الاثنين، 29 سبتمبر 2025

اليوم الوطني 95.. عزّ وطن وعزّ طبع

 

اليوم الوطني 95.. عزّ وطن وعزّ طبع

منذ 7 أيام

225

3


23 سبتمبر 2025 09:00: ص

فاطمة الشريف

     سـلامٌ وتقديم التحيــة واجـبٌ           علـى الملأ الأزكى الـذين أخـاطب

علـى من إذا داعي المتابِ دَعَابِهِم       فكلُّهــــم داعٍ إليـــه وتـــائب

رعـى اللـه هذا الجمع سرًّا وجهرةً      ففيـه المعـالي كلُّهـا والمنـاقب

 أبو زيد الفازازي

تُعد التحية في الثقافة العربية والإسلامية قيمةً راسخة عبّر عنها ملوك السعودية بلغة جسدية ترتكز في الغالب على التلويح، الذي يبدأ باقتراب اليد من منطقة الصدر وصولًا إلى الرأس وأعلاه، في رمزيةٍ بين الهيبة والوقار من جهة، والتواضع والانفتاح والقبول للآخر من جهة أخرى.

إنَّ النظر وتتبع أحوال وصور من نحب هو تعبير عن الحب والوفاء، فكيف إذا كان الحديث عن سيرة ملوك وحكّام هذه الدولة العظيمة؟ إن تصفح صورهم لا يعدّ مجرد مشاهدة رقمية عابرة، بل هو تعزيز لمعاني الولاء والانتماء والامتنان.

إن قراءة سيرة ملوكنا وتصفح صورهم  رحلة بصرية وجدانية تنبض بالحب والانتماء، فكل لقطة لتلك الصور تحمل بين ثناياها ملامح الثبات وهيبة الحضور وجميل الذكريات وعظيم العطاء، حيث تتجلّى لغة الجسد الصامتة بوصفها تعبيرًا بليغًا عن القيم والمكانة والسياسة. ومن خلال هذه الإيماءات الموحية نقرأ تاريخًا يتشكّل، وصورة وطن تتطور جيلاً بعد جيل، علمًا بإن صور المقال المنتقاة من الفضاء الرقمي، وتحليل التحية وإيماءات التلويح لم تعتمد على دراسة علمية دقيقة، إنما باعتبارها حركة جسدية تمت قراءتها في ثنايا عبارات ولحظات الاحتفاء، وبما خالطها من مشاعر ولاء وانتماء لحكام وولاة أمرنا حفظهم الله.

تجلّت معظم صور تلك اللغة الجسدية في التحية مقرونة بالحضور والقيادة والهيبة والتواضع سمة خاصة بكل ملك. فقد ارتبطت تحية الملك المؤسس عبدالعزيز بالصرامة والحضور الجسدي المهيب، مقرونة بالثبات والحزم؛ لترسيخ صورة القائد الموحد. أما الملك سعود فاتسمت تحيته بالرزانة والوقار، مفعمة بالترحيب والاحترام. وتميّزت تحية الملك فيصل بالهيبة والثبات وجدية النظرة. بينما جمعت تحية الملك فهد بين الهيبة والتواصل المرن المقترن بالتبسم والثقة. فيما تعد تحية الملك خالد دالة على روح القيادة والود والصدق، وجاء الملك عبدالله ببصمته الفريدة في رفع اليد بالقرب من الرأس مع ابتسامة ودودة، فارتبطت تحيته بخصلتي البساطة والتواضع. ومع تحية الملك سلمان ارتسمت ملامح الحزم والعزم في التلويح المشرئب عاليًا باتساع مع نظرات دافئة، فيما يمزج ولي العهد محمد بن سلمان بين الثقة والانفتاح بلغة جسد ديناميكية؛ وخطوات واثقة، وابتسامات عفوية، وحركات يد معبّرة تعكس الود والحيوية أسرت العالم، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وقلدتها الشعوب، وأشاد بها العرب والعجم.

فالتحية عبر التلويح رمز إعلامي حاضر في لغة الجسد لدى ملوك السعودية، فهي لهم بمثابة “بصمات جسدية” ذات تاريخ راسخ، وحس قيادي فذ، تعزز الهيبة الفطرية والقبول الشعبي التي هي هبة ربانية يعطيها سبحانه من أحب بإذنه وفضله وكرمه، وتحمل رسائل سلام وأمان وقوة. 

