السبت، 4 يناير 2025

التّشكيلي نهار مطر: بدأت بالطباشير، واقتناء اللوحات ينقذها من الدفن








من الفنانين الذين نفتخر بهم في الساحة السعودية الفنان نهار مرزوق، وقد حاورته وفقا لعدة أسئلة جاوبني فيها ولازال هنالك الكثير من الحوارات مع هذا الفنان المبدع، وقد قامت محررتنا المبدعة 
\شهد عسيري بتحرير الحوار مشكورة وقد نشر جزء منه في مجلة فرقد والجزء الآخر سينشر في كتاب قادم بإذن الله تعالى...

روائع الأنامل المُحبّة للفن لا تأتي فجأةً دون صقل، فلكل موهبةٍ بدايةٌ متواضعة وحين يُدرك صاحبها الجمال الذي وهبه الله يبدأ العاقل الحذق بصقل تلك الموهبة، فالرّسام نهار مرزوق مطر مَلك ريشة بديعة، صقلها وشحذها حتّى صارت ذهبيّةً فاخرة، اتجه إلى الفنّ التّشكيليّ وأجاده وأبدع فيه، هو فنانٌ من الطّراز الرّفيع وفي الصفوف الأولى مكانه.

ولد الفنان نهار مرزوق في الثامن عشر من شهر مايو من عام ١٩٧٠م، حصل على شهادة البكالوريوس في التربية الفنية عام ١٩٩٣م، بدأ في الإهتمام بالفن مذ كان طفلًا، عامٌ يتلوه عام فيها يزداد حبّه للفن، فتعلم وقرأ وصقل موهبته حتى ارتقى في سلالم النّجاح، فكان أمينًا عامًا في بيت الفنانين التشكيليين في جدة عام ٢٠٠٧م، ثم ترقى فصار نائب رئيس بيت الفنانين التشكيليين في جدة هذا في ٢٠٠٨م، ثم صار مديرًا لفرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في جدة.

قام بعمل معارض شخصية وجماعية، ومن الشخصية والتي بلغ عددها ستة معارض وكان أوّلها في عام ٢٠٠٨م وآخر معرض -للآن- كان في عام ٢٠٢١م، كانت هذه المعارض توجد في مُدن ودول مختلفة، فمنها ما كان في جدة وفي مكة ومنها ما كان في الإمارات تحديدًا في الشارقة وأبو ظبي، أمّا المعارض الجماعية فهي كثيرةٌ عديدة وأبرزها المعرض العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب في عام ١٩٩٣م.

وقد كانت له مشاركاتٌ دوليةٌ كثيرةٌ وبارزة في أكثر من دولة ومدينة، ففي لبنان شارك في سمبوزيوم أهدن الدولي في عام ٢٠٠٥م، وفي المغرب العربي شارك في منتدى بيت الفن عام ٢٠٠٥م، وفي شرم الشيخ شارك في الملتقى الدولي الأول للفن
التشكيلي عام ٢٠٠٧م، وشارك في معرض أيام السعودية في صنعاء عام ٢٠٠٨م، وشارك في معرض طوكيو عام ٢٠١٠م، والكثير من المشاركات الفاعلة في الدول العربية وغيرها.

وقد بلغ من الخبرة الجمّة والحِسّ الفنّي العالي أن شارك في تحكيم وتنظيم مسابقاتٍ ومعارض عِدّة كانت أول مسابقة يُحكّم فيها هي مسابقة الفنية للأطفال في مهرجان التحلية بجدة عام ٢٠٠٠م، ونظّم معرض النجوم الأول في جدّة لكوكبة من كبار الفنانين
في المملكة العربية السعودية وهذا في عام ٢٠٠٨م.

وبعد سيرةٍ حافلةٍ من النّجاحات حصل فنّانُنا البارع على جوائز عديدةٍ كان أهلًا لها بلا شكٍ أو ريب، وكانت أول جائزة له: المستوى الثالث من المعرض العام للرئاسة العامة لرعاية الشباب عام ١٤١٣هـ، وقد حصل على العديد من الشهادات والدروع التقديرية وجوائز الاقتناء، ومن جوائز الاقتناء: مجموعة من اللوحات لمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، ووزارة الخارجية، ووزارة الداخلية، ووزارة الثقافة والإعلام، وعـدد من رجال الأعمال في كل من السعودية والإمارات ولبنان ومصر والمغرب وفرنسا.

