






















إن متعة الانجاز وبهجة التحقق يصنعان دوما أحداث وذكريات سعيدة، ويعلمان طرق واستراتيجيات جديدة، كل ذلك مع ما يصاحبه من نشوة الطموح ودربة التخطيط يحفزّنا دوما لاستثمار البدايات التي هي من الأوقات المناسبة؛ لإطلاق النوايا وإعلان الأهداف وتصفية المشاعر، وإعادة تصفيف منظومة القيم..
في ثلاث منشورات سابقة عن التخطيط الشخصي
دونت تجربتي التي اعتقد أنها ناجحة في استثمار بداية العام الجديد لتحقيق أهدافه؛ فتارة كان الاهتمام على على مهارة التخطيط الشخصي والموازنة بين المعنى والمتعة، وتارة مراجعة أهداف خطة العام الماضي وتحققها، وتارة التركيز على المشاعر والتنوع فيها...
لذا يسعدني قراءة تلك المنشورات بالنقر كي تلاحظوا الفرق بين تلك التجارب الثلاث:
مع بداية 2024 سأنقل لكم فكرة جديدة قرأتها أتمنى أن تنال استحسانكم و تطبيقكم:
الفكرة مستلهمة من كتاب الزوجين:
Lifebook by Jon and Missy Butcher
الجديد في هذا العام هو التركيز على مجال الأهداف عبر زيادة عدد مجالات عجلة الحياة بدلا من ثمانية مجالًا إلى أثنى عشر مجالا مفصلا، والتي أعتقد أن بعضها يرتبط مع بعض، الأمر الذي يمكن حصره في سبع مجالات رئيسة.
لذلك أذكركم أن يكون السير خلال هذا العام بالتخطيط وفق ثلاث مراحل، واعتقد أن المنشورات الثلاثة السابقة ستكون جدا مفيدة للمضي قدما لمن لم يسبق له التخطيط بطريقة عجلة الحياة ...
أولا التوسع والزيادة في عدد المجالات كما وردت في كتاب (Lifebook)، التي هي على النحو التالي:
الصحة واللياقة - حياتك الفكرية - حياتك العاطفية - علاقات الحب الخاصة بك - الأبوة والأمومة - حياتك الاجتماعية - شخصيتك - المهنة - وضعك المالي - حياتك الروحية - جودة الحياة - رؤية الحياة.
12 مجالًا رئيسيًا لديكم هي محور التركيز منذ بداية العام الحالي.
ثانيا التقييم والفحص للمجالات وفق تساؤلات أربع جوهرية، الهدف من تخصيص هذه المجالات هو تقييم كل مجال من هذه المجالات الرئيسية في ضوء هذه الأسئلة الأربعة:
* ما هو موقفك في هذا المجال؟ (فيما يخص معتقداتك، وممارستك )
* ما هي رؤيتك لهذا المجال؟
* ما هو هدفك في هذا المجال؟
* ما هي استراتيجيتك لتحقيق هدفك؟
ثالثا الاهتمام على الهدف والاستراتيجية والقيمة، والشعور جميعا على حد السواء.
في هذا العام أعتقد أن الاستراتيجية هي التحدي الأهم لتحقيق أهداف خطة 2024 للمجالات الاثنى عشر .
ما الاستراتيجية التي ستحقق هدف في كل مجال؟ ما هو مستوى براعتك في ابتكار الطريقة والكيفية لتحقيق الأهداف، إنها ببساطة من وماذا ومتى وكيف أصل إلى تحقيق الأهداف بمشاعر إيجابية متنوعة متعددة لتحقيق متعة أكثر وإضافة معنى للعام الجديد،
من هنا انطلقوا لرسم خطة 2024.
وتذكروا
أن نصل متأخرا خير من أن لا نصل أبدا
اطلقوا النوايا، واعزموا، وتوكلوا
النية تجارة العلماء، وفرصة الأذكياء
فالحياة أجمل بالعمل والانجاز والكفاح ومرد ذلك كله النوايا المقرونة بالعمل.