وأحسن أبو هلال العسكري حين قال:


سلامٌ وإن كان السلامُ تحيّةً    فوجهُكَ دونَ الرّدِّ يكفي المُسَلِّما

إيماءة ملك أو ابتسامة منه عابرة قد تختصر تاريخًا كاملاً من القيادة، وتبقى رمزًا خالدًا في ذاكرة الشعوب، وتحكي قصة إنسان في دثار ملك، إنه عزّ وطن، وعزّ طبع تجمعنا تحت راية التوحيد والمجد. 

*Fifty years of research on leader communication: What we know and where we go by Evita H. Liu, Cassandra R. Chambers, Celia Moore

زاويتي (سيرتونين الأدب الأنجليزي *) لمحبي الأدب الإنجليزي والإمريكي






 (سيرتونين الأدب الأنجليزي *)

 كتبت مؤلفة كتاب النظرية النقدية اليوم Critical Theory Today: A User-Friendly Guide”

لويس تايسون “Lois Tyson” في الصفحة الأولى للطبعة الثانية عبارة:

“The more we experience in life, the more we are capable of experiencing in literature.”

يبحر القارئ في عمق تلك الجملة، ويقف متأملا في مدلولاتها، معترفاً بما وهبنا إياه الأدب من فنونه الكثيرة: شعر، نثر، رواية وقصة، مسرحًا وفيلمًا، أعمالا متنوعة في أطر خيالية أو واقعية، فكرية أو سياقية أو نقدية، قصص وتجارب وخبرات لا تقل أهمية عن ما نحصل عليه من الكتب العلمية والدراسات الميدانية، وأكثر من ذلك.

وهبنا الأدب وفنونه المتنوعة وصفات واقعية وقائية مبهرة بالأحلام والتخيلات، وصياغات جديدة للحياة، وكبسولات علاجية لجودتها. فكما تمدنا بعض الأفعال والمهارات ببعض من هرمونات السعادة والبهجة، لعل الأدب يمدنا بها جميعا.

نعم من لم يقرأ الأدب، أو لم يعرض فكره على بعض فنونه، ومن لم يسرح كثيرا على حواف أطروحاته وأبحاثه، تعد تجربته الحياتية غير مكتملة ينقصها بعض من التوازن؛ ليجد في فهم الأدب ورسائله الصريحة والمبطنة، ألوان وأنسجة الحياة التي تكسبه الكثير من التوازن والحكمة.

الأدب بوابة واسعة تدخلها للتعرف على طبيعة الإنسانية، وتعدد وجوه البشرية، يعبّر فيه الكاتب بدلالات وألفاظ لغوية في قوالب أدبية متعددة عن تجربة شعورية جالت بخاطره، أو استحوذت على تفكيره، أو شغلت حواسه، أو تجلت لروحه. بل إن الأدب هو السجل المكتوب الذي يجعلك تقف طويلا على حضارات أمم وأقوام سابقة، والأعظم من ذلك أنه ذلك الإلهام الروحي الصادق الذي تجلى في لحظات عزلة وتجرد بشري سامي.  

إن الباحث أو القارئ للأدب وفنونه، والمعجب أو المتعمق كثيرا فيه يجد نفسه ممجدا ومحترما لإرث ذلك الأدب الخالد.  الأدب الإنجليزي – علي سبيل المثال- قدّم للعالم أدبا مناضلا مقداما عاش قرونا، ولا زال يزدهر لما تضيفه له التجربة الإنسانية المتعددة من أعمال متميزة متجددة، يتنوع الأدب الإنجليزي بتنوع عصوره، وخلفيته التاريخية،  يتباين في أنواعه ومدارسه واتجاهاته، بل وشعوبه وقضاياها المتعددة، فهو أدب نشأ وتطوّر وأزدهر بطريقة جمعية وتشاركية مذهلة، شارك في نجاحه وانتشاره أمم وحضارات وشعوب وأفراد ليسوا من أهله.

يندرج أسم الأدب الإنجليزي تحت أي عمل أدبي مكتوب باللغة الإنجليزية وفقا لعناصر كثيرة، منها عنصر الزمنكان مثلاً: الأدب القديم وأدب القرون الوسطى، وما بعد النهضة، والأدب الحديث وما بعد الحداثة… أو الأدب الإنجليزي الخاص بشعب إنجلترا، الأسكتلندي، والأيرلندي، والكاريبي، والاسترالي، والأمريكي ليشمل الهندي، والافريقي، والإسباني، والصيني، والياباني، والعربي.