سيرةٌ حافلةٌ مليئةٌ بالإنجاز والبهاء والفنّ الزّاهي الجميل، وكيف لهذه السيرة ولهذه الشخصية ألّا تكون عضوًا مؤسّسًا في جمعيات فنيةٍ فاعلة! هو عضوٌ في مؤسسة الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، وعضوٌ في جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وعضوٌ في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وعضوٌ في الجمعية السعودية لثقافة الفنون بجدة وعضوٌ في بيت الفنانين التشكيليين بجدة، هكذا يكون نِتاج تلك الأعوام المُكلَّلةِ بالتجارب الناجحة والأسفار المليئة بالثقافاتِ المختلفة.

حين نتحدث عن فنانٍ موهوب واجبٌ علينا الاستفاضةُ في معرفته أكثر وأكثر، وقد قامت مجلة فرقد الإبداعية من قسم الفنون البصرية بعقد لقاءٍ مع فنانِنا المُميز حيث سألناه عدّة أسئلة تكشف لنا عبقريّة الفنان وبديع ريشته.

بادِئ ما سُئل الفنان نهار مرزوق:
– ما هي أنشطة واهتمامات الفنان نهار مرزوق؟
الاسم نهار مرزوق، معلم تربية فنية، فنان تشكيلي، اهتماماتي تنحصر في كل ماله ارتباط بالفنون والثقافة والفنون البصرية بشكل خاص.

– كيف كانت بداياتك مع الرسم؟
بداياتي مع صندوق قديم في المنزل آخذ بقايا الطباشير وأنا في الصف الأول وأعود لأرسم كل ما يسعدني.

– من الذي وجهك ودعمك في بدايات رحلتك التشكيلية؟
الدراسة والقراءة الفضل بعد الله لها، فالقراءة عن الفنون ومتاحفها وزيارتها والاطلاع على تجارب الفنانين وزيارة مراسمهم نبع لا ينضب.

تحدث لنا عن حضورك التشكيلي على الصعيد المحلي والعربي والدولي؟
– هذا سؤالٌ صعب! كل ما عندي هو محاولات وتجارب أثمرت عن ستة معارض شخصية ومجموعة من المعارض المحلية والمشاركات مع زملاء الطريق في الدول المختلفة لتبادل ثقافي، لم أتخيل أن يكون بهذه الأهمية.

– ما الإضافة التي قدمها المبدع نهار مرزوق للساحة التشكيلية؟

– أحاول -وما زلت- أن أمد يدي للجميع بالمشاركة تارةً معهم في أنشطتهم وتارةً بعمل ورشٍ فنية لممارسة تجارب جديدة، وما زلت لم أقدّم ما أفخر به.

– دور الملتقيات التشكيلية في الساحة وكيف خدمت التشكيلي؟

الملتقيات التشكيلية التي يتم اختيار الفنانين بناءً على أهمية تجاربهم تجعل الزائر يستفيد من حضور أكثر من مدرسة وحضور أكثر من تجربة وكذلك بين المشاركين هناك مساحات للحوار والتبادل الثقافي المهم.

– ما اللوحات والمقتنيات التي قدمتها للساحة التشكيلية؟
اللوحات والمقتنيات كثيرة والحمد لله والفنان إذا استطاع أن يحصل على مساحة اقتناء فهو بذلك أنقذ لوحته من المخزن أو الدفن لها وهي لم ترَ النور.

– ما تأثير وسائل التواصل على التشكيلي؟
لم يتأثر الفنان بها بل على العكس فقد استفاد منها برؤية ومتابعة المستجدات حوله ولكن العمل على اللوحة وعرضها في صالات عرض الأعمال هو حقيقةً قد أبعدنا عن فرسان العالم الافتراضي.

