المنازل برعت فيه نساء منطقة عسير، ورقصة المزمار: رقصة تؤدّى باستخدام العصي على إيقاع الطبول، والعرضة النجدية: رقص وطبول وأهازيج شعرية في المملكة العربية السعودية.

ما نشره موقع الرسمي باسم (الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو) من إنجازات وإسهامات بلدنا الكريم المعطاء، ومن ثم حصره في هذه المقالة المختصرة ما هو إلا سرد تاريخي يعكس تفاعل المملكة مع المجتمع الدولي من خلال تسجيل أكثر من اثني عشر عنصرًا كتراث عالمي الذي يهدف بدرجة الأولى إلى الحفاظ على تراثنا وتعزيز دوره وصوره أمام المشهد العالمي، وإثراء التجارب الثقافية عبر زيادة أماكن سياحية وتاريخية جديدة لثقافات وحضارات امتدت على مدار آلاف الأعوام محتضنة بين جوانبها مشاهد استثنائية تعكس ديناميكية التفاعل الإنساني مع البيئة، وتحسين الوصول إلى التعليم، وتطوير مهارات الشباب والمنظمات غير ربحية، وتحقيق التقارب بين الثقافات العالمية عبر البرامج والأنشطة الإبداعية.

ومما يعكس اهتمام المملكة العربية السعودية بالتراث منجزات وإسهامات وزارة السياحة والآثار سابقا، ومن ثم هيئة التراث التي تعمل على الحماية والمحافظة على الثروة الثقافية، والمواقع الأثرية مع تمكين الابتكار والتطوير المستدام لمكونات قطاعات التراث: من آثار، وتراث عمراني، وحرف يدوية، والتقاليد الشفهية، وفنون الأداء، والممارسات الاجتماعية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، أو المعارف والمهارات المرتبطة بإنتاج الصناعات الحرفية التقليدية.

جهود حثيثة، وإنجازات متوالية؛ لحفظ التراث بأنواعه الذي هو إرث الحاضر وثروة المستقبل.

جناح التراث الثقافي المادي وغير المادي بالمملكة العربية السعودية








تعليقات

  1. Hello, Ellen. I was glad to meet you too, I hope seeing you and reading
    your poems that I read some of them in your elegant website.

    ردحذف
  2. . .By mistake your reply has been deleted. Hope to write me again Sorry for that Ellen. Really you made my day.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

(12) مجالا لخطة 2024

قانون كونفوشيوس – قانون الغربنة في التدريب

الدرعية: صور وتواريخ في ذكرى تأسيس السعودية الأولى 2022

كساء التوبة الضافي ... تأملات

مزاج البسطاء

تقنية السكينة السريعة للبروفيسور عبدالله العبدالقادر (Quick Coherence Technique )