في زاوية سيروتونين الأدب -بإذن الله - التي أسستها في مجلة فرقد الإبداعية قسم الأدب العالمي

سنحلّق سويا على الأدب المكتوب باللغة الإنجليزية وليدا أو مهاجرا، راحلا أو مقاتلا…شعرا أو نثرا، 

دراسة أو نقدا… 

وقفات وتأملات أدبية في قوالب فنية وتاريخية…

تجارب وخبرات ذاتية ممتعة في بحر عطاء الأدب الإنجليزي.


فاطمة الشريف

رابط الزاوية التي تحتوي على قرابة 30 مقالا عن نشأة الأدب الإنجليزي

انقر واستمتع وطور الزاوية معي

التشافي بالفن

هل فكرت يومًا أن الرسم أو التلوين يمكن أن يكون علاجًا أو تشافياً أو تطهيراً؟

ربما جربت من قبل أن تمسك قلمًا وتخطط خطوطًا عشوائية عندما كنت متوترًا، أو تلوّن أشكالًا جاهزة فتشعر براحة غير مبررة.

هذه ليست مجرد صدفة، بل هي جوهر ما يُعرف بـ العلاج بالفنون بجميع أنواعها.

وأنا أسميه التعافي أو التشافي أو التطهير 

المعرفة 
 والتطبيق العملي
 والتطور المستمر
 ثلاثية اعتمد عليها كثيرا في تجاربي..
ومن أوفر التجارب وأمتعها لي دراسة العلاج بالفن والتي اسميتها التشافي بالفن، 
وجعلت نفسي مرشدة شخصية باستخدام الفنون، فلا أدعي أني معالجة فنية لعمق التجربة التي وقفت عليها وقررت أن لا اخوضها أبدا،لذلك قررت أن أبني  معرفتي العلمية في تجربة اكتسبتها في برامج أمريكية...
 وقفت عليها وراقت لي كثيرا، ويسعدني أن أقدم جزء منها لقراء مدونتي الكرام... 

وأنا أسميه التعافي أو التشافي أو التطهير بالفن، واسمي نفسي مرشدة تعافي بالفن

وفق تجربتي الذاتية

التجربة ببساطة تعتمد على رسم ذاتي يحمل رموز ودلالات تساعد في:

فهم الذات

وحل مشكلاتها

والتفريغ النفسي

والأجمل توجيه المهارات والعمليات الإبداعية بكل حرفية

تجربتي لم تكون ممارسة الفن أو دراسة دبلوم العلاج بالفن أو التدرب على التجربة الإمريكية بالفن

ليس كل ذلك وإنما تجربتي بدأت بحادثة خاصة انطلقت بفضل من الله،

وكل ذلك كان مجرد معرفة مقننة لهذا العلم المثمر.

وقد تكون الجلسات يمكن فردية أو جماعية.

تقوم على الممارسات الفنية المدروسة وتعكس ما يُشعر به في تلك اللحظة.

المهم هنا ليس شكل العمل الفني أو تفسيره،

بل ما يحمله من رموز ودلالات تساعد في:

فهم الذات وبناء هويتها،

والتفريغ النفسي لأغراض متعددة.

ختاما

 الفن في هذه التجربة يعد أسهل وأصدق وسيلة للتعبير عن الذات،

 وفرصة لاكتشاف عوالمها. 

إنه يذكّرنا أن الفن ليس حكرًا على الفنانين، وليس بالضرورة منتهج أسلوب أو مدرسة فنية معينة.

إنه ببساطة يعكس أغراضه في الألفية الثالثة من أعمار فصيلة الإنسان المعاصر.

ويؤكد أنه لغة إنسانية مشتركة تمنحنا الراحة والسلام الداخلي، 

وتساعدنا على مواجهة ضغوط الحياة بشكل أكثر توازنًا.

 من التجارب الممتعة








الجمعة، 18 يوليو 2025

المعرض (الــ٢٣) والكتاب (الــ٧) للفنان أحمد فلمبان..في “جاليري تجريد” بالرياض



يفتتح الدكتور عبدالعزيز السبيل الأمين العام لجائزة الملك فيصل

  في جاليري تجريد للفنون بمدينة الرياض 

مساء يوم الأربعاء 28 ربيع الأول  1443هـ الموافق 3 نوفمبر 2021 م 

المعرض الشخصي الثالث والعشرون للفنان التشكيلي السعودي 

.أحمد فلمبان وتدشين كتابه الجديد.