– ماذا قدمت جمعيات ومؤسسات التشكيل للفنان؟
الجمعيات تسعى دومًا لحماية الفنان والوقوف معه في البرامج المحلية والدولية ودعمه إداريًا ولوجستيًا ولذلك يجب أن يكون لديه انتماء لها فهي منه وله.

– ما هي برامجك وأنشطتك الفنية القادمة؟
أقوم بتجهيز معرضي السابع وأشتغل على الأعمال الجديدة، وأتشرف بكم.

– ماذا يريد التشكيلي من وزارة الثقافة (هيئة الفنون البصرية)؟
الفنان يريد من هيئة الفنون البصرية أن يعرفوا عددًا أكبر من التجارب الفنية المحلية، والتّعرف على الفنانين، فالمعرفة ستوصلهم إلى ما يحتاجون.

– في معرضك الشخصي السادس في الرياض لماذا استخدمت الحصير في الأعمال وما هو المدلول منها؟
حاولت التعبير عن المكان الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وحجرة السيدة عائشة رضي الله عنها التي أسلم فيها الروح على حصير كما كان عليه الصلاة والسلام يعيش على الحصير بكل بساطة وقرب للطبيعة.

– المجموعة الأخيرة من أعمالك رسمت السجاد الموجود في الحرمين الشريفين، لماذا السجاد؟

أعتقد أنك إذا لبّيت دعوة الصلاة في الحرم والملائكة الذين قادوا عبورك لهذه لحياة، وحملت أنت نفسك تبحث عن النور وتتجنب الظلال، حتى تيقنت أنهما شقيقان في الحياة فلا هروب للظل ولا الالتقاء بالشمس كان هو النجاة، بل السّجدة التي سجدتها على تلك السجّادة لتكون هي آخر ذكراك بالمكان وآخر عطر تلك اللحظات التي تصعد بك وبعملك للسماء، فرسمت ذلك المكان وعبّرت عنه.

كما نعلم أن المواهب هبةٌ يرزقها الله من يشاء، والفطن هو من يستعملها ويبرزها في مكانها المناسب، وهذا ما فعله الفنان نهار مرزوق، هباه الله يدًا رشيقة ترسم وتُبدع وتترجمُ أفكار ومشاعر تفيض بها نفسه ونفس محبيه، أتقن الرّسم فأخرج لنا لوحاتٍ تطير بنا في الخيال والشعور الذي بثّه في أعماله، كثير الطّرق والمَد والتّجارب المُتعددة الكثيرة لا تخرج لنا إلّا فنًا يأسر الألباب والعقول، فالتّمام دائمًا يأسرُ ويسلب بإعجابٍ وحُب.

ونختم مقالتنا التي ازدانت بذكر سيرة الفنان نهار مرزوق مطر بقول الفنانة التشكيلية والكاتبة فاطمة الشّريف:
نهار مرزوق فنان أمتعنا كثيرًا، وقدّم لنا المدرسة التأثيرية بروحه المرحة الشغوفة المتعاونة المبدعة فامتزجت تلك الروح مع ألوانه وتكويناته فأخرج لنا فنًا مميزًا واتجاهًا مبدعًا وطرحًا فريدًا، نهار من أوائل من قدّم لنا لوحات كبيرة وجداريات متسعة على أسطح متنوعة برزت فيها الرموز الإسلامية بألق وجمال مذهل عبر مواقع تواصله، أعطى وما زال يعطي بسخاءٍ للفن وأهله. نهار ليس تشكيليًا فحسب بل هو خطاط ومهني من الطراز الأول يصنع ألوانًا وشبولونات وتكوينات خاصة به ليجعل فنه محفورًا في ذاكرة المتلقي وخالدًا في سجل فناني رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠.










خوخة حصن المصمك: بطولات واستراتيجيات



23 سبتمبر 2022 08:40: م

*فاطمة الشريف

«ومشينا ونحن سبعة رجال أنا وعبد العزيز بن جلوي، وفهد وعبد الله بن جلوي، وناصر بن سعود، ومعنا المعشوق وسبعان».

الملك عبد العزيز آل سعود في روايته التاريخية عن اقتحام المصمك.