يقال أن أسوء حروب النفس عندما العقل يرفض وقلب يريد …
بالفعل إنها حرب ضروس طاحنة تلك التي تكون بين العقل والقلب، إذا اختلفا وتنافرا وعجزا في صناعة قرار متناغم متزن، تدور رحى تلك الحرب في النفس؛ فينشأ صراعا يزعزع الطمأنينة، وتتحول إلى نفس لوّامة أو أمّارة بالسوء…
هنا لابد من التدخل الخارجي، والتنظيم الداخلي لأدوار النفس وعملياته المتنوعة في إنهاء تلك الحرب ممثلا في اتباع تعاليم الدين القويم ابتداءا، والتسليم التام لحكم الله عز وجل انتهاءا، وعرض القضية التي نشأ منها الصراع للقضاء فيها وفق الكتاب والسنة، فإن كانت لا تتعارض مع الشرع في شيء، ولا زالت تلك الحرب قائمة يأتي دور المجاهدة بتجنيد النفس (الجسد والعقل والقلب) في العديد من الممارسات الضرورية، حتى تتصالح تلك الأقطاب الثلاثة وتتصافى في رحلة سلام داخلى، وتناغم كوني بديع، تسمو بتلك النفس، ومن أول وأهم تلك الممارسات التي تتنوع ما بين تعبدية روحية، ووجدانية شعورية، وذهنية عقلية:
أولاً: تقوى الله عز وجل في السر والعلن، واستشعار المعية الربانية، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (الطلاق:2-3) قال بعض السلف: هذه الآية أجمع آية في كتاب الله، أو قال: من أجمع آية في كتاب الله، لما فيها من خيري الدنيا والآخرة، ومن أعظم ثمرات التقوى تعليم الله للعبد، "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 282)، وتأمينها وحفظها من إضطرابات النفس، "فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (الأعراف 35)
ثانياً: التوازن النفسي بين للأقطاب الثلاثة في إعطاء كل جزء حقه في الانتصار لتلك القضية بما يتفق مع تعاليم الدين، فالعقل حقه العلم والوعي، " وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (العنكبوت 43) " و يقول جل جلاله "إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (ق37)" فلا يكون إدراك الحقائق، وتمام العقل إلا بالعلم واليقين، وسماع صحيح النقل، فيكون حظ العقل هنا العدل والإنصاف، وأمّا القلب حقه السلامة والبراءة؛ ففي الحديث الشريف { عن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ. أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ. أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ " } أخرجه البخاري ومسلم، يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله: "القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل، والحقد والحسد، والشح والكبر، وحب الدنيا والرياسة، فسلم من كل آفة تبعده من الله، وسلم من كل شبهة تعارض خبره، ومن كل شهوة تعارض أمره، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله")، فحظه بعد ذلك الإحسان والرحمة، والجسد حقه الحركة والنشاط الإبداعي، يقول سبحانه "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (20 العنكبوت) فالسير يستوجب التأمل والاعتبار والتفهم المفضى إلى اتخاذ القرار الصائب.
ثالثاً: التفكير بإيجابية واتخاذ القرار الصائب وفق مفاهيم ومهارات ذهنية نتعلمها ونكتسبها؛ لتحقيق الوعي الذاتي من خلال مراقبة الأفكار والمشاعر والسلوك، وفحصها ونقدها، ومن ثم إدراك أفكار ومشاعر وسلوك الآخرين، ثم تنظيم تلك العلاقات ، وتعزيز أهمية مخالطة المتفائلين والمفكرين الإيجابيين، والاقتداء بأساليب وطرائق معالجتهم للذوات البشرية، ومما تجدر الإشارة إليه أسلوب "تبادل المهارات بفعالية"، حيث يعلن الأفراد عن المهارات التي يسعدهم مساعدة الآخرين على تعلمها، فالأشخاص الذين لديهم مجالات، وخياراتهم، ومجالات خبرة مختلفة،، هم بالفعل مصدر هام لاكتساب طرائق التعلم، والتقييم، التكيّف، وعامل مساعد لإدارة التغيير.
من العيوب التفكير بإستخدام نمط محدد من أنماط التفكير أو مجموعة من الأنماط هو أنها تميل إلى الرسوخ والثبات مع الزمن، ويصعب تغييرها والخروج من دائرة سيطرتها ، أو أن الفرد يتمركز حول نمط معين وتصبح باقي الأنماط تابعة له ويتكون ما يشبه حالة الاستقطاب ، كما أن هذه الأنماط تصبح مثل القوالب الجاهزة الجامدة . من اجل التغلب على هذه العيوب قام ديبونو بابتكار مجموعة من الأساليب والوسائل التي تمكن الشخص من الخروج من سيطرة تلك الأنماط والانطلاق في عالم الإبداع… فابتكر للتفكير العمودي أو الرأسي التفكير الجانبي الذي يخرج من الاتجاه الأحادي في التفكير العادي…وعليه فإن التفكير التباعدي يقابلة التفكير التقاربي، وكلاهما مثل التفكير الجانبي والعمودي أساليب لمعالجة التفكير وأنماطه لزيادة فعالية الإبداع والتحرر من حالة الاستقطاب ...
منشورات منصة تفكيرك العلمية عن التفكير:
يفتتح الدكتور عبدالعزيز السبيل الأمين العام لجائزة الملك فيصل في جاليري تجريد للفنون بمدينة الرياض مساء يوم الأربعاء 28 ربيع الأول 144...