المعرض المعنون بـ(هلع وقلق) 

يتناول فيه الفنان جائحة كورونا من خلال 25 لوحة فنية بألوان الزيت ومقاسات موحدة 50/40 سم، جسّد فيها معاناة البشرية من فيروس كورونا المستجد، أو ما يعرف أيضاً بـ كوفيد 19، التي فُجع العالم بها في الخامس من يناير 2020م.

وقد عبّر الأستاذ عبدالمحسن الشويمان صاحب جاليري تجريد للفنون عن سعادته بأن تحتفي صالته التشكيلية بمعرض شخصي للفنان السعودي القدير أحمد فلمبان..هذه القامة الفنية الكبيرة التي أثرت المشهد التشكيلي السعودي المعاصر بأعمال فنية رائعة تحمل الكثير من الرؤى، علاوة على دوره كفنان من الرعيل الأول فإنه كاتب تشكيلي أثرى المكتبة الفنية المحلية والعربية بعدد من الكتب عن تاريخ الفن السعودي المعاصر، وفي هذا المعرض سيُدشّن كتابه السابع، والذي يسّلط الضوء على مسيرة نشاطه في الكتابة الوصفية، والقراءات الفنية، والتحليلات الجمالية عن الفن التشكيلي، والذي سيوزع على الزوار والمهتمين بالفنون مجاناً.

يذكر أن المعرض سيستمر لمدة أسبوع على فترتين صباحية ومسائية بصالة تجريد للفنون بموقعها الجديد في مجمع الموسى التجاري بشارع العليا العام بمدينة الرياض.

 


ومما كتب عنه في مجلة فرقد:

الفن التشكيلي السعودي.. في ذكرى التسعين

منذ 11 شهر

1107

6

 ربى الجعيد 
ضمن إطار الاهتمام بالمشهد الثقافي بشكل عام، والتنمية الثقافية وتطلعاتها للمستقبل، التي تعيشها المملكة، والفترة الذهبية في الفنون البصرية، ودعم أكبر للفن التشكيلي، الذي أخذ حيزًا مهمًا في المنظومة الثقافية السعودية، وتبوئه المكانة المرموقة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، يواكب الحركات الفنية المعاصرة في العالم، في سبيل تحقيق المستهدفات الوطنية الثقافية، تحت مظلة رؤية المملكة 2030، بالتالي بات التطور والارتقاء والازدهار بمختلف اتجاهاته ومساراته الإبداعية، مستمرًا، لضمان تنفيذ وثيقة رؤية وتوجهات وزارة الثقافة بشكل فعّال، وتأكيد دوره كقطاع منتج وفعّال في تنمية المجتمعات، وأهميته في النمو الاقتصادي، كشريك رئيس في بناء الوطن، باعتباره قوة إنتاجية محلية استثمارية، ومع احتفالية الفن التشكيلي السعودي في عقده التاسع من عمره، يقدم الفنان: أحمد فلمبان، كتابه الجديد بعنوان “الفن التشكيلي السعودي في ذكرى التسعين” وهو يحتوي على:-
(1) استكمال لكتابه السابق “فن في نصف قرن”، ورصد لأهم الأحداث والمنجزات، في الفن التشكيلي، والنقلة النوعية والتطوّر السريع، بقيام عدد من المحافل الفنية والمشاريع التنموية، بعد تأسيس وزارة الثقافة. 
(2) التذكير بالممارسات التشكيلية الأولى، والفترة المنسية، من عام 1326ه -1354ه، كأقدم إشارة لظهور هذا الفن، والذي يوضح بجلاء أن الفن التشكيلي كان موجودًا قبل أكثر من تسعين عامًا، ومستمرًا الى الآن، ويعتبر امتدادًا تاريخيًّا للفن التشكيلي السعودي المعاصر، والممارسون في تلك الحقبة، يعتبروا رواد بدايات أو رواد تأسيس.
(3) ببليوجرافيا لـــــ 670 فنانا من فرسان التشكيل السعودي.
(4) صفحات للذكرى عن الفنانين الذين رحلوا عنّا من هذه الدنيا، وتركوا لنا إرثًا فنيًّا مخلدًا ذكراهم.
(5) فهرس بـــــ 18173 فنان وأرقام ملفاتهم في قاعدة بيانات الفنانين السعوديين. والجدير بالذكر أن الكتاب برعاية الدكتور عبدالله دحلان، رئيس مجلس الأمناء بجامعة الأعمال والتكنولوجيا، بجدة، والذي يعتبر من أبرز الداعمين للحراك الثقافي والإبداع الفكري السعودي، وأجزل المساهمين للفعاليات الثقافية والفنية، وأوفى المشجعين لأنشطة النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون التشكيلية. والفنان أحمد فلمبان يعد من أنشط المؤلفين للكتب التشكيلية السعودية بتنوع المواضيع وعمق البحث والتوثيق، وسيصدر هذا الكتاب بمشيئة الله في نهاية العام 2024م.