في فجر الخامس من شوال سنة 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م سطّر اقتحام حصن المصمك بداية شُجاعة وموفقة لسلسلة من عمليات مجندة مهّدت لإعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة علي يد الملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- مع ستين رجلًا من أقربائه ورجاله، وكان استرداد الرياض بعد مائتين وخمسة وسبعين عامًا من اتفاق الدرعية، وتحالف الإمام محمد بن سعود مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أدق عملية اقتراب وتخفي واقتحام، منطلقين من واحة بيرين في الطرف الشمالي من الربع الخالي إلى الرياض، ومبايعين على السمع والطاعة، ومحالفين على الحياة والموت، وعلى مسافة سبعة كيلًا من الرياض مكث عشرون رجلًا بالمؤن وبعض من الذخائر، وتحرك أربعون مجاهدًا نحو سور الرياض على مسارين: مسار أول بقيادة الملك عبد العزيز وستة من الأبطال هم: عبد العزيز وفهد وعبدالله بن جلوي ابن الإمام تركي بن عبدالله، وناصر بن سعود وصالح بن إبراهيم بن سبعان والمعشوق، ومسار ثاني قوامه ثلاثة وثلاثون رجلًا بقيادة أخيه محمد بن عبد الرحمن في بستان قرب بوابة الظهيرة خارج سور الرياض، حيث كان الاقتحام على مجموعات صغيرة، وباستخدام جذوع النخل، على أن تتم السيطرة بالصوت والإشارة مع أهمية تقصي معلومات كاملة عن مقر والي الرياض، ورصد حركته من الحصن إلى قصره.

عند خوخة حصن المصمك (الباب الصغير في بوابة الحصن) تُسرد البطولات، وتُخلّد مشاهد الاقتحام: مشهد إمساك الملك عبد العزيز ابنَ عجلان أثناء خروجه من الحصن، وطعن عبد الله بن جلوي له حتى أراده قتيلا؛ ليكن ذلك الباب رمزًا لآثار تلك المعركة التاريخية، ومسرحًا لقصص البطولة والإصرار، ولبنةً أولى في تأسيس الدولة السعودية الثالثة، بل إن رأس رمح (الشلفا) فهد بن جلوي بن تركي آل سعود الذي أراد مقتل ابن عجلان مستقرًا على الباب إلى يومنا هذا شاهدًا أخر على تلك البطولة والتحدي لفتح الرياض.

في استرداد الرياض نموذج تطبيقي للفكر الاستراتيجي العسكري الذي تقدم به العميد محمد إبراهيم رحمو في كتابه ‏(أضواء حول الاستراتيجيات العسكرية للملك عبد العزيز وحروبه) ارتكز على ثلاث مفاجأت: المفاجأة الاستراتيجية في إخفاء نية الهجوم، وعدم تحريك قوات كبيرة من الكويت، والاقتراب المستتر نحو الهدف.
المفاجأة التعبوية التي لم يكن لها حاجة لعدم توفر قوات كبيرة.
المفاجأة التكتيكية فكان القتال بين الحصن وقصر ابن عجلان، ومن ثم الاقتحام؛ فحدث القتال دون أن يشعر به أحد داخل المدينة.

كما يؤكد رحمو أن الملك عبد العزيز بنى أسس ومبادئ عامة في بطولة توحيد البلاد، والتي من أبرزها:تسجيل دقيق لعادات وسلوك وردود فعل العدو.
عامل الخفة، وسرعة المسير، والاقتراب الخفي.
استخدام أسلوب الحرب الخاطفة، وحرب الإزعاج مع القبائل الموالية للعدو، فيما استخدم أسلوب حرب التحرير مع القبائل الموالية.
اعتبار العوامل الثلاثة في مسرح العمليات العسكرية: الوقت – المسافة – مقارنة القوات.