وممن امتدح فنه من كاتبات قسم الفنون البصرية إيضا مقال بعنوان:

لسفة الأعمال الفنية عند التشكيلي أحمد فلمبان

     

 

 

14 أغسطس 2021 07:56: م

هلالة المالكي

عقلية ممزوجة بالمشاعر تجاه الإنسان واختيار موضوعاته التي يتضح من خلالها حس الفنان وتأثره بالمدرسة الانطباعية وهي انطباع الفنان بعيدًا عن الدقة والتفاصيل، ولها خصائصها التأثيرية وتوجهاتها نحو الأكثر ذاتية، إن معايير الفن الفرنسي لديها تُبنى على المحتوى والأسلوب، والمدرسة الانطباعية يتمثل في سلوك الفنان، لتدور أفكاره حول ذاته مع مجموعة من المؤثرات الحسية والانطباعات والأحوال النفسية، للاهتمام بالعالم الخارجي وإصلاحه وتغييره للأفضل. 

إنسانيته تظهر مباشرة في اختياره للموضوع ومحاكاته للواقع عن طريق تصوير وتجسيد المشاعر الحية بشكل واضح في اختيار الفكرة والألوان والتأثيرات الانطباعية.   

مدة دراسة الفنان أثرت عليه في اختيار هذا النوع من المدارس الفنية الذي ظهر في القرن التاسع عشر، وتبنيه فن تشكيلي بالذات لأنه يمثل جزءً كبيرًا من شخصيته، ورؤيته للفن تعطي معنىً للتمركز حول الذات وتكوين مجموعة من المثيرات الحسية التي تبقى في ذهن الفنان لحين تكوينها ورسمها وإخراجها بأنامله وتمثيلها بشكل واقعي يمثل ما يمر به الإنسان من الألم اتجاه تلك الوقائع والأثر الذي يقع خلف المآسي الإنسانية والكوارث الطبيعية.

   تركيزه على الظل والنور يعطى معنىً للأمل في تغيير الوضع الراهن ومشاهدة مستقبل أجمل، واللون الداكن يعطي العمق للقضية الإنسانية التي تحمل معها مشاعره ومخيلته وأفكاره لتحسين الحياة في حركة الفرشاة، والسلوك الذي يحدده ويوجه خياراتنا غالبا ويكون بناءً على ما يريده من درجة الرضا والتعبير عن خلجاته وعما نجيد عمله سواءً فن أو تصوير أو حتى كتابه نخرج منها الإبداع من داخلنا ويعود إلى ذواتنا بالسعادة والرضا التام، وهذه الروح تتمثل لدى الفنان المرهف المبدع، ولديه حس المسؤولية بشكل كبير للنهوض بدوره تجاه المجتمع الذي يحيط به والعالم الذي يلامسه.

 

أحمد فلمبان.. الفنان التشكيلي في سطور من ألق

 

قصة معرض (هلع وقلق!!) للفنان التشكيلي القدير أحمد فلمبان

منذ 4 سنوات

873

0

رابط المقال منشور: هنا
06 نوفمبر 2021 08:34: م بقلم فاطمة الشريف

من بلد النور والإيمان السرمدي -مكة المكرمة-، وفي عام 1951م وُلد لون تشكيلي وحرف فني، ذاع صيته وانتشى تألقاً ومجداً في مدينة الخالدة (The Eternal City) روما، حيث تلقى دراسته الجامعية في أكاديمية الفنون الجميلة بروما، قسم الرسم، عام 1971م، بدأت مسيرته الفنية عام 1968م في المعرض الدولي “Apollo 70” لمنظمة اليونسكو في روما، كما شارك في أكثر من 163 معرضاً وفعاليات وأسابيع ثقافية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وأقام 23 معرضاً شخصياً في جدة والرياض وإيطاليا والنمسا، وشارك في معارض ثلاثية وثنائية،

وحاز العديد من الجوائز وشهادات الشكر التقدير، من أهمها: – 

1- الميدالية الذهبية “منيرفا” جائزة أحسن طالب على أقسام الرسم بأكاديمية الفنون بروما من المفوضية الحكومية للأكاديميات الإيطالية، بصفته أول طالب غير إيطالي يحصل عليها.       

2- وسام “النجمة الذهبية التضامنية” بلقب “فارس” من رئيس الجمهورية الإيطالية، بصفته 

أول فنان غير إيطالي يحصل عليه.

3- ميدالية تذكارية من دائرة الآثار والثقافة والفنون بجمهورية “سان مارينو” للمشاركة في 

المهرجان الفني بمناسبة الاحتفال بالعيد الـ 1700 لتأسيس الجمهورية. 

4- ميدالية تذكارية من البابا “فرانشسكو” للمشاركة في المهرجان الدولي “الفن من أجل السلام 

والحوار بين الشعوب” في دولة الفاتيكان.

5- درع وشهادة “مايسترو في الفن” من الجمعية العالمية للفنون والثقافة الإيطالية.

6- درع “المهارة الفنية” للأسلوب الفني المميز، من الأكاديمية الإيطالية في بارما. 

7- درع من وزارة الثقافة والإعلام، يعد رمزاً تشكيلياً سعودياً يعبر عن مسيرة عطائه. 

8- درع من “معهد مسك للفنون” كونه أحد رواد الفن التشكيلي السعودي.

9- درع من “غاليري حوار” بصفته نموذج كفءٍ وافر العطاء، وعلى جهوده المتميزة في إثراء ودعم الحركة التشكيلية السعودية.

10- وسام الثقافة والفنون من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بجدة.

11- الجائزة الأولى فئة الرسم في بينالي البحر الثلاثين في إيطاليا.     

  

إدراج اسمه في العديد من الكتب والوثائق التشكيلية، مثل:

1- القاموس العالمي للفنانين المعاصرين (طبعة عام 1980م)، 

2- الألبوم الذهبي بالأكاديمية الإيطالية للفنون والعمل في بولونيا (تحت رقم 214 في 21/2/1980م)

3- الدليل العالمي للفنون الجميلة 

((C0MED الإصدار 34 لعام 2007م  (INTERNATIONAL GUIDE TO THE FINE ARTS) 

أعماله التشكيلية موثقة في دائرة الآثار والفنون الجميلة في مقاطعة “لاتسيو” في إيطاليا تحت رقم (1669-14)، وتاريخ 3/ 12 / 1976

تحتفظ أعماله كل من: المتحف الوطني لفن الطباعة في روما، والمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، ومتحف وزارة الخارجية الإيطالية، ومتحف أكاديمية الفنون في روما، ومتحف بلدية بارما وفونيانا، ومجمع الحرس الوطني في الرياض، وله العديد من الأعمال مقتناة لدى المهتمين بالفن.

أحمد فلمبان.. الكاتب التشكيلي في حروف من ضياء.   

بدأ نشاطه للكتابات الوصفية والنقدية والقراءات الجمالية في الفن التشكيلي بجريدة الندوة والبلاد وعكاظ واليمامة والبلاد منذ عام 1965م، له أكثر من 485 مقالاً منشورًا  في الصحف السعودية، والعربية، والإيطالية، والنمساوية العربية، ومطويات المعارض، وبعض المواقع الإلكترونية المهتمة بالفنون البصرية. 

شارك بورقة عمل بعنوان “قراءة نقدية ورؤية مستقبلية للفن التشكيلي في المملكة

في الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين بالرياض عام 1433هـ، وصدرت له ستة كتب، هي:  “التشكيليون السعوديون” “ذاكرة على السطح” و”فن في نصف قرن” و”لماذا..؟ وماذا…؟” و”إضاءة للذكرى” بمشاركة الدكتور فؤاد مغربل، و”إبداع لا ينضب” بمشاركة الفنان هشام بنجابي. 

من أحدث إنجازاته معرضه الشخصي (الــ٢٣) (هلع وقلق!!)، وكتابه (الــ٧) واللذان يُعرضان في جاليري تجريد للفنون بالرياض، لكل معرض قصة شكّلتها الألوان والخطوط والأشكال، ولكل كتاب تجربة صاغت حروفه روح ونضج وخبرة.

قصة معرض هلع وقلق!!