لقد حقق الملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- وحدة البلاد بإرساء العدل والطمأنينة والأمن، وتطبيق الشريعة الإسلامية، حيث أوقف الحرب، واتجه للبناء والتعمير، وتنمية البلاد اقتصاديًا واجتماعيًا، ونشر العلم والمعرفة في أرجاء البلاد، وقد أجاد الشاعر أحمد بن خليفه في وصفه قائلا:

عبد العزيز فتى الملاحم والوغى من فاز بالإكليل عن أقرانه

هو ملهم الصحراء والبطل الذي تكبو جهاد الخيل في ميدانه

فأعاد بالسـيف الصقيــل لقومه ما تعجز الأبطال عن إيتانه



حصن المصمك





بوابة الحصن




خوخة (باب صغير) بوابة الحصن




رأس الرمح (الشلفا)

المعرض الشخصي الأول للتشكيلي حسن سعيد





من المعارض التي حضرتها، وقامت نيابة عني المحررة شهد عسيري كتابة المقال المنشور في مجلة فرقد وفقا لما تم تزويدها به من معلومات عن الفنان : سيرته الذاتية وصور المعرض، افتتحت مقالها الرائع قائلاً:  "الفن لم يكن يومًا حِكرًا على مرحلة دارسية، فالفن مجالٌ يجيش بمكنونات النفس، ويموج في المشاعر الإنسانية التي تتغير وتتبدل من حينٍ لآخر، فرسم اللوحات الزّاهية ونحت المنحوتات الفاخرة ورصّ الكلمات لتكون شعرًا أخّاذًا أو نثرًا بارعًا، لم تكن هذه الفنون وغيرها محصورةً في فئةٍ من النّاس أبدًا، فالفنّ للجميع، وذلك كان وسيكون أبد الزمان، وكُل من يملك حسًا فنيًّا وذائقةً فاخرة حُقّ له التعبير عن تلك المشاعر بالطريقة التي تميل نفسه إليها، وهذا هو حال الفنان البديع الأستاذ حسن سعيد."

ومما نثرته عن الفنان وخلفيته الفنية أنه:
"بكالوريوس زراعة – تنسيق حدائق، هذا هو تخصص الفنان حسن سعيد، بدأ به وأحبّه ووجد فيه جزءًا من نفسه، لكنّه لاحظ وجود مكنوناتٍ كثيرة ما استطاع تخصصه الإعانة في إظهارها أو ترجمتها، وكان قد امتلك موهبة الرسم والخطّ العربي، فسعى في إتقان هذين الفنّين، فصار بذا حاصلًا على شهاداتٍ في دوراتٍ كثيرة في الرسم التشكيليّ والخطّ العربيّ، فوضع قدميه على أول سلالمِ النّجاح، فصار له ما أراد بإذن الله تعالى."

"بعدما صارت ريشته واثقةً زاهية، وخطُّه مُتقنًا بارعًا، شارك في معارض ومسابقاتٍ كثيرة، عرض فيها فنّه الجميل بأبهى حُلَلِه. في جدة عام ١٩٩٧هـ – ٢٠٠٤م، في معارض بيت التّشكيل كانت انطلاقته التي تكللت بالنجاح، ثم بعد عدّة سنوات شارك في معارض أخرى وشارك بلوحة في مسابقة سوق عكاظ (لوحة وقصيدة) التي كانت في عام ١٤٣١هـ – ٢٠١٠م، فطار صيته فيها وذاع، وما صار ذا إلّا لتمام العمل، وكمال الفنّ، وسموّ الرسالة."

في معرضه الشخصيّ الأول الذي عُقد خلال شهر أغسطس ٢٠٢١م في جاليري النقطة البيضاء بمركز سلمى للفنون بجدة، عُرضت له فيه قرابة خمس عشرة لوحة وكان من بين زوار المعرض الكاتبة والفنانة التشكيلية فاطمة الشريف، حيث رصدت لقراء مجلة فرقد انطباعاتها عن المعرض الموسوم (صور مني) فقالت:

” المعرض الشخصي الأول للتشكيلي حسن سعيد كان مجموعة متناغمة متجانسة من الأعمال التي تعكس جل تجربته التشكيلية السائرة بخطى فنية واثقة متطورة؛ لتكتشف الجديد المائز، بدأ بالتنقل بين اتجاهات وأساليب تشكيلية متنوعة وصولًا نحو ما يميّز ريشته وألوانه، معبرًا لما يحمله من مشاعر وقيم وطرائق خاصة به، باحثًا في عمق تلك التجربة لإظهار الأجمل والأنقى في معرضٍ كان بالفعل يعرض صور نفسية وجمالية من روحه السامية، من لوحاته ذات البعد الديني والوطني وما يعزز لدى الزائر قيم إسلامية ووطنية غاص الفنان في معانيها؛ ليرسم لنا أدق تفاصيلها منتقيًا أزهى ألوانه وأرق تقنياته، ومن لوحاته ذات الطابع الشعوري التي نبع من مخزون الذاكرة الصافي البريء؛ ليعش القارئ مشاعر الحنين والشوق تارة ومشاعر الطموح تارة ومشاعر الفرح بألوانه وصخبه وشغبه تارة أخرى، إنه معرض متنوع حرّك سواكن الشعور والأحاسيس الصافية الهادئة التي قلت من المعارض الشخصية تحرّكها..”.

واختتمت المقال شهد عسيري قائلاً:

"الرّسام دائمًا ما يضع في لوحاته أجزاءً من نفسه، ولا تحلو تلك الأجزاء وتخترق الألباب إلّا لصدقها وعمقها وجميل رسالتها، هذه هي رسالة الفنّ الحقيقة، الفنان حسن سعيد ضمّن أجزاءً عزيزةً من نفسه ومزجها بمفاخره ومشاعره فأخرج لنا لوحات غايةً في الصّدق والقوّةِ والحياة، صدقت عاطفته فترجمت أنامله هذا الصّدق وجاء عقله فسدّ الخلل فجاء بلوحاتٍ مضى كلّ من شاهدها منبهرًا سعيدًا منتشيًا من ذاك الجمال الذي لمسه، هكذا يكون الفن وهكذا يكون الفنان.

هذا المعرض كان كما رسمه زواره من التشكيليين والنقاد فهو آيةٌ في الفنّ والعُمقِ والجمالِ والبهاء، قد حضرته نُخبةٌ من الفنانين منهم: الدكتور طلال أدهم والفنان أحمد الخزمي والفنان نذير ياوز مالك الجاليري."

وأستعرضت  اقتباساتٍ من آراء الفنّانين الذين أبدوا إعجابًا باذخًا بهذا المعرض الزّاهي:

 يقول الاستاذ زهير مليباري: “حَظِي الفنّ التشكيليّ في مملكتنا الحبيبة بالاهتمام البالغ من كافة أطياف المجتمع، وبات يساير ويماشي رؤية المملكة ٢٠٣٠ فتنوعت الأساليب واختلفت الاتجاهات وتعدد التناول فبذا أُثريت الساحة التشكيلية وصار الفنان يقطف من ثمار هذا الازدهار، مسجلًا بصمته الخاصة، وهذا ما قدمه الفنان حسن سعيد في هذا المعرض من طرحٍ احتوى على أعمالٍ ولوحاتٍ فنية تتحدث عن تجربته وتضيف للساحة الفنية بعدًا خاصًا يجب وجوده”.

ويقول الفنان شاهر الشهري مُعبرًا عمّا لمسه في فنّ الفنان حسن سعيد فقال: 
“الفنّ ثمرةُ الإبداع الإنساني، فيترجمه الإنسان فنًا ذا سمةٍ خلّاقةٍ بديعة تعكس انفعالاته وأحاسيسه ومكنوناته ونظرته العميقة لما حوله، فتجد الفنان يُحاكي ما حوله ويطيرُ ماشيًا في فضاءات خياله وواقعه ليُبدع لنا لوحةً رائعةً مُميّزة، فيخلط الألوان، ويخطّ الأحرف؛ ليُصيّر لوحةً فتّانة تجذب الألباب والأبصار، وهذا ما يميز الفنان البديع حسن سعيد في لوحاته ومواضيعه المطروحة فيها”.

واختتمت عسيري المقال قائلاً:
"ولأن ما تخرجه أنامل الفنان حسن سعيد لوحات مُبهرٌ ذات إيحاءٍ بهيج اقتنى استديو التلفزيون السعودي الموجود في مكة المكرمة بعضًا من جميل لوحاته التشكيلية، واقتنى العديد من رجال الأعمال وأساتذةِ الجامعات أيضًا عددًا كبيرًا من لوحاته البديعة."