أحداث قصة المعرض بدأت إلهاماتها وآهاتها في الخامس من  يناير 2020 فجع العالم بفيروس كورونا المستجدّ، أو ما يُعرف أيضاً بـ كوفيد 19، الذي اكتشفه طبيب العيون الصيني “لي ليانغ” بسبع حالات بالتهابات رئوية شبيهة بفيروس “سارس” مرتبطة في سوق المأكولات البحرية في مدينة “ووهان” الصينية، وتسبّب بوقوع مرضى وضحايا في تلك المدينة، وأعلن عنه لأول مرة في الثلاثين من ديسمبر عام 2019م، محذرًا  خطورته وسرعة انتشاره، ولم يأخذوا كلامه على محمل من الجد، بل تهكموا به واتهموه بالجنون وتأنيب الشرطة وتحذيره بالصمت أو التعرض للمساءلة القانونية وتهديده بالعقاب والسجن، ولكن بالرغم من العواقب واصل عمله بصفته طبيب لمجابهة الفيروس، مخاطرًا  بحياته، وكان أول ضحاياه فمات على إثره في 7 فبراير، ومنذ ذلك الوقت تفشى الفيروس بسرعة، وانتشر في أرجاء العالم، مسببًا  حالة من الهلع، والقلق، والمعاناة، والمكابدة، والعوائق والصعوبات في كل نواحي الحياة، بوتيرة مقلقة، وضعت العالم في اضطرابات شعبية وانعكاسات سلبية في المجتمعات والنشاط العام وخلل في الاقتصاد الكلي، وتعد أكبر أزمة على مستوى العالم في هذا القرن وحدوث كارثة قد تدمره، ويهدد نحو 8 مليار شخص وهم سكان الأرض، واستمرت المعاناة حتى وصلت الإصابات إلى أكثر من 100 مليون حالة وأكثر من 3 ملايين وفاة في العالم، واستمرت المعاناة، حتى لاحت بوادر الانفراج لهذه الأزمة بتاريخ 20 ديسمبر 2020م عندما أعلنت شركة موديرنا وشركة فايزر الأمريكية لتصنيع الأدوية باكتشاف لقاح جديد طورته للوقاية من الإصابة بنجاح فعّال بنسبة 95 %،  قد تسهم في وضع حد لهذا الوباء الخبيث الذي يجتاح العالم، واستبشر العالم بهذا النبأ السار، ولكن لم تمضِ أيام على هذه البشارة، حتى فجع العالم مرة أخرى بظهور سلالات أخرى لهذا الفيروس، سريعة الانتشار شديدة العدوى، أربكت العالم وجعلته في حيرة، وتبدأ معاناة البشرية لخوض معركة أكثر شراسة لهذا القادم الجديد، ولم يمضِ على عام 2021  شهرٌ واحد، وإيجابية اللقاحات في إنقاذ ملايين البشر، ومحاولة العودة تدريجيًا  إلى الحياة الطبيعية، حتى فجع العالم بظهور سلالات متحورة في الهند، أكثر عنفاً وشراسةً، وأسرع انتشارًا  وفتكًا  ورقمًا  مفزعًا للإصابات، حيث سجلت في الهند أكثر من 400 ألف إصابة وعدد الوفيات الناجمة أكثر من 4000 شخص خلال يوم واحد، وهذه الموجة الجديدة، أثارت الرعب والخوف والقلق في جميع أنحاء العالم، بظهور سلالات ثالثة ورابعة وخامسة وعاشرة (لا قدر الله) .

وعلى حس هذه الجانحة، يصف لنا الفنان أحمد فلمبان لوحات أحداث قصة معرضه بدءًا  بمخزون الذاكرة الثري، وردات الفعل الإنساني، ممزوجة بتقنياته الفنية الفريدة، وألوانه وتكويناته المائزة:

“تعود بي الذاكرة إلى مواضيع لوحاتي السابقة (البؤساء، مسلوبي القرار، بقايا حطام، بلا ملامح، المودة الضائعة، إنهم يبحثون، اجترار المواجع، جذوة المعاناة) ويدق صداها، يحرّضني الشغف على التفاعل مع هذا الوباء الذي يهدد الكرة الأرضية بأزمة كارثية كبرى ومعاناة أشد قسوة وضراوة، وعلى نفس المنوال المأساوي في طرح أعمال تعبر عن حالات الاضطراب والرعب والتوجس، أطلقت على مجموعة لوحاتي الفنية في هذا المعرض عنوان “هلع وقلق“.