.

.




.
.
.


.
.
.


.
.
.

.
.
.



.
.
.



.
.
.



.
.
.



.
.
.


.
.
.

.
.
.

.
.
.


.
.

الأربعاء، 1 يناير 2025

ماذا لو كان الفن 2025




إلى جميع أصدقائي الأعزاء 

تحية عطرة مع أوائل رجب وبداية 2025 ويوم ميلادي الذي قاربت إلى الستين

من قطعة بأرض الله الجميلة، أحببت هدوئها وعلمها وفنها، من جورج تاون الجميلة

تعلمت أن من أجمل الوصل التذكير، واستنهاض الهمة، وتنشيط الذهن، وإلهاب المشاعر نحو غاياتنا وأهدافنا التي هي مشعل النور فينا وخارطة الطريق إلى الله...

مهارات التخطيط والتي منها التخطيط السنوي من تجاربي التي اعتقد أنها ناجحة في الاستثمار للجهد البشري.

كل يوم هو فرصة للتخطيط، والمضي قدما نحو حياة طيبة:

 فتارة التخطيط الشخصي والموازنة بين مفهومي المعنى والمتعة، 

وتارة مراجعة أهداف خطة العام الماضي وتحقيق مالم يحقق مع إضافة هدف جديد، 

وتارة التركيز على مجالات عجلة الحياة الأثنى عشر، 

وأخرى التوسع في تصنيف المشاعر والتنوع فيها...

لذا يسعدني قراءة تلك المنشورات بالنقر على الروابط أدناه كي تلاحظوا الفرق بين تلك التجارب الثلاث:






الجديد في هذا العام هو التركيز على هدف مقنن أو زمرة من الأهداف المتسقة في الجهد والتركيز والمعنى، قد يكون هدف يخدم نظام ما يعدّل مسارات الحياة لك، مثلاً نظام العلاقات وما يناسبها من جهد في الفكر والعاطفة والجهد المبذول(الطاقة): وقد شرحت ذلك في ثلاث منشورات بمدونتي في نهاية 2024 وقبل 2025:






يقال أن الفن الذي نراه في

الأزياء الزاهية، وزينة الموائد الأنيقة، والمنحوتات الحديثة الملهمة، والمجوهرات المتألقة، والأوراق الملونة القابلة للطي االإبداعي، والصور الفوتوغرافية الآسرة، والأطواق الزهرية العاطرة، والمزهريات الزجاجية المزخرفة، واللوحات الانطباعية الساحرة أو الواقعية المدهشة أو السيريالية الملهمة....

كل ذلك قصص بصرية لها لغة غير منطقوقة تثرينا بآلاف الدراسات والأبحاث الغنية، إنها الفنون التي تجاوزت حروف اللغة وأجناسها، وهي مع كل ذلك وسيلة ترقى بفكرنا وحواسنا...

فماذا لو كان الفن (أو أي عمل تحبه) هو الوسيلة،

وما يصنعه ذلك العمل من شعور (جد، متعة، التزام، رغبة...) فينا يكون قائدنا هذا العام،

ما الذي نحتاجه من دعم وتوكيد لتحقيق أهدافنا،

وماذا لو أزلنا مايعيق أهدافنا (علاقات سلبية، ظروف بيئية، مشاعر سلبية....)،

ومن الذين سيرافقون خلال هذا العام (العائلة، الأصدقاء، الملهمين...)،

إذا التخطيط ببساطة يشمل الهدف والمعنى والاستراتيجية في مجالات حياتنا ...

إذا أعجبتكم فكرة التخطيط للعام الجديد....، 

قراءة المنشورات أعلاه كفيلة بأن تمنجك فرصة رائعة للتخطيط..


وكل لحظة ونعم الله علينا محفوظة ومتتالية
بقلمي 1/1/2025
واشنطن دي سي
الرابعة عصرا



المعذرة عام 1447

 مع بداية عام 1447 أقدم اعتذاري له، حيث أني عند كتابة مقالي بعنوان الهجرة النبوية: رحلة عبر الزمنكان واللون افتتحت المقال بهذه الفقرة:  ...