تلك المجموعة التي تعبر عن المعاناة الإنسانية بردات الفعل الذهنية للمَشَاهِد المأساوية، وردات الفعل العاطفية ذات الصّفات المضطربة المتوترة لإنسان ما بعد الكورونا، وتصويره في شخوص هزيلة متعبة، ووجوه شاحبة فازعة، وأياد مبتورة وأقدام مرتعشة عارية، ومجموعات مشوشة خائفة هالعة، بملامح مرتعبة محبطة منكسرة راضية بالمحتوم، وأخرى قلقة خانعة مستكينة تنتظر المجهول، وحطام هنا وهناك وأشلاء في كل مكان، وتزداد قسوة المعاناة لتلك الحالة الدرامية ذات الوقع الثقيل على نمط الحياة، بألبسة الشخوص البالية الرثة بألوان متناقضة تمتزج الحارة منها مع الباردة والدافئة، في تنافر حاد يتسلل من خلالها الخطوط السواد المرتجفة، وفي بعض المفردات تتجه إلى الألوان القاتمة رمزية الشؤم، وفي أجزاء منها تميل إلى التناقض المضطرب الجازع الخانع، كما يزداد الإحساس بشعور الابتلاء والفتك والدمار، من تقنية الملمس الخشن والمتعرج والبارز والنتوءات المهترئة المتوترة بفعل السكين والآلات الحادة، واستخدام المعاجين والمواد الصلبة والألوان ثقيلة القوام على خطى الوحشيين؛ لإعطاء هول المعاناة وضراوتها، يقابله النقيض من خلال الضوء المنبلج خلف الكادر، ودجى القمر الواهن الحزين لفداحة الموقف وهول الكارثة، وتأخذ الأشباح والأحياء المشلولة البطولة المطلقة في هذه المَشَاهِد، والتي هي خلاصة ارتداد الذاكرة وتواردها في العقل الباطني، لاستنباطات مبتكرة لهذه المجموعة.

تلك المجموعة التي جاءت بين التجريد الافتراضي الإيطالي (Estratto virtuale)، والتعبير التجريدي والرمزية التلقائية التي تصور اللّامرئي من خلال المرئي بطريقة جاذبة، حيث تجتمع المعاني المختبئة خلف الصور، بالإيحاء للدهشة والذهول بعقد الرابط بين المرئي واللامرئي، والمفردات في الكادر مجازية في غير معناها الأصلي والحقيقي في الواقع، غرضه الإيهام عن الموضوع، لعدم وجود قرينة مانعة من إرادته، لأن فكرتها تعتمد على التأثيرات النفسية من توارد خواطر النفس البشرية دون الحاجة إلى التوضيح.

 وهنا يؤدي اللون والتكوينات المرتجلة دورًا  مهمًا  في إظهار هذه الإيحاءات للحالة الدرامية التي تتنفس فيها الشخوص داخل فضاء الذاكرة ودلالاتها الرمزية، ففي ألوان أغطية النساء هي غير مألوفة في الواقع، إذ أن اللون هنا هو الرمز للحالة، لأن العباءة مجرد ستار لا يؤدي غرضه، والمرأة بالعباءة  لا الحمراء تختلف عن تلك الملتحفة بالأزرق أو الأخضر، أو القوية المتمردة في غطائها البني أو الأحمر، هي إشارة بأن الروح القابعة تحت الغطاء هي روح إنسان، وقد يبدو للناظر من الوهلة الأولى أن الشخوص تتشابه جميعها، هي ليست كذلك!!  لأنها مجازية تخيلية، لأن الرؤية لرهط من ثمانية مليار إنسان لا يمكن تحديد ملامحهم أو تبيين أشكالهم، ومعرفة الأسود من الأبيض، أو الغني من الفقير، وقد يميزهم ألوان الغطاء القابعون تحته، وهو كناية أن البشر بعد جانحة “الكورونا” سيصبحــــــــــــــون سَواسِيَةً لا يميزهم سوى رقم تعريفي عالمي.”  

من لوحات المعرض

اليوم الوطني 95.. عزّ وطن وعزّ طبع

  اليوم الوطني 95.. عزّ وطن وعزّ طبع منذ 7 أيام 225 3 23 سبتمبر 2025 09:00: ص نشر هنا فاطمة الشريف      سـلامٌ وتقديم التحيــة واجـبٌ